أعلن نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، عبد الحكيم بشار، أنهم سيقفون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية متى ما انفصلوا عن حزب العمال الكوردستاني، مضيفاً: عندما يطردون حزب العمال الكوردستاني ويقطعون علاقاتهم معه، سيكون لنا رأي آخر إذا تعرضت كوباني للهجوم.
وفي مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية أجرتها نالين حسن، اليوم الأحد (#05-01-2025# )، تحدث عبد الحكيم بشار عن زيارته إلى دمشق قائلاً إنه ذهب للقاء الشخصيات والقوى السياسية، وليس أحمد الشرع، لمعرفة وجهات نظرهم حول مستقبل سوريا.
وأضاف: كانوا متفقين على أن تكون سوريا المستقبل لامركزية، وهي الفيدرالية ذاتها، لكنهم يخشون من مصطلح الفيدرالية.
عبد الحكيم بشار، الذي اجتمع ضمن وفد كوردي مع الرئيس مسعود بارزاني، تحدث عن رؤية الرئيس بارزاني لمستقبل الكورد في سوريا قائلاً، إن الرئيس بارزاني قال إذا قبلتم نصيحتي، فعليكم أنتم الكورد السوريون أن تكونوا معاً، وفيما يتعلق بحقوق الشعب الكوردي، أنا مستعد لتقديم أي مساعدة ممكنة.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: بالأمس كنتم عند الرئيس بارزاني. هل كان متفائلاً بشأن مستقبل كوردستان سوريا؟
عبد الحكيم بشار: لا يمكنني الإجابة باختصار، لكن هناك وضع جديد نشأ في سوريا. بعد النظام الذي كان حزب البعث وحكم لمدة 60 عاماً، اليوم هناك فرصة للكورد للحصول على حقوقهم. في عهد البعث لم تكن هناك أي فرصة للكورد. حاولنا كثيراً، لكن على العكس كانت تُمارس سياسات شوفينية ضد الكورد. اليوم نحن بحاجة إلى خطاب كوردي موحد ومشترك، نحتاج إلى وفد كوردي مشترك، لكن للأسف حتى الآن لم يتشكل هذا الوفد. شرحت للسيد الرئيس نشاطاتي واجتماعاتي خلال ال20 يوماً التي قضيتها في دمشق. أخبرته برؤيتي لمستقبل سوريا وما يجب علينا ككورد أن نفعله. كان رده لنا نصيحة ثمينة وقال باختصار إذا قبلتم نصيحتي، فعليكم أنتم الكورد السوريون أن تكونوا معاً، وفيما يتعلق بحقوق الشعب الكوردي، فأنا مستعد لتقديم أي مساعدة ممكنة إن استطعت. كلامه واضح جداً.
رووداو: ما الذي ناقشتموه مع الرئيس مسعود بارزاني؟
عبد الحكيم بشار: في سوريا التقينا معظم القوى السياسية، قوات الحكومة، الجبهة الوطنية، المعارضة والقوى الوسطية بينهم. التقينا مكونات سوريا (الدروز، العلويين، الإسماعيليين) وجمعنا رؤية مشتركة وأوضحناها لسيادة الرئيس، حول رؤية وطلبات مكونات وشعب سوريا. إحدى هذه الرؤى كانت أن الشعب السوري بأكمله سعيد لأنها المرة الأولى التي يمكنهم فيها قول ما يريدون. كما كانت هناك بعض المخاوف لأن هذا النظام الجديد له خلفية إسلامية، لكن في نفس الوقت الشعب السوري اتخذ قراره ولن يقبل بأي شكل من الأشكال سلطة أحادية، سواء كانت إسلامية أم غير إسلامية. حزب واحد، قوة واحدة، شخص واحد لم يعد بإمكانه حكم سوريا. الشعب السوري لن يقبل بهذا بعد الآن، والقوى الدولية أوصلت رسائلها إلى الإدارة الجديدة في سوريا بأنهم يريدون سوريا لا تدار من طرف واحد، بل سوريا متعددة الأطراف تحفظ حقوق النساء والمكونات.
رووداو: هل صحيح أن الرئيس بارزاني تحدث هاتفياً مع أحمد الشرع؟
عبد الحكيم بشار: لا أعرف ذلك، لكن أحمد الشرع وفقاً لمعلوماتي يتحدث بشكل إيجابي جداً عن الكورد. لديهم مجلس يسمى مجلس الحكماء يتكون من 32 شخصاً، يعقد ندوات حول القضية الكوردية ليس فقط في سوريا بل في المنطقة. تصريحاته عن الكورد إيجابية كما أنه يميز بين الكورد وحزب العمال الكوردستاني. لهذا السبب أرسل سيادة الرئيس رسالة مفتوحة وشكره على هذه التصريحات بشأن القضية الكوردية.
رووداو: حين ذهبتم إلى سوريا، قلتم لنا إن مطلبكم كحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي هو الفيدرالية. هل تقبل السلطة السورية الجديدة الفيدرالية لكوردستان سوريا؟
عبد الحكيم بشار: الآن، لا تتخذ السلطة وحدها هذا القرار، بل يجب اتخاذه ضمن الدستور السوري الجديد. كانت هذه الإدارة تقول إنها لا تقبل القرار 2254، لكنها الآن تقول إنها تقبل مضمون هذا القرار، الذي يعد الدستور أحد بنوده، بحيث يشارك جميع السوريين في صياغته ونحن ككورد سوريا سنشارك فيه إلى جانب المكونات الأخرى. يجب أن يتوصل الشعب السوري من خلال مفاوضات موسعة إلى نتيجة حول شكل سوريا المستقبل، وحينها سنطرح مطلب الفيدرالية على طاولة المفاوضات، وهو ما سيكون جيداً لسوريا بأكملها.
رووداو: يتحدث البيان الأخير لاجتماع قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا عن اللامركزية. هل أصبحت اللامركزية مطلب حزبكم؟
عبدالحكيم بشار: لا. نحن حتى هذه الساعة نطالب بالفيدرالية. المجلس الوطني الكوردي في سوريا لم يغير برنامجه وما زال يطالب بالفيدرالية. نحن نتحدث عن اللامركزية السياسية التي هي مثل الفيدرالية. الشعب السوري يريد استخدام هذا المصطلح لأنهم يخافون من كلمة الفيدرالية. لقد تحدثت مع العديد من الأطراف، وهم يقولون نفس مضمون الفيدرالية لكنهم يخافون من هذا المصطلح ولا أعرف السبب، نحن نحاول أن نخلق قناعة لديهم بأن الفيدرالية تقوي موقع سوريا وليس العكس، الفيدرالية تربط الكورد أكثر بسوريا.
رووداو: من هي الأحزاب والأطراف التي تؤيد هذا المطلب؟
عبد الحكيم بشار: هم كُثر. لقد التقيت بحوالي 20 حزباً وقوميات مختلفة، ومعظمهم يقولون إنه يجب على الكورد أن يديروا أنفسهم بأنفسهم. عندما سألتهم: هل لدينا الحق في تشكيل مجلس وإصدار قرارات؟ قالوا نعم، لديكم هذا الحق. وعندما سألنا هل يمكننا إدارة أنفسنا وبناء حكومة وانتخاب رئيس، قالوا مرة أخرى نعم. هذه هي الفيدرالية، ولكن كما قلت، هم يخافون من هذا المصطلح.
رووداو: يطالب شيخ الدروز بالامركزية، وهناك بعض الشخصيات في السويداء يطالبون بالفيدرالية. هل تعتقدون أن حكومة سوريا المستقبلية ستكون مركزية أم لامركزية؟
عبد الحكيم بشار: وفقاً لمتابعاتي ومفاوضاتي، أرى أن مستقبل سوريا فيدرالي. الدروز يطالبون بإدارة أنفسهم بأنفسهم. العلويون كذلك، وأيضاً أهل درعا. ونحن الكورد نريد أن ندير أنفسنا. هناك الكثير من الناس الذين لديهم دور مهم في مستقبل سوريا. تصريحات الإدارة الحالية تقول إنهم ضد الفيدرالية، لكنهم ليسوا وحدهم من يقرر، الشعب السوري نفسه هو من سيقرر. مستقبل سوريا فيدرالي.
رووداو: ماذا تقول الدول حول هذا الموضوع؟ هل حصلتم على ضمانات دولية؟
عبد الحكيم بشار: القوى الدولية تقول إنها ستكون معنا في أي شيء يتفق عليه الشعب السوري. لدى القوى الدولية أربع نقاط مهمة جداً وهي: سوريا ديمقراطية، حقوق الشعب الكوردي، حماية القوميات الأخرى، وحماية حقوق المرأة. هذه النقاط أساسية لدى القوى الدولية وخاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي.
رووداو: هل التقيتم أحمد شرع؟
عبد الحكيم بشار: لا.
رووداو: لماذا؟
عبد الحكيم بشار: لم نرد ذلك.
رووداو: لماذا لم تريدوا؟
عبد الحكيم بشار: ذهبت فقط لمقابلة الناس، لأعرف كيف يفكر الشعب السوري، ولم أذهب للتفاوض والاتفاق. عندما يحين وقت الاتفاق، يجب أن يذهب وفد للتفاوض والتوقيع على الاتفاقيات. ذهبت فقط لأرى الوضع. نظام سقط ونظام آخر جاء وسوريا جديدة، يجب علينا نحن الكورد أن نكون هناك ونعرف كيف هو الوضع وما الذي يمكن فعله. كان ذهابي لأفهم كيف يفكر الشعب السوري بشكل عام، لأن البعض يريد فقط حقوقاً ثقافية للكورد والبعض مع أن يدير الكورد أنفسهم، لذلك علينا أن نصنع تحالفات لأنفسنا.
رووداو: يقول أحمد شرع إن كتابة الدستور الجديد والانتخابات تحتاج إلى ثلاث إلى أربع سنوات. هل ترون هذا خطراً؟
عبد الحكيم بشار: لا، سابقاً عندما صدر القرار 2254، اجتمعنا مع وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت جون كيري، وقال حينها إنهم وضعوا فترة سنتين لكتابة الدستور، لكنه قال إن من الصعب تنفيذه خلال سنتين ويمكن أن يستغرق حتى أربع سنوات. الآن بعد أن تغادر هذه الحكومة المسيّرة للأعمال والتي تمتد فترتها حتى شهر آذار ، لكنني أعتقد أنه سيتم تمديد فترتها، ستتشكل حكومة مؤقتة وعلى هذه الحكومة أن توفر الأمن، وأن يعود الناس إلى منازلهم وكل هذه العملية تحتاج إلى وقت. إذا تمكنا من إعداد دستور جديد خلال ثلاث سنوات سيكون ذلك جيداً جداً.
رووداو: هل تخشون أن تكون هذه الخطوات الحالية جزءاً من عملية تشكيل حكومة إسلامية في سوريا؟
عبد الحكيم بشار: لا، هناك صعوبات نعم، لأن الطرف الحاكم إسلامي، لكن أحمد شرع يخطو تدريجياً نحو المدنية، فقد غيّر ملابسه وتصريحاته. أحمد شرع يفهم أن السوريين لن يقبلوا بذلك وقد قال إن سوريا ليست أفغانستان وسوريا ليست كلها مثل إدلب. قال مرة إن سوريا دولة مدنية شرعية، ونزل الملايين إلى ساحة الأمويين، وكنت حاضراً هناك، وقال الناس إن سوريا دولة مدنية وديمقراطية. وهو يفهم أن لا المجتمع الدولي ولا الشعب السوري سيقبلون بهذا.
رووداو: أحمد شرع عيّن رسمياً عدداً من القادة المسلحين المتطرفين الأجانب المدرجين على قوائم الإرهاب في الدول كقادة وضباط في قوات سوريا. ما موقفكم من هذا؟
عبد الحكيم بشار: في رأيي، أن أحمد شرع أخرج مسؤولي القوات المسلحة من هناك ووضعهم في مواقع ضمن إدارته. يشكل لجاناً، يعين لواءً، عميداً ووزارة دفاع، وينقلهم من الشؤون العسكرية إلى الشؤون الإدارية. وعندما يضعهم في الشؤون الإدارية والتنظيمية، يسحب منهم الشؤون العسكرية. وقد قرر حل هيئة تحرير الشام لاحقاً في المؤتمر الوطني، وحينها سيتم تأسيس جيش وطني لن يكون إسلامياً، بل سيكون جيشاً وطنياً. وأي شخص حمل السلاح يمكنه أن يأخذ مكانه في الجيش تحت بعض الشروط والضوابط، سواء كانوا من قوات الائتلاف، أو الدروز، أو قوات سوريا الديمقراطية، والآخرين.
رووداو: لكن هؤلاء المسلحون أجانب؟
عبد الحكيم بشار: سيكون دورهم رمزياً جداً، لقد تم نقلهم من مركز القرار العسكري إلى موقع إداري.
رووداو: أنتم نائب رئيس ائتلاف المعارضة السورية. قال أحمد شرع إن الائتلاف لم يعد موجوداً ويمكنكم المشاركة كأفراد في مؤتمر الحوار الوطني. ما موقفكم من هذا؟
عبد الحكيم بشار: رأينا هذا التصريح على فيسبوك ولم نسمع منه شيئاً رسمياً. الائتلاف لا يرتبط بشخص أو طرف، بل يرتبط بجمهوره في ENKS، والمجلس التركماني، والإخوان المسلمين، والمنظمة الديمقراطية الآشورية، باستثناء القسم العسكري الذي يخرج منه الآن. بعض القوات المسلحة انضمت الآن إلى الجيش الجديد الذي يشكله شرع ولم يعودوا أعضاء في الائتلاف مثل العمشات، الحمزات، فيلق الشام وجبهة الشام.
رووداو: كم قوة هي؟
عبد الحكيم بشار: خرجت ثماني فصائل من الائتلاف.
رووداو: كم بقي؟
عبد الحكيم بشار: كنا 77 قوة وطرفاً، الآن بقي 69.
رووداو: لماذا لم يلتقِ أحمد شرع حتى الآن بوفد الائتلاف؟
عبد الحكيم بشار: حسب معلوماتي، لم يجلس حتى الآن مع أي قوة سياسية، إنما يجلس مع الشخصيات. يقول إنه لا يوجد قانون للأحزاب السياسية وعندما يُوضع القانون سيجتمع مع الأحزاب والقوى السياسية، لكن حتى الآن لم يجتمع مع أي طرف سياسي ولهذا يريد عقد مؤتمر وهناك سيحل هيئة تحرير الشام.
رووداو: هل لا تزال الحكومة المؤقتة للائتلاف قائمة؟
عبد الحكيم بشار: ما زالت قائمة لكن سيتم حل الأمر تدريجياً لأنه لا يجب أن تكون هناك حكومتان أو ثلاث. نحن لسنا ضد الوضع الجديد وعندما تبدأ المرحلة الانتقالية، لن يبقى عمل للحكومة المؤقتة للائتلاف.
رووداو: هل ستندمج الحكومتان أم كيف؟
عبد الحكيم بشار: عندما تُشكل الحكومة المؤقتة، ولا أقصد الحكومة الحالية لأنها حكومة تصريف أعمال. عندما تُشكل الحكومة المؤقتة، سيتم التشاور وبناءً على ذلك، سيتم تعيين الأشخاص المطلوبين حسب أدوارهم.
رووداو: هل الائتلاف راضٍ عن تصرفات وقرارات أحمد شرع؟
عبد الحكيم بشار: هناك بعض الانتقادات لكن حتى الآن نحن معه ولا نريد أن نخلق له عقبات. عندما ندخل مرحلة الحكومة الانتقالية، حينها نحتاج إلى مشاورات واسعة يشارك فيها الجميع. عندما أرادت الحكومة الحالية عقد مؤتمر وطني، كان للائتلاف انتقادات حول ضرورة أن تكون هناك لجنة تحضيرية وبعض الوثائق وأن يعرفوا كيفية دعوة الناس للمؤتمر. الآن أجّلوا ذلك أيضاً.
رووداو: هل هذا هو الانتقاد الوحيد للائتلاف، أم هناك انتقادات أخرى؟
عبد الحكيم بشار: أكثرها حول المؤتمر وتعيين بعض الأشخاص. يرى الائتلاف أن هناك وضعاً جديداً، بلد مدمر وقع في يد هذه الإدارة، لذلك يجب إعطاؤهم بعض الوقت حتى يجدوا أنفسهم.
رووداو: لماذا ما زالت هجمات مجموعات الجيش الوطني السوري مستمرة على سد تشرين وكوباني؟
عبد الحكيم بشار: ما شأن الكورد في منبج وسد تشرين؟ لماذا الكورد هناك؟ نحن ك ENKS نريد تشكيل وفد مشترك. نريد شيئين، نحن كورد سوريا أن نعمل معاً ونتفق على حقوق الشعب الكوردي. حتى الآن PKK يدير الوضع هناك. نحن نقول انفصلوا عن PKK، لأن وجودهم يخلق شكوكاً، والآخرون أيضاً ليكشفوا عن برنامجهم وليتغيروا. نحن ك ENKS نتطلع لحقوق الشعب الكوردي وبرنامجنا واضح. بتنفيذ هاتين الخطوتين يمكننا التوصل إلى الاتفاق، وليس مستحيلاً.
رووداو: هل خلافكم على شكل حقوق الكورد في سوريا؟
عبد الحكيم بشار: أن يدير كورد سوريا أنفسهم. لا يمكن أن أذهب إلى دمشق وأن يكون لقنديل علاقة بي. يجب أن يكون هناك وفد كوردي من داخل سوريا، وأن يكون القرار في أيديهم.
رووداو: أنت تحدثت عن منبج وسد تشرين، لكن كوباني أيضاً تستهدف؟
عبد الحكيم بشار: أقول مرة أخرى ليخرج PKK من بيننا، وإذا هاجمونا حينها، سأقف إلى جانبكم. أقول انفصلوا عن PKK واحظروه لدينا. تركيا قالت للعالم، بما فيه أميركا، قالت لأميركا أنك تقطعين عشرات آلاف الكيلومترات لتحاربي داعش لأنك ترينه خطراً عليك، لكن بالنسبة لنا التهديد على حدودنا. دعوهم يطردوا PKK ويقطعوا علاقتهم معه ويخرجوا الأجانب من بينهم، حينها إذا تم الهجوم على كوباني، سيكون لي رأي آخر وليس هذا الرأي.[1]