أهمية الوطن والوطنية
دور الشبيبة في المجتمع
إيمان العليان
الوطن هو الأرضُ التي ننتمي إليها بكل ما فينا. إنه المكانُ الذي نشأنا وترعرعنا فيه، والذي امتزجت روحه وتراثه بكياننا.
فالوطن ليس مجرّد جغرافيا أو حدود جغرافية، بل هو جزءٌ لا يتجزأ من هويتنا وشخصيتنا، إنه المرجعيةُ والملاذ الذي نعتزّ به ونرتبط به بعمق.
إنّ أهميةَ الوطن تنبع من كونه المكان الذي نرتبط به عاطفيًا وروحيًا، فمن خلال الوطن نكتشف ذواتنا ونعرف أصولنا ونؤكد انتماءنا، إنه المصدرُ الذي ننهل منه قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا، والذي يشكل جوهرَ ثقافتنا وحضارتنا؛ وبالتالي فإن فقدان الوطن أو الانفصال عنه يعني فقدان الهوية والاغتراب عن الذات.
على المستوى السياسي والاجتماعي، يُعدّ الوطنُ، الحاضنةَ التي تنمو فيها المجتمعاتُ والدول، فالوطن هو المؤسسات والنُظُّم التي تحكم الحياةَ العامة وتحافظ على استقرار المجتمع وأمنه، كما أنه المكان الذي ننتمي إليه ونشارك في بناء مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ومن هذا المنطلق، تأتي أهمية الوطنية كشعورٍ عميق بالانتماء والولاء للوطن، فالوطنية هي فلسفةُ حياةٍ وممارسة يومية، تتجلى في سعي المواطن لخدمة مصالح وطنه والدفاع عنه.
إنها تعني الاعتزازُ بتراث الوطن وحضارته، والعمل على تنميته وازدهاره في جميع المجالات.
وتتخذ الوطنيةُ أشكالاً متنوعة في حياة المواطن، فهي تظهر في المشاركة السياسية الفاعلة في صنع القرار وتحمُّل المسؤولية الوطنية كما تتجسد في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن وتطوير البُنى التحتية والخدمات العامة، وبالطبع فإن الوطنية تعني الدفاعَ عن سيادة الوطن واستقلاله في مواجهة أي تهديدات خارجية.
وعلى الجانب الآخر، فإن غيابَ الشعور بالوطنية أو انعدام الانتماء الوطني لدى الأفراد والمجتمعات قد يؤدي إلى ظهور ظواهر سلبية خطيرة، فانفصامُ الفرد عن وطنه وتراثه قد يدفعه نحو السلوكيات المنحرفة كالفساد والإرهاب والانقسام. لذلك، تُعد تنمية الوطنية وترسيخ القيم الوطنية أمرًا حيويًا لبناء الدول والمجتمعات القوية والمتماسكة.
إن للوطن ودور الوطنية أهميةً بالغة على جميع الأصعدة، فالوطن هو الجذور التي ننتمي إليها ونستمد منها هويتنا وكينونتنا. والوطنية هي الضمانة لتقدُّم المجتمعات وازدهارها وحمايتها من التحديات الداخلية والخارجية، وعلينا جميعًا أن نعتزّ بوطننا ونسعى جاهدين لخدمته وتنميته بما يحقق الأمن والتنمية والاستقرار لأبناء شعبنا.[1]