زوزان سعدون
أكد عبد الحكيم بشار، نائب رئيس الائتلاف السوري وممثل المجلس الوطني الكوردي، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أهمية تشكيل هيئة حكم شاملة تضم جميع مكونات الشعب السوري كخطوة أساسية لبناء سوريا جديدة، مشيراً إلى أن القضية الكوردية يجب أن تكون على طاولة الحوار في أي مفاوضات داخلية أو دولية، مشدداً على ضرورة تحقيق وحدة الصف الكوردي عبر إزالة العوائق التي تعرقل تشكيل وفد موحد يمثل الكورد.
وتطرق عبد الحكيم بشار إلى قضايا عدة، من بينها مستقبل القرار الدولي 2254، حيث دعا إلى تفعيل مضمونه بدلاً من انتظار تعديلات قد تستغرق سنوات، كما أشار إلى أن المخاوف المتعلقة بالاستفراد في السلطة في ظل القيادة الحالية، مؤكداً أن سوريا لن تتحمل تجربة حكم الحزب الواحد مجدداً.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا والهواجس الأمنية، أوضح عبد الحكيم بشار أن إنهاء نشاط #حزب العمال الكوردستاني# في سوريا يعد خطوة أساسية لتجنب أي تصعيد عسكري في المناطق الكوردية، مشيراً إلى أن الحرب يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: هل التقيتم أحمد الشرع في دمشق؟
عبد الحكيم بشار: لا، حتى الآن لم نطلب اللقاء مع الحكومة لتصريف الأعمال أو الإدارة الجديدة، فقط تهيئة الأجواء واللقاء بكل القوى الوطنية والديمقراطية المتواجدة في دمشق مع مختلف مكونات الشعب السوري. لقاءات للتمهيد فقط، سقط النظام من دمشق وستبدأ بناء سوريا جديدة من دمشق. لذلك، تواجدنا في دمشق والإقامة على القوى الوطنية والديمقراطية ومختلف الفعاليات المجتمعية ومختلف المكونات سيمهد الأرضية لبناء سوريا الجديدة يحقق القسم الأكبر من طموحات الشعب الكوردي في سوريا.
رووداو: وفد المجلس الوطني الكوردي الموحد متى سيتوجه إلى دمشق؟
عبد الحكيم بشار: لم يتم الاتفاق حتى الآن على موعد محدد. نحن على تواصل حول هذا الموضوع، وأعتقد لن يطول الموعد. سنلتقي مع جهات صاحبة قرار في الإدارة الجديدة ونطلعهم على الوضع الكوردي وتصورنا حول سوريا المستقبل، ليس فقط حول القضية الكوردية. يهمنا سوريا المستقبل كيف ستكون. مسألة احترام حقوق الإنسان، مسألة التعددية القومية والسياسية، فصل السلطات، مساواة الرجال مع المرأة. هناك مجموعة من المبادئ التي يلتزم بها المجلس الوطني الكوردي سواء على الصعيد السوري أو على الصعيد القومي. سنطرح كل ذلك على طاولة الحوار مع الإدارة الجديدة.
رووداو: ذكرت ربما قريباً هذا الوفد سيأتي إلى دمشق. هذا الوفد سيكون موحداً من المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية. برأيك، هذا الوفد سيتشكل لينقل مطالب الكورد في سوريا أم أن هذا الشيء يبدو صعباً في هذه المرحلة أو التوقيت؟
عبد الحكيم بشار: أتمنى يعني أبناء الشعب الكوردي يفهمون الموضوع بشكل واضح بعيداً عن العاطفة بعقلانية. يوجد طرفان: المجلس الوطني الكوردي مجلس يعز بالانتماء الوطني، قراره سوري كوردي ويطالب بحل قضية القضية الكوردية. أما الطرف الآخر الذي يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو جزء من حزب العمال الكوردستاني، ومطالبه هو الأمة الديمقراطية. يختلف عن مطالب المجلس. في البداية، يجب أن نتفق على ماذا سنطالب به. نحن نطالب بدولة مدنية ديمقراطية فدرالية، هم يطالبون بالأمة الديمقراطية، فجوهر الأحداث مختلف جداً، هذه أولاً. أما النقطة الثانية، أسباب عدم تشكيل وفد معروف للشعب الكوردي. الكل يقر أن حزب العمال الكوردستاني هو من يدير شرق الفرات، هو من يدير المناطق الكوردية. فمطالبنا كانت بسيطة، إزالة أسباب عدم الاتفاق فيما يخص المجلس الوطني الكوردي. ليخبرونا بالعراقيل التي وضعناها أمام وحدة الصف الكوردي. لا توجد أي عراقيل، بل على العكس تجاوزنا كثيراً من القضايا. نطالب بفك ارتباطهم بحزب العمال الكوردستاني، وهذا طلب مشروع. نطالب بحظر نشاط حزب العمال الكوردستاني، وهذا مطلب مشروع. نطالب بإخراج العناصر الأجنبية، وهذا حق مشروع. في قضايا أخرى أجلناها مثل المختطفين والمفقودين، هذه القضايا لم نضعها حجر عثرة، ولكنها قضايا مع ذلك. من جهتنا، لا توجد أي مشكلة في تشكيل وفد موحد.
رووداو: أنتم تذكرون أنه ليس لديكم أي مشكلة للحوار والذهاب بوفد مشترك إلى دمشق. الطرف الثاني هل أبدى أي إيجابية؟
عبد الحكيم بشار: بتوفر العناصر التي تحدثت عنها حتى الأمس، السيد الشرع قال بكل صراحة إنه كان مع القاعدة، لكن هذا الشيء أصبح من الماضي. أعلن انفكاكه عن القاعدة منذ 4 أعوام، وكان اسمه أبو محمد الجولاني، وأعلن أن اسمه أحمد الشرع. لذلك نحن أمام وضع مفصلي يخص الشعب الكوردي في سوريا، وللشعب الكوردي يجب أن يكون له دور مهم في مستقبل سوريا أيضاً، يعني دور ليس ثانوياً.
وحدة الحركة الكوردية وحدة الموقف الكوردي بالنسبة لنا أمر حيوي وجوهري، ولكن يجب توفير مستلزمات هذه الوحدة. لا يمكن أن تكون الوحدة بدون توفير أي مستلزمات. أنا تحدثت عن أسباب تعرقل وحدة الصف، وهذه الأسباب الثلاثة هي عند قسد وليست لدينا.
أي عائق عندنا يعيق وحدة الصف ليخبرونا به، سنعالجه. لا يوجد لدينا أي عائق للعلاج أبداً.
رووداو: برأيك، ما هي تداعيات عدم التوصل إلى اتفاق فيما بينكما والذهاب بوفد سواء أنتم لوحدكم أو هم لوحدهم؟
عبد الحكيم بشار: نحن عندما نذهب لوحدنا، نذهب حول موضوع القضية الكوردية. لا أحد يستطيع أن يقول لنا: أنتم فعلتم كذا وكنتم مع النظام أو فعلتم كذا. صفحتنا بيضاء جداً، كنا مع سوريا منذ اليوم الأول. ولكن إذا ذهبوا لوحدهم، الوضع مختلف. كان لديهم علاقات مع النظام، وكان لديهم معارك مع المعارضة. قاتلوا الكثير من أطراف المعارضة من أعضاء المعارضة. يعني الوضع مختلف جداً. ولكن مع هذا الشيء، نحن نأمل ونتمنى أن يتشكل وفد كوردي موحد على الأسس التي ذكرتها سابقاً.
رووداو: أنتم تأملون، وأيضاً هناك ضغط جماهيري شعبي في مدينة قامشلو وغيرها للمطالبة بوحدة الصف الكوردي. برأيك، هل هذا المطلب صعب المنال أم أنه سهل التحقيق؟
عبد الحكيم بشار: يفترض أن يمارس الوطنيون الكورد والشباب والنساء والوجهاء والرجال الضغط على قسد للاستجابة لاستحقاقات تشكيل وفد كوردي موحد. الحل عند قسد هو الاستجابة لاستحقاقات تشكيل وفد كوردي موحد. الشارع الكوردي يجب أن يمارس الضغط، لا يكون طرفاً محايداً. يعرف أين المشكلة، وما سبب المشكلة، ويجب أن يمارس الضغط على الطرف الذي لا يستجيب لتحقيق شروط وحدة الصف الكوردي. ومن خلال منبركم، أناشد كافة أبناء شعبنا للضغط على قسد لتحقيق شروط وحدة الصف الكوردي، وألا يكون وسيطاً محايداً. هناك خطأ، وهناك عراقيل يجب علاجها.
رووداو: فك الارتباط بحزب العمال الكوردستاني كافٍ لأن يتجهوا إلى دمشق معكم بوفد موحد؟
عبد الحكيم بشار: كانت هناك مناقشات منذ يومين حول وقف إطلاق النار، وأنه لا يوجد حزب العمال الكوردستاني في سوريا. ليخرجوا بمظاهرة في كوباني تحمل أعلام حزب العمال الكوردستاني وصور أوجلان. هذا يستفز تركيا ويدفع تركيا إلى الدخول لمناطقنا. نحن نتجنب الشر مع تركيا ونحاول الدفاع عن حقوق شعبنا.
رووداو: بشأن مطالب المجلس الوطني الكوردي، ما الذي يريد أن ينقله أو يحققه للشعب الكوردي في دستور سوريا الجديدة؟
عبد الحكيم بشار: هناك مطالب وطنية ومطالب قومية. المطالب الوطنية أن تكون سوريا تعددية، نظام نصف رئاسي، المساواة بين الرجل والمرأة، احترام حقوق الإنسان، حرية الرأي والتعبير. وفيما يخص الشعب الكوردي، نحن ننظر كمجلس وطني كوردي إلى أن تكون سوريا دولة فيدرالية. هذا هو وجهة نظر المجلس الوطني الكوردي، وسندافع عن هذا التوجه. ولكن هل ستقبل أو لا تقبل هذا التوجه؟ يجب أن ينال توافق السوريين. يعني لا يمكن أن نفرض وجهة نظرنا على أحد، بل يجب أن نعمل ليل نهار لإقناع مختلف أطياف مكونات الشعب السوري بأن الفيدرالية هي الحل الأمثل لتعزيز الانتماء الوطني لكافة المكونات، لمنع عودة الاستبداد، ولإعطاء هامش أوسع للحريات والديمقراطية في مختلف المناطق.
رووداو: لكنك تتواجد في دمشق منذ عدة أيام، هل رأيت هذا القبول على مشروع الفيدرالية هناك؟
هناك اختلاف في وجهات النظر، البعض يقبلها كاسم ومضمون والبعض الآخر يقبل الصلاحيات الفيدرالية ولكن باسم آخر، مثلاً باسم اللامركزية ولكن بنفس الصلاحيات، يعني أن يكون هناك مجلس تشريعي ومجلس تنفيذي، وأن يكون هناك حاكم منتخب لديه سلطات وصلاحيات كسن بعض القوانين المحلية، نفس مضمون الفيدرالية ولكن باسم آخر.
رووداو: كنت مؤخراً في محافظة السويداء، حدثنا عن اللقاءات التي أجريتها هناك. ما هي المناقشات التي جرت مع الشخصيات التي التقيت بها؟
عبد الحكيم بشار: كنت أتمنى أن تكون تجربة الكورد مثل تجربة السويداء، فلهم مرجع واحد هو الشيخ أحمد الهجري، هو الذي يقرر كل شيء، القرار للمرجع الوحيد. كنا نتمنى أن يكون في كوردستان العراق المرجع الوحيد الرئيس مسعود بارزاني، ويكون لنا في سوريا أيضاً مرجع وحيد أو مجموعة صغيرة من المرجعين، ولكن المرجعيات لدينا متعددة.
هناك في السويداء نوع من الحكم الذاتي، لا يوجد نظام ولا الإدارة الجديدة، هم يديرون أنفسهم بأنفسهم. بدأوا بتشكيل الشرطة وعينوا قائد شرطة، أي تحقيق نوع من الحكم الذاتي. وفي حديثي مع الشيخ أحمد الهجري، كان معمقاً جداً، يؤكدون على ضرورة احترام خصوصية كل مكونات الشعب السوري، وأن ينجح كل مكونات الشعب السوري في إدارة نفسه بنفسه ضمن لا مركزية. وفي حال محاولة الإدارة الجديدة إقصاء أي طرف، هذا سيؤدي بنا إلى وضع قد يؤدي إلى تفتيت سوريا، يعني أكد أن الإقصاء سلبي جداً وقد يفتت سوريا.
وبالنسبة للشعب الكوردي، كان موقفه إيجابياً جداً، وأشاد بمجموعات مقبولة من الدروز في إقليم كوردستان العراق، يعني يعيشون حياة آمنة ولم يتعرضوا لأي مشاكل. وشكر من خلالنا الرئيس مسعود بارزاني على توفير الأمن والأمان للاجئين السوريين في إقليم كوردستان العراق.
رووداو: مدينة كوباني تشهد اليوم حالة من الترقب والخوف من أن تشن القوات التركية هناك هجمات. برأيك، ما هو المخرج القانوني لردع تركيا والفصائل الموالية لها عن شن أي هجمات؟
عبد الحكيم بشار: لنعود إلى السبب الذي تتحدث عنه تركيا: أن حزب العمال الكوردستاني هو الحاكم في هذه المنطقة، وتركيا وحزب العمال الكوردستاني في حالة حرب منذ 40 سنة. فكيف يمكن تصور أن يكون حزب العمال الكوردستاني حاكماً بمنطقة على حدود تركيا؟ لن تقبل، لست أنا أدافع، بل تركيا لن تقبل. هذا منطق سياسي، كان المفروض أن يُحظر نشاط حزب العمال الكوردستاني كما تحدثت، وتُزال الأعلام والصور. حينها، لا أعتقد أن لدى تركيا حجة أو رغبة أو قدرة على الدخول إلى المنطقة تلك. تدخل تركيا بسبب وجود حزب العمال الكوردستاني هناك، وهذا ما نراه من خلال المظاهرات. قبل عدة أيام، كان بإمكان قسد اتباع الحكمة والجرأة ونزع فتيل الحرب. الحرب والسلم بيد قسد، هي التي تقرر. إذا أرادت أن تتصرف ككورد سوريين، يجب أن تقول لحزب العمال الكوردستاني: شكراً لجهودكم، انتهت وظيفتكم، نحن وضعنا لا يتحمل وجودكم. بهذه الأمور، يمكن تجنب المنطقة الكوردية أي حرب أخرى. الحرب ثمنها باهظ يدفعه الضحايا والأبرياء والمدنيون والتهجير والدمار.
رووداو: لكن أميركا في المنطقة تصرح عبر قاداتها بأن قسد خط أحمر، فهي حاربت معنا ضد داعش وقدمت أكثر من 10 آلاف شهيد، وهي ستمنع تركيا من شن الهجوم على مدينة كوباني. كيف ترى هذا الدعم الأميركي لقوات قسد؟
عبد الحكيم بشار: الوجود الأميركي أصلاً هو باسم التحالف الدولي ضد الإرهاب، وليس لحماية قسد، وليس لحماية المنطقة الكوردية، وليس لأي شيء آخر. التحالف ضد الإرهاب، وكانت هناك أهداف أخرى أيضاً: الضغط على النظام، تحجيم دور إيران، تحجيم دور حزب الله، تحجيم دور روسيا. كل هذه المعادلة تغيرت وذهبت مسببات وجوده، وأيضاً الإرهاب تقلص بشكل كبير جداً. لذلك، أعتقد أنه في الأيام القادمة أو بعد مجيء ترمب، سيكون لأميركا موقف آخر. وصرحت نائبة وزير الخارجية، وأيضاً وزيرة الخارجية الألمانية، أن الوضع تغير. ودعت قسد بشكل ما إلى تسليم السلاح والانخراط في الحكومة الجديدة. يعني المجتمع الدولي في الوقت الحالي، حتى المرحلة الانتقالية، لن يدعم بقاء عدة جيوش وعدة إدارات. التقينا كثيراً مع الممثلين الأميركيين وطلبنا منهم حماية المنطقة الكوردية حتى الحل السياسي، ولكن لم يعطونا أي وعود. طلبنا منهم: هل ستحمي أميركا المنطقة الكوردية كما تحمي كوردستان العراق؟ قالوا: لا، لن نعطي أي وعود. وصالح مسلم صرح مؤخراً بأنه ليس لدينا أي اتفاقية مع أميركا لحمايتنا.
رووداو: سننتقل إلى محور آخر. تحدثنا عن بيشمركة روج، متى سيدخلون إلى المناطق الكوردية؟ وهل أنتم تناقشون هذا الملف مع المجتمع الدولي؟
عبد الحكيم بشار: حالياً نبحث عن حل القضية الكوردية. عندما ندخل في التفاصيل، حينها ستكون ضمن الدستور أو بتشكيل الجيش الجديد. عندما ندخل في التفاصيل، سيكون أحد مطالبنا الرئيسية أن المنطقة الكوردية تُدار من قبل الكورد سياسياً وإدارياً وعسكرياً. حينها، ستكون بيشمركة روج القوى التي نتمنى أن تكون هي القوى التي تحمي المنطقة الكوردية في سوريا.
رووداو: الائتلاف الوطني السوري الذي أنتم جزء منه يواجه صعوبات سياسية في لقاء أحمد الشرع؟ وهناك أيضاً مطالب بأن يُحل هذا الائتلاف. ما تعليقك على ذلك؟
عبد الحكيم بشار: اللقاء لا أظن أن هناك صعوبة فيه. تناقشنا مع رئيس الائتلاف وتحدثنا حول هذا الموضوع، أي حول تغيير الاسم إلى الائتلاف الوطني السوري. جرى بيني وبينه اتصال، أن قوى الثورة والمعارضة لم يعد لها أي مبرر. الائتلاف الوطني السوري يتكون من جبهة أو تحالف ضمن مجموعة قوى سياسية سورية: عرب، وكورد، وتركمان. توجد سبعة مكونات في الائتلاف، لذلك هو جبهة سياسية.
السيد الشرع لديه رغبة، ولدى حكومته رغبة في سن قانون الأحزاب، لذلك يماطل في اللقاء مع القوى السياسية. باسم القوى السياسية، أنه ليس هناك قانون أحزاب. باعتبار النظام قد سقط، نحن بحاجة إلى قانون أحزاب جديد. على ضوء قانون الأحزاب الجديد، الحزب الذي يرخص نفسه ضمن شروط معينة سوف يكون محل تفاهم. هذا هو التوجه الذي لمسته من حكومة الإدارة الجديدة.
رووداو: كما أن هيئة التفاوض بدأت تشهد انسحابات، ومنصة موسكو علقت عملها. هل المجلس الوطني الكوردي أيضاً مقبل على تعليق أعماله؟
عبد الحكيم بشار: المجلس الوطني الكوردي، نحن كشعب كوردي يجب أن نكون دائماً على كل طاولات الحوار السورية وطاولات الحوار مع المجتمع الدولي ومجتمع القيم. لذلك، وجودنا في أي محفل من محافل المعارضة أمر ضروري لتكون القضية الكوردية على الطاولة في النقاشات والحوارات.
رووداو: فيما يخص القرار الدولي 2254، أحمد الشرع يطالب بتعديل بعض من مواده. ما رأيكم بذلك؟
عبد الحكيم بشار: نحن أيضاً ناقشنا هذا الموضوع مع المبعوث الدولي بيدرسن. البند الأول لتشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات بين النظام والمعارضة، هذا البند لم يعد موجوداً، يعني النظام سقط وهو كان طرفاً من المعادلة. فكانت وجهة نظره، التي نوافق عليها، أنه عوضاً عن النظام ومكونات المجتمع السوري، يتم تعديل هذا البند أو تعديل القرار 2254. هذا سوف يأخذ وقتاً، قد يكون أشهر، أو سنوات، وقد لا يحصل توافق عليه. لذلك، يفضل أن نطبق مضمون أو روح هذا القرار بتشكيل هيئة حاكمة شاملة لجميع السوريين، غير طائفية.
البند الأول: تشكيل هيئة حاكمة.
البند الثاني: تشكيل بيئة آمنة.
ومن ثم إقامة مؤتمر وطني، ثم لجنة تنبثق عن المؤتمر، ثم كتابة دستور وإجراء الانتخابات وفق الدستور الجديد. هذه هي المعادلة المطلوبة حالياً.
السيد الشرع، بحسب بيدرسن، لم يكن سلبياً، ولكن لم يعطِ موافقته. يعني لم يعطِ الموافقة، ولكن لم يكن تعامله سلبياً مع هذا القرار.
رووداو: تتواجد في دمشق منذ أيام، والتقيت الكثير من أبناء المجتمع السوري. برأيك، هل هناك تخوف من نظام الحكم الإسلامي ومن أن تتكرر التجربة كما في مصر وتونس؟
عبد الحكيم بشار: لا، ليس هناك تخوف من هذه التجربة، لأن أحمد الشرع يرتدي الآن ملابس مدنية ويؤكد بأنه يجب ألا تتكرر تجربة أفغانستان ومصر. ستكون لسوريا تجربة خاصة. وحتى الآن، رسائله إيجابية في هذا الموضوع.
المجتمع السوري أيضاً مجتمع مدني، لا يمكن تطبيق ما جرى في أفغانستان أو في مناطق أخرى في سوريا. لذلك، هناك قلق من أن يكون هناك نوع من الاستفراد في السلطة، ولكن هذا القلق بدأ يخف. الكل أدرك أنه يجب أن يكون هناك تعددية سياسية، مجتمع تعددي.
المجتمع السوري لن يتحمل مرة أخرى حزباً واحداً وفكراً واحداً. وأيضاً السيد أحمد الشرع، يعني أعتقد، يملك من الذكاء ومن الحكمة أنه لن ينجح الحزب الواحد والاتجاه الواحد في حكم سوريا.
رووداو: هل سوريا بأمان في ظل القيادة الحالية التي تسيطر على الحالة المدنية والشرعية؟
عبد الحكيم بشار: حالياً هناك أمان كبير جداً، ولكن توجد تحديات جسام أمام الحكومة. التحدي الأساسي: توجد فصائل متفرقة، ليست هي هيئة الشام. كيفية دمج هذه الفصائل في الجيش الوطني السوري، هذا هو التحدي الأكبر حالياً.
بعدها، التحديات الأقل أهمية. طبعاً كلها مهمة، ولكن موضوع تفعيل مؤسسات الدولة كلها منهارة، وتفعيل كل أجهزة الدولة وتمويلها وإلى آخره. رفع العقوبات عن سوريا، العقوبات الأميركية والأوروبية.
ولكن يبقى الهاجس الأمني وتوحيد الفصائل ضمن الجيش الوطني هاجساً أولاً لدى الحكومة والشعب السوري أيضاً.[1]