اتّحدوا لإنهاء العنف ضدّ المرأة
حنان عثمان: ما كان لثورة 19 تموز أن تنجح لولا ثورة المرأة
حنان عثمان –
اتحدوا لإنهاء العنف ضدّ المرأة، أو بعبارةٍ أخرى؛ لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يُرتكب هذا العنفُ بشكل ” ظاهر أو مستتر” ضدّ فردٍ أو مجموعة، بسبب جنسه أو نوعه الاجتماعي، ويُمارَس فيه الإجبارُ والخنوع على الأفراد بهدف إجبارهم على أفعالٍ وأعمال خارج نطاق إرادتهم، وذلك بممارسه العنف والضغط أو الإكراه أو التهديد والترهيب وممارساتٍ عديدة أخرى.
واحدةٌ من كل ” ثلاث نساء” تتعرض لشكلٍ من أشكال العنف على الأقل في حياتها، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
يمكن أن يتخذ هذا النوعُ من العنف أشكالاً عديدة كما ذكرنا، وإلى جانب ارتكابه في الأماكن العامة أو الخاصة، يتم ممارسته عموماً من قبل الأقارب، كالشريك، الأخ، الأب، بطرقٍ أكثر وحشية، حتى كإجبار الأطفال على الزواج، أو الجرائم المرتكبة تحت ما تُسمى ” جرائم الشرف “.
العنفُ الجنسي ضدّ النساء والفتيات يستمدّ جذوره من الهيمنة الذكورية التي دامت قروناً من الزمن، وإنّ أوجه عدم المساواة بين الجنسين، تغذي الثقافة الذكورية التي تحرِّض على العنف بكل أنواعه، ومنها الاغتصابُ، والذي هو في الأساس مسألة اختلالٍ في موازين القوة.
نحن اليوم نقترب من الذكرى السنوية لليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، وعلينا أن نتذكر قصة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء، والتي بدأت مع ثلاث شقيقات، هن “باتريسيا وماريا وأنطونيا” وهُنَّ من عائلة “ميرابال”.
الشقيقاتُ الثلاثة وقفن ضدّ ظلم الطبقة الحاكمة وضدّ عدم المساواة وكل أنواع العنف، وأصبحن رمزاً للمقاومة والبسالة ضدّ كافة أشكال العنف، وأصبحنَ شرارةً لثورة جماهيرية ونسائية كُبرى في جمهورية الدومينيكان.
عندما ننظر إلى واقعنا الكردي، نرى الكثيرَ من الباسلات والفراشات الثلاثة اللواتي تم استهدافهن من قبل النظام الذكوري المتمثل بالسلطة الطاغية المحتلة لكردستان. بمعنى آخر، إنّ العنفَ ضد المرأة في كردستان يغدو ممنهجاً بشكل أكبر، ويصل إلى مستوى الإبادة الممنهجة ضدّ النساء، ونجد كيف أنّ دولة الاحتلال التركي الفاشية تستهدف النساءَ الكرديات الناشطات والرياديات أينما كُن، سواء في روجافا، مثل ” هفرين خلف وجيان تولهلدان ” وغيرهما كثيرات، أو في باشور، مثل الناشطة ” فريال خالد “، أو في باكور مثل ” باكيزة ورفيقتَيها “، أو حتى في قلب عاصمة الحرية، باريس، مثل ” ساكينة جانسيز ورفيقتَيها “.
لهذا السبب، وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، من الضروري جداً رفعُ مستوى الوعي في المجتمع، وتمكين المرأة في كافة المجالات، والتطرق لموضوع العنف المَبنِي على النوع الاجتماعي وللمشاكل الاجتماعية كافة ووضع حلول جذرية وبدائل مناسبة، للوصول إلى مجتمعٍ يعتمد على العدالة والمساواة بين الجنسين.[1]