الجمعيّات ..مَن المستفيد منها ؟
الإدارة الذاتية وقعاً و.. واقعاً
مصطفى عبدو
اندهشتُ من ذاك الشاب الذي قدّم نفسه على أنه من جمعية (…)، وسألته عن هذه الجمعية وكيف تكون ومن الذي نصبها في المنطقة ومن يدعمها, انصدمت بضحالة المعلومات لديه عن الجمعية التي يعمل بها، ولكني استقيت منه حقيقة وهي أن هذه الجمعية وغيرها من المؤسسات التي تجد لوحاتها على المنازل أو على المحلات (منظمة – مؤسسة).. وغيرها من المنظمات التي تقوم بعضها باستئجار شقة أو منزل في أحد الأحياء أو استئجار محل تجاري كمقرات لها . هذه التي اكتظت شوارعنا بأسمائها لا ترقى إلى مستوى تسمياتها، وتجعل الشك والريبة يتسللان إلى كل من حاول معرفة ماهيتها ... فعلاً ظاهرة غريبة (مقر وأجهزة الكمبيوتر والموظفات والموظفين، وبعدها لا تعلم شيء عن نشاط هذه المنظمات)..!!
من المعروف أن المنظمات المدنية هي منظمات ذات مصلحة عامة وهي لا تخضع لحكومة ولا لمؤسسة دولية. ولا يمنعها ذلك من التعاون أو تلقي مساعدات وتمويلات من الإدارات أو الحكومات أو الهيئات. ولكنها تتأسس وتنشط دون رقابة من الحكومات، فهي منظمات تقدم مساهمات قيمة للمجتمع بتوجيهها الانتباه إلى قضايا تحتاج إلى حالة إسعافية، وتقترح أفكاراً وبرامج وتنشر معلومات وتحشد الرأي العام .
كما وتحرص هذه المنظمات على استقلاليتها وعلى الارتباط بالمجتمع المدني.
ففي ظل العولمة الحالية غير المتوازنة وظل الأزمة التي تعصف بالبلاد، أصبحت هذه المنظمات بما لها من مبادئ أخلاقية وإنسانية ضرورية لوضع الضوابط الأخلاقية للعولمة. وبالفعل فقد أدت دوراً هاما في الكثير من المجالات.
ما هو واضح وجلي أن بعض هذه الجمعيات والمؤسسات أو حتى بعض وكالات الأنباء المنتشرة حديثاً ولدت وتحولت بصورة غريبة وعلى ما يبدو أن الكثير منها لم تلد بشكلٍ شرعيّ, وبحسب متابعتي لبعضها وجدت أن هدف هذه الجمعيات غامض وغير واضح.
و أتساءل أين كانت هذه الجمعيات أيام كان أبناء شعبنا دون استثناء يعانون من الذل والقهر والظلم, أيام لم نكن آمنين على أنفسنا وأرواحنا و أموالنا؟, أين كانت تلك الجمعيات في ذلك الزمان ؟. وماذا فعلت هذه الجمعيات حيال الدول القومية الشوفينية المبتلية بحكم الفرد الطاغي والذي لا يراعي في حكمه رحمة وأي قيم من قيم انسانية .
المسألة تحتاج لبحث و رقابة وقانون ومُراجع قانوني ومالي لمتابعة هذه المنظمات، وعمل كشف حساب لها وقائمة برعاياها والسؤال عن : هل فعلا تقوم هذه الجمعيات بمهامها الأساسية أم أنها مجرد ديكور.!!!!
هل يعلم المعنيين شيئاً عن ماهية نشاط هذه المنظمات..؟ وهل يدركون من أين تأتيها الأموال وأين تصرف..؟ أم أنه بمجرد أن تكتب كلمة (جمعية) أو (مؤسسة) بعدها يصبح كل شيء خارج إطار الرقابة والمراجعة والقانون.. هذه المنظمات تتعامل بالدولارات، أين تذهب ومن أين تأتي، وهل لها نشاط تجاري؟ وهل فعلا هناك رعاية وعمل خير تقوم به، إذا كانت الإجابة .. نعم.. أين هي هذه الأعمال الخيرية.. ومن المستفيد..؟؟[1]