=KTML_Bold=آل جنبلاط الكورد في لبنان :=KTML_End=
- جنبلاط من العائلات المشهورة في لبنان، وهم أكراد في الأصل، دروز المذهب، يسكنون اليوم في قضاء الشوف بجبل لبنان ، وتعد بلدة المختارة قاعدة لهم.
تنتسب هذه الأسرة إلى الأمير جان بولاد بن قاسم بك بن أحمد بك بن جمال بك بن عرب بك بن مندك الأيوبي الكردي، المنحدر من عشائر الأيوبيين الأكراد، وكان يعرف بابن عربي، وتولى إمارة معرة النعمان وحلب وكلس في شمالي الشام أيام الدولة العثمانية، وقد ذهب مع والده إلى استانبول، وهناك دخل مدرسة السراي السلطان ثم دخل السلك العسكري في زمن السلطان سليمان القانوني، واشترك معه في حملته على بلغراد ومولدادا وعلى جزيرة رودس، واشتهر بشجاعته وجسارته، مما حببه إلى السلطان سليمان القانوني، الأمر الذي دعا جان بولاد الطلب منه بإعادة ملك أبيه له، فلبي طلبه وأعادت الدولة ملكه بفرمان سلطاني، وهناك سار في خطة حازمة وساس مقاطعته( حلب وكلس) بكل جدّ وثبات، وصار أمير الأمراء،عاش تسعين عاماً، وتوفى سنة 980ﮪ /1572م، ويعد الجد الأكبر والمؤسس لأسرة جان بولاد (جنبلاط) النبيلة، ويذكر في الشرفنامة أنه ترك سبعين ولداً.ً
ولقد أقلق آل جنبلاط بال الدولة العثمانية في مطلع القرن السابع عشر بغية الاستقلال بإمارتهم في حلب وكلس شمالي الشام، فقاموا بثورات متتالية ضد السلطنة، كان من أبرزها ثورة حسين باشا جانبلاد والي حلب، وقد قتله الصدر الأعظم العثماني حين عودته من محاربة الصفويين ، لأنه تباطأ في نصرته، وعندما علم الأمير علي بمقتله ثار ضد الدولة وسار إلى طرابلس فاستولى عليها وأخذ تلك البلاد حكماً مستقلاً ، ولكن الدولة سيّرت إليه جيشاً فاستطاع الوقوف ضده وكسره عام 1607م، ولم يجد هذا الأمير إلا أن يسلم نفسه للسلطان الذي عفا عنه وعيّنه والياً على طمشوار بالنمسا، وفي نهاية الأمر قتله السلطان . كما قام بالثورة ضد الدولة التركية ابن أخيه علي باشا، لكن ثورات آل جنبلاط انتهت بالفشل، وشهد التاريخ لهذه الأسرة بدورها الحافل في حلب واستانبول ولبنان، وكان لبعضهم تحالفات مع المعنيين الكرد في جبل لبنان.
وقد بدأت أولى سلالتهم في لبنان سنة 1630م عندما نزل جانبولاد بن سعيد وابنه رباح لبنان بدعوة من الأمير فخر الدين المعني الثاني لما كان بينهما من ود وصداقة، ورحب به أكابر جبل لبنان ودعوه إلى الإقامة في بلادهم، فأقام في مزرعة الشوف، واعتمد عليه الأمير فخر الدين الثاني في مهمات أموره.
وبعد ذلك تزوج أحد أحفاده المدعو علي بن رباح جانبلاط ابنة الشيخ قبلان القاضي التنوخي كبير مشايخ الشوف لارتفاع نسب بيت علي الجنبلاطي، وعلو مقامه. ولما توفي القاضي التنوخي بلا عقب سنة 1712م اتفق أكابر الشوف أن يكون صهره (علي) في مرتبة الشيخ قبلان رئيساً عليهم. وبذلك اعتنق الجنبلاطيون المذهب الدرزي بعد أن كانوا على المذهب السني، وولى الأمير حيدر الشهابي الأمير علي جنبلاط مقاطعات الشوف، فسلك منهج العدل والرحمة في حكمه، ونشر الأمن، وساد العدل، واستمال الناس إليه، وكثر أعوانه من كل الطوائف والملل، وكان محباً للعلم والعلماء، كريماً حليما فاضلا، حتى أصبح شيخ المشايخ، أدركته الوفاة في بعذران سنة 1776م، وترك ست أولاد وهم ( يونس ونجم ومحمود وحسين وقاسم وجانبولاد)، وخلفه في الحكم ابنه الأمير قاسم، وكان مهيباً وديعاً عادلاً، توفى سنة 1791م، وكان من أولاده حسن وبشير وإسماعيل، وقد خلفه ابنه الشيخ بشير بن قاسم جنبلاط وصار من زعماء الإقطاع في عهد الأمير بشير الثاني الشهابي، ويعزى إليه بناء قصر المختارة، وإصلاح الطرق ، وإقامة
المعابد، ونشر الأمن والعدل بين الرعية، حتى لقب بشيخ المشايخ، قتله عبد الله باشا والي عكا سنة 1825م.
ومن الذين اشتهروا في عالم السياسة في العصر الحديث السيدة نظيرة جنبلاط عقيلة فؤاد جنبلاط ، التي ترملت سنة 1922، فخلفت زوجها على مسرح السياسة اللبنانية، وكان لها دور فاعل، توفيت في بيروت سنة 1951م، فخلفها على المسرح السياسي ابنها كمال جنبلاط أحد كبار ساسة ومفكري لبنان، وكان له حضور سياسي في سياسة لبنان في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ووضع الكثير من المؤلفات، اغتيل عام 1977، فخلفه في زعامة الدروز ابنه الأستاذ وليد جنبلاط، الذي شغل مناصب وزارية وبرلمانية عدة ، ويعد اليوم أحد أبرز أقطاب السياسة في لبنان المعاصر.
وقد عرف عن آل جنبلاط حسن السياسة، والكرم والجود، والاهتمام بالعمران، وكانوا عيون العدل والعلم والإصلاح، واحترام الطوائف الأخرى وخصوصاً المسيحيين، إذ سمحوا لهم بإقامة الكنائس في منطقتهم، وكلمة جانبلاط أصلها من كلمة (جان بولاد) كردية التي تعني (الروح الفولاذية)، وقد لقبوا بها لشدة بأسهم، وفرط شجاعتهم، وحسن سياستهم، وقد حرفت مع الاستعمال إلى جنبلاط.
ملاحظة : الصورة هي لقصر مختارة الخاص بآل جنبلاط
-المصدر :من كتاب الكرد خارج كردستان ل محمد الصويري[1]