بژار زبير
في موقف داعم لكورد سوريا، تطالب فرنسا وألمانيا بايجاد حل سياسي للكورد وتأمين وضعهم.
في أول زيارة لمسؤولين رفيعي المستوى من الدول الغربية إلى سوريا بعد سقوط سلطة بشار الأسد، وصلت اليوم الجمعة (3 كانون الثاني 2024) أنالينا بيربوك وجان نويل بارو، وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا معاً إلى دمشق واجتمعا مع القادة الجدد للبلاد.
طالب كلا الوزيرين بوقف هجمات المجموعات المسلحة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
حل سياسي
وصف وزير خارجية فرنسا كورد سوريا بأنهم حلفاء باريس وقال: يجب أن تصمت الأسلحة في شمال البلاد (سوريا).
وأكد جان نويل بارو خلال اجتماعه مع عدد من منظمات المجتمع المدني في دمشق أنه يجب إيجاد حل سياسي لحلفاء فرنسا، الكورد، ليشاركوا بشكل كامل في العملية السياسية التي بدأت الآن.
قسد، التي تعتبرها الدول الغربية شريكاً رئيساً في الحرب ضد داعش، تعرضت منذ سقوط الأسد، أي منذ 8 كانون الأول، لهجمات من مجموعة (الجيش الوطني السوري) المدعومة من تركيا.
أمن الكورد مهم
القوات ذات الأغلبية الكوردية، حسب قولها، انسحبت باتفاق من بعض المناطق وما زالت المعارك والاشتباكات الدامية مستمرة مع القوات المقربة من تركيا في عدة مناطق.
وفي هذا الصدد، قالت أنالينا بيربوك في مؤتمر صحفي في دمشق: أمن الكورد مهم لسوريا مستقرة، وهذا يتطلب إنهاء الحرب في الشمال وكذلك دمج القوات الكوردية والجيش الوطني السوري في الهيكل الأمني الجديد لسوريا.
حتى الآن، لم تكن هناك أي مواجهات بين هيئة تحرير الشام، التي تشكل القوة الرئيسة للسلطة الانتقالية في دمشق، وقسد، وقد سمحت ببقاء حيين في مدينة حلب تحت سيطرة قسد، كما اجتمع مسؤولون رفيعو المستوى من الطرفين في العاصمة السورية يوم الإثنين الماضي.
أثنت وزيرة خارجية ألمانيا على هذه الخطوة وقالت إن بدء الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكوردية خطوة أولية مهمة لضمان الأمن الحقيقي للجميع.
ويرى وزير خارجية فرنسا أن سوريا ذات سيادة ومستقرة لن تسمح بالإرهاب الإسلامي.
وقال الوزير ل12 عضواً من منظمات المجتمع المدني السوري إن الإرهاب ضربكم. الإرهاب ضربنا في ساحتنا أيضاً. لذلك حاربنا، جنباً إلى جنب، خاصة مع كورد شمال شرق سوريا، ضد الإرهاب الإسلامي.
تركيا وحلفاؤها منقسمون بشأن قسد
فرنسا وألمانيا عضوان في تحالف دولي بقيادة أميركا لمحاربة تنظيم داعش ومنع عودته.
تعد الدول الغربية، قسد، شريكها الرئيس، وترى بقاءها ضرورياً لمنع عودة ظهور داعش، خاصة في وقت تقوم فيه القوات بحراسة سجون ومخيمات مسلحي داعش وعائلاتهم.
عند إعلان سقوط خلافة داعش في عام 2019، أعلنت قسد اعتقال أكثر من 10 آلاف مسلح من داعش معظمهم من سوريا والعراق، وحوالي ألفين من دول أخرى؛ كما يوجد 45 ألفاً و355 شخصاً، معظمهم من نساء وأطفال مسلحي داعش، في مخيم الهول في الحسكة.
يطالب مسؤولو الدول الغربية أنقرة بوقف هجمات المجموعات المسلحة على قسد لتجنب تعريض هذه السجون للخطر.
لكن تركيا، العضو في الناتو، تعتبر وحدات حماية الشعب (YPG)، وهي مكون رئيس في قسد، فرعاً لحزب العمال الكوردستاني (PKK) وتضع نزع سلاح وحل قسد كشرط لوقف إطلاق النار.
وأعلنت قسد أنه في حال تم وقف إطلاق النار، سيغادر جميع أعضاء PKK روجآفا وسوريا.
وزير خارجية فرنسا لم يطالب بنزع سلاح قسد
أعلن أحمد الشرع، الحاكم الفعلي لسوريا، الأحد الماضي للإعلام السعودي أن القوات الكوردية ستصبح جزءاً من وزارة دفاع البلاد.
كما وصف الشرع الكورد بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري، لكنه قال أيضاً إنهم لن يسمحوا لسوريا بأن تصبح منصة انطلاق لهجمات PKK.
قال مظلوم عبدي، القائد العام لقسد في مقابلة حديثة مع صحيفة الشرق الأوسط، إنهم مستعدون لأن تصبح قسد جزءاً من الجيش السوري المستقبلي، شريطة أن يتفق الطرفان من خلال المفاوضات على معادلة مناسبة.
في السياق، نفى أحد الناشطين الكورديين اللذين شاركا اليوم في الاجتماع بين وزير خارجية فرنسا والمجتمع المدني السوري أخبار بعض وسائل الإعلام التي زعمت أن بارو طالب بنزع سلاح قسد.
وقال شيروان يوسف، مسؤول منظمة المنصة للحوار، خلال مشاركته في نشرة الساعة 19:00 من يوم الجمعة على رووداو إن وزير خارجية فرنسا لم يتحدث مطلقاً عن نزع السلاح. لم يقل شيئاً من هذا القبيل، بل أكد وجود تعاون بينهم وبين قسد ضد الإرهاب.
بعد سقوط بشار الأسد، شن التحالف الدولي عدة غارات جوية على مواقع داعش في سوريا، وكان آخرها غارة للطائرات الحربية الفرنسية في اليوم الأخير من 2024.
وفي هذا الصدد، قال وزير خارجية فرنسا: في 31 كانون الأول، أي قبل بضعة أيام، ضربنا مرة أخرى قاعدة لداعش، لأننا لا نقبل أن يعكر إحياء الإرهاب الإسلامي استقرار سوريا ويهدد أمن فرنسا وأمن أوروبا.[1]