=KTML_Bold=الزمن الكوردي=KTML_End=
إرسال البيشمركة.. معاني ودلالات
#بير رستم#
إن إرسال البيشمركة من جنوب كوردستان –إقليم كوردستان– إلى غربي كوردستان وبدون الرجوع إلى الحكومة المركزية تعني شيئاً واحداً أن الكيان الكوردي هو بمثابة دولة وليس إقليماً داخل دولة سيادية حيث قرار الخارجية والقوات العسكرية وكذلك الإقتصاد والمالية تكون بيد الدولة المركزية وقد رأينا بأن “الإقليم” الكوردستاني قد “خرق” –والأصح أخترق– في البداية الجانب الخارجي والديبلوماسي بحيث لها قنصلياتها وديبلوماسييها في كل دول العالم وألحق ذاكالإختراق بإختراق آخر في الجانب المالي والإقتصادي بحيث عقدت عدد من الصفقات مع الخارج وخاصةً في قضية النفط؛ تنقيباً وبيعاً وأخيراً جاءت المسألة العسكرية وشراء الأسلحة وتحرك قوات البيشمه ركة العائدة للكيان الكوردي؛ أي إقليم كوردستان (العراق).
وبالتأكيد ما كان يمكن للإقليم الكوردستاني أن تخطو هذه الخطوات الدالة على السيادة لولا الدعم والمساندة الدولية وتحديداً أمريكا والغرب الأوربي. وهكذا فإن الدلالة الأولى لتحرك القوات الكوردية؛ البيشمه ركة وبدون الرجوع إلى المركز بغداد يعني أن أمريكا والدول الأوربية بدأت تتعامل مع الإقليم كدولة سيادية وليس جزءاً أو إقليماً من دولة مركزية –العراق– وهذه بداية الإستقلال وتحقيق الحلم الكوردي في دولة كوردستان المستقلة.
أما من الجانب الشعبي والجماهير الكوردستانية والإستقبال العارم للبيشمه ركة وذلك إن كان في شمال أو غربي كوردستان فهو تأكيد على أن القضية والجغرافيا الكوردستانية واحدة وذلك على الرغم من مسألة التقسيم والإلحاق بعدد من دول المنطقة بموجب إتفاقيات إستعمارية قديمة وقد حان الوقت لإعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة وإحقاق حق الشعب الكوردي في دولته المستقلة كوردستان.
وكذلك ومن الناحية العسكرية والتحالف الدولي فإنها تعتبر القوة العسكرية الأكثر مصداقية وثقةً لدى دول التحالف الدولي بالمنطقة وذلك في مواجهة قوى التطرف والظلام ك“داعش” وغيرها من حثالة المجتمعات والتاريخ والفكر الإنساني.. وهكذا يمكن أن نوجز دلالات ومعاني مغادرة البيشمه ركة لأراضي جنوب كوردستان والدخول إلى غربي كوردستان مروراً بشمالها وعلى الرغم من حقد ورفض الدول الغاصبة لكوردستان بالنقاط السابقة والتي أتينا على ذكرها وبالتالي يمكننا القول؛ بأن المارد الكوردي قد بدأ بالخروج من قمقمه وها هو يسجل عهداً وتاريخاً جديداً لشعبنا في المنطقة والذي يمكن أن يسمى وبحق العهد أو الزمن الكوردي.[1]