الإدارة الذاتية بين التُهم المُلفَّقة والأقلام المأجورة
بدران الحسيني
لم يكد أن ينتهي المنتدى الدولي حول “داعش واستراتيجية المواجهة” الذي انعقد في مدينة #عامودا# حتى بادرت بعض الصحف وأقلامها المأجورة بكيل الاتهامات والأباطيل للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وخصوصاً بعدما تسرَّبت إليها المقررات والنتائج التي خرج بها المنتدى والأجواء الإيجابية التي دلّت على مدى القبول الدولي للأطروحات والأبحاث والأفكار التي قُدِّمت في سياق المناقشات؛ فاقتضى ذلك من بعض وسائل الإعلام المقروءة خلق الفوضى وخلط الأوراق والانزلاق نحو مسارٍ يهدف إلى التشويه المتعمد الغوغائي لصورة التجربة الديمقراطية الوليدة في الشرق الأوسط حسبما تقتضي منها توليفات المرحلة ذي التوجهات السياسية والتي تصبُّ في مصلحة الممولين والداعمين لها، وهنا أخص بالذكر” جريدة الأخبار اللبنانية” التي زعمت في عددها الصادر في 15 يوليو 2019 أن نفط شمال شرق سوريا أصبح يدار من قبل شركات إسرائيلية معتمدة بذلك على وثيقة مصطنعة هي نفسها( تشكك) فيها؛ مخالفة بذلك كل معايير وأخلاقيات الصحافة التي تمنع نشر أية معلومات ليست لها مصادر موثوقة، وكل ما يخالف ذلك يندرج في إطار نشر الأباطيل والأكاذيب الجوفاء والإساءة إلى الجهة المقصودة بغية ممارسة أقصى الضغوط عليها لتصب في الرصيد السياسي للجهة التي تنطق باسمها الصحيفة، وهو ما تؤكده المعطيات على الأرض بالتوازي مع الضغوطات الإعلامية لأطراف متدخلة في الصراع السوري تأتي التحشيد العسكري التركي وتهديداتها لشمال وشرق سوريا وإصرارهما (إيران وتركيا) على اختلاق فرضيات لا تمت إلى الواقع الملموس بشيء وخارج سياق الحديث السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية إذ أن المجلس ومن خلال بيان له نفى هذه الشائعات جملة وتفصيلاً واعتبرها إساءة بحق مكون أصيل يدعو منذ نشأته إلى وحدة جغرافيِّة سوريا والحوار السوري السوري للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف بعيداً عن التدخلات الخارجية والاحتلالات القائمة وعلى رأسها الاحتلال التركي للمدن والبلدات السورية.
فاختلاق أسواق إضافية للمساومة فيها وعليها لتعديل مسار العلاقات الدولية المعقدة أو لكسب بعض الرهانات في الوقت المستقطع لا تؤخر ولا تؤثر على التفاهمات الدولية الحاصلة والتي ستحصل خصوصاً في الحقبة التي تتآكل فيها بعض الدول الإقليمية من الداخل والخارج، ولعبة الافتراءات ولغة التخوين هذه انتهت ولم تعد تجدي نفعاً وباتت من الماضي السحيق والزمن الغابر الذي عفى عليه الزمن، والدول المتهالكة داخلياً والفاقدة لرصيدها الشعبي لم تعد بمقدورها تغيير مسار التموضعات القائمة على الأرض عبر الإساءة إلى الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بأبواقها القديمة وخصوصاً كتلك التي مازالت كاهلها مثقلٌ بالدعاوى الدولية ولمَّا تزل مُلزمة بدفع مبالغ مالية باهظة لاستعادة مصداقيتها، والإصرار على المتاجرة بالأوهام يبقى من دون رصيد ولا يؤدي المهمة الوظيفية الكيدية ضد قوى وطنية دفعت عشرات الآلاف من التضحيات للحفاظ على سوريا للجميع (والذي بيته من زجاج لا يلقي الناس بالحجارة).[1]