أزمة المدينة وحل الحضارة الديمقراطية
أحمد بدوي
ظهرت الإدارة الذاتية الديمقراطية كمفهوم ومصطلح اعتباراً من عام 2000م، ولكنها كمشروع سياسي يستند إلى أطروحات القائد عبد الله أوجلان التي طرحها أول مرة في عام 1993م، في حديثة عن الحل الديمقراطي السلمي للقضية الكردية.
ويهدف هذا المشروع إلى بناء مجتمع أخلاقي سياسي يعتمد
على حرية المرأة التي هي أساس حرية المجتمع الذي يتسم بالأخلاق وكيفية ممارسة السياسة الحقيقية القائمة على العدل والمساوة لكل شعوب المنطقة دون تحيز أو تعصب إلى فئة أو عرق أو مذهب معين.
مفهوم الإدارة بشكله العام
الإدارة من أهم الأنشطة الإنسانية في جميع المجتمعات على اختلاف مراحلها وتطورها من أصغر خلية اجتماعية (العائلة)
وصولا إلى أوسع الامبراطوريات، فالإدارة ضرورة مجتمعية لجميع ميادين الحياة (الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية …الخ)
مفهوم الإدارة عند القائد عبد الله أوجلان
الإدارة الذاتية الديمقراطية هي تعبير ملموس عن الأمة الديمقراطية، فالإدارة هي التعبير عن حالة الانتظام في الكون والهروب من الفوضى ويمكن تسمية الإدارة (بالعقل المجتمعي)
فهي التي تحافظ على البيئة وتعطي لكل فرد حقه في العيش وممارسة طقوسه وعاداته.
فهي تختلف عن الإدارة الغربية (الأجنبية) التي تعمل على تعطيل الأخلاق وسن القوانين الهدامة وصهر المجتمع في بوتقتها وتفعيل كل ما هو يخدم السلطة أو الدولة.
الحل الديمقراطي.
مبدأ الحل الديمقراطي يختلف كلياً عن الحلول (الدولتية أو السلطوية) وهو لا يهدف إلى تقاسم السلطة من حيث المبدأ بل يحرص أن يبقى بعيداً عن السلطة لأن السلطة متناقضة مع الديمقراطية، وبقدر ما يتم التركيز على مؤسسات السلطة تضعف المؤسسات الديمقراطية.
وباختصار فإن المنافسة بين مؤسسات السلطة ومؤسسات الديمقراطية بأي وقت حتماً ستفضي إلى فوز المؤسسات الديمقراطية التي تكفل للشعب حقوقه وحريته في العيش بكرامة،
كون هذه المؤسسات تبتعد عن الفردية والمصالح الشخصية الضيقة
على عكس السلطة أو الدولة تماماً.
فمشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وبالاعتماد على الغنى التاريخي والثقافي في هذه الأرض يعتبر أفضل انتاج سوري سوري، وهو نواة الحل لكل من أراد الديمقراطية والعيش بكرامة،
فهو نموذج لائق لكل الشعب السوري الذي خرج من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية المغيبة منذ عشرات السنين في ظل حكم نظام البعث المستبد.
ولأجل هذا لابد من تطوير المؤسسات الديمقراطية الاجتماعية
القادرة على حشد الطاقات بشكل منظم وسلمي بعيداً عن العشوائية والخراب.
ولهذا يمكننا القول بإن شعبنا يمتلك كل مقومات النجاح في ظل الإدارة الذاتية التي تحفظ الحقوق وتنظم الواجبات من خلال إدارة الشعب نفسه بنفسه.
إن نظام الإدارة الذاتية بشكله الحالي هو جواب شافي ولائق
للجهود التي بذلها القائد والمفكر عبد الله أوجلان لأجل شعوب المنطقة.
والمحافظة على مكتسبات هذا المشروع المادية والمعنوية
هو واجب على كل فرد يعيش في ظل هذه الإدارة التي لا زالت تقدم التضحيات كل يوم وهي تقارع العدو التركي والتنظيمات الإرهابية الداخلية والميليشيات الإيرانية على طول الحدود في الضفة الشرقية لنهر الفرات.[1]