القضاء على الارهاب يبدأ من أنقرا..!
ابراهيم ابراهيم
إن العلاقة التركية القطرية بعد استلام حزب العدالة و التنمية برئاسة رجب طيب اردوغان والانقلاب الهادئ و المتفق عليه للشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان مع وعلى والده لم تاتي فقط -العلاقة- في سياق الاصطفاف المشترك في القضايا السياسية والاقتصادية و حتى الاستراتيجية التي تحددها الوقائع الموضوعية و الداخلية لكلا البلدين..!! بل تتعدى إلى العمق الآيدلوجي والتوافق في الرؤى التي تستند في جوهرها على الفكر العقائدي الاخواني الإسلامي، حيث تتشارك قطر وتركيا في مواقفهما تجاه العديد من القضايا الاقليمية و الدولية و تجلى هذا التفاهم خاصة في الحرب الأهلية السورية والأزمة المصرية والليبية و الفلسطينية حيث شكل البلدان كتلة واحدة في الحرب الأهلية السورية ودعما للجماعات الاسلامية الراديكالية من تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” و جبهة النصرة “تنظيم القاعدة” الارهابيتين و العديد من الكتائب السلفية الجهادية، و في مصر عارضت الدولتين تركيا وقطر رئاسة عبد الفتاح السيسي بعد عزل الاخير للاخوان المسلمين من السلطة حتى باتت الاعمال الارهابية تعصف بمصر.
لقد تجاوز وصف هذا التنسيق و التفاهيم بين البلدين في سياساتها الاقليمية بما يمكن اعتباره تحالفاً يأتي في إطار العلاقات الدولية ذات المصالح المشتركة ليوصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي تعليقه له حول الاضطرابات في الشرق الأوسط أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقد في قطر في ديسمبر 2014، بأننا ” سنكون مع قطر دائما “. حيث أعلن و حسب تقارير عالمية عن تشكيل فريق قطري تركي يضم العديد من قيادات الاخوان المسلمين العالميين و قطريين و أتراك في إطار ما سمي بمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى” في 19 يناير 2015. حيث انحصر مهمة هذا المجلس في رسم سياسات الاخوان المسلمين على الساحات السورية و المصرية و الليبية و دول آسيوية و أفريقية أخرى عبر تقديم كافة أنواع المساعدات المالية و المعنوية للجماعات الجهادية و الارهابية المحلية التي تديرها الاخوان المسلمين و خاصة سورية و مصر. و قد نشرت مجلة دراسات الدول الخليجية دراسة تناولت بالتحليل أسرار هذه العلاقة الحميمية بين البلدين. حيث يقول التقرير إن العلاقات التركية القطرية ميَّزت نفسها مؤخرًا عن العلاقات التركية الثنائية مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي. و هي العلاقة بين البلدين أكثر اتساعًا وعمقًا، ولا تعتمد فقط على العلاقات التجارية والتنسيق الدبلوماسي. التحالف بين البلدين بدأ تدريجيًا مع صعود حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ووصل إلى ذروته خلال فترة رئاسة أردوغان صيف عام 2014.
و قد أشار التقرير إلى مسؤولون أتراك وقطريين عقدوا في التاسع عشر من ديسمبر الماضي // قبل يوم واحد من اغتيال السفير الروسي في تركيا// اجتماعاً في إطار لجنة التعاون الاستراتيجي التركي القطري في مدينة طرابزون على ساحل البحر الأسود. و كان الاجتماع برعاية رجب طيب أردوغان و الشيخ تميم بن حمد آل ثاني و يشير التقريرأن هذا الاجتماع زادت العلاقة عمقاً بين الطرفين و تجاوزت مرحلة الشراكة الاقتصادية و السياسية لتصل إلى التوافق الفكري و الآيديولوجي و خاصة في قضية سورية و الازمة المصرية و ضرورة العمل بكل الوسائل على دعم الكتائب الارهابية في البلدين لفرض نظام إسلامي أو أجنداتها الفكرية و السياسية ليس على الشعب السوري و المصري فقط بل على شعوب المنطقة عامط و هذا ما يفسر تدحلهما المباشر في العديد من دول المنطقة ” العراق، سوريا، ليبيا، فلسطين،الصومال، وحتى بعض الدول الاوربية و تغذية الشعور القومي التركي و الاسلامي فيها. و ذلك ما شكل ريبة و تخوف لدى العديد من الاوساط الدولية و الاقليمية و خاصة الغربية و الامريكية و بدأت بالبحث و التحقيق في التقارير الاعلامية و السرية للعديد من الجهات المراقبة كانت قد اشارت و بالدلائل و البراهين على علاقة الدولتين بالتنظيمات الارهابية التي تتفق معهما آيديولوجيا و كانت الهيئة الخارجية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا – شمال سورية قد قدمت تقرير مفصلاً بالصور و المشاهد عن علاقة تركية بالدولة الاسلامية داعش و دعمها لها بالسلاح و العتاد.
الرابط هو ملف عن علاقة تركيا بتنظيم #داعش# الارهابي
file:///C:/Users/Ebrahim/Desktop/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA/Ny%20mappe/ISIS%20AND%20TURKEY%20.pdf
و بعد إمتداد التدخلات القطرية و التركية ذوي التوجهات الاسلامية و بشكليها الافقي و العمودي في الحرب الاهلية السورية و دورها في قتل الشعب السوري و محاولة فرض إرادتهما الاسلامية و باي وسيلة كانت..!! و وصول هذه الحرب الارهابية التي تقودها تركيا و قطر إلى مصر و مقتل العشرات من المصريين على أيدي الكتائب المدعومة من الدولتين و محاولة بث الفوضى و اسقاط التجربة السورية في مصر، لم يكن أمام السعودية و معها أمريكا و الغرب عامة التزام الصمت حيال سياسة الاخوان المسلمين المدمرة و الارهابية للنظامين القطري و التركي لتخرج عن صمتها تلك الدول و تتهم و تكشف بكل وضوح دعمهما للارهاب الدولي الذي تسبب في مقتل عشرات الالاف لا بل مئات الالف في أرجاء العالم.
كانت الرسالة موجه مباشرة إلى قطر الامارة العثمانية الجديدة و تم تهديدها و كانت هذه الرسالة صادقة و جدية أكثر على خلاف الرسائل السابقة لها و تم تنفيذ الوعيد و عزلت قطر عن محيطها الخليجي و العربي و لم تنتظر تركيا كثيراً حتى أعلن تأييدها و دعمها لرفاق الخط و الآيديولوجية في قطر متجاوزة تلك المبادئ في علاقتها مع دول خليجية أخرى بل مهددة أياه بأن أي اقتراب من قطر أو تعد عليها هو اعتداء على تركية و يقرر برلمانها بضرورة ارسال قوات تركيا إلى قطر و الدفاع عنها في حال تعرضها لأي هجوم خليجي سيما و أن معلومات أكدت إلى محاولة أمربكا بتفريع قاعدة العديد عسكرية تقع في غرب الدوحة في قطر و نقل الالاف من جنودها إلى الاردن في اشارة أمريكية على موافقتها باتخاذ اي اجراء عسكرية ضد قطر و هذا ما يوحي باحتمال اشراك القوات التركية في صد أية هجمة خليجية أو مصرية على قطر وهو ما سيشكل بداية تحول جديد في تعامل العمل مع الحكومة التركية قد تتمثل في عزلها عربياً و أوربياً و أمريكيا خاصة و ان العالم فقدت الثقة تماما بالدولة التركية بعد أن انتقلت و في فترات قصيرة من حلف إلى آخر، و تأكد للعالم دعمه المباشر للكتائب الارهابية في سورية و هذا ما أشارت اليه العديد من التقارير الدولية و لم تقف الازمة التركيه القطرية عند طرفين هما ترك قطر و دول خليجية أخرى بل تدخلت أمريكا و بشكل مباشر عندما كشف الرئيس الامريكي دونالد ترامب و أكد دور قطر في دعم الارهاب و دول أخرى دون أن يسميها في إشارة إلى الدولة التركية حسب الكثير من المراقبين السياسيين ثم تأتي الاصوات السعودية و الاماراتية وتشير إلى ضرورة تاديب تركية عبر الوسائل الاقتصادية و حتى الديبلوماسية خاصة بعد فشل زيارة وزير خارجية البحرين و لقائه بأردوغان. و السؤال هنا هل ستسير دول الخليج و معها أمريكا باتجاه تركيا..؟؟ هكذا تبدو الامور فقد بات واضحا أن القضاء على الارهاب يبدأ من القضاء على رأسه الكبير في تركيا و من ثم الرؤوس الصغيرة في بلدان العالم.[1]