ذكريات وملاحظات عن نظام الأسد المافيوي
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 8196
المحور: المجتمع المدني
قرأت قبل قليل رسالة ل”بشار الجعفري” عن “بشار الأسد”، وهو يعدد صفاته من النذالة والخسة والدناءة والجبن.. الخ من الصفات السلبية الدنيئة والتي نعرف الكثير منها وربما البعض الآخر؛ مثل “دون جوانيته” مع بعض من النساء التي وصلننا للسلطة وأخريات كثر، بحسب قوله، وكذلك غيره الكثير من صفات دناءة الأخلاق لدى ذاك المخلوع الفارّ، يعني مو مخلي ستر عليه، كما يقال.. طبعاً وهناك آخرين غير الجعفري والذين كانوا جزء من حاشية بشار المعتوه، باتوا يتحدثون عن هذه الصفات الخسيسة في شخصيته؛ أمثال “وئام وهاب” وغيره وغيراته ممن يخرجون على الإعلام وهم يكشفون عن هذه المزايا في شخصية الطاغية ابن الديكتاتور، وسؤالنا لكل هؤلاء؛ أينما كنتم قبل خلع الطاغية، ألم تكونوا من الذين يصفقون له وتمجدون باسمه وحمده حينما كنتم تترزقون على فتات مائدة اللئام، ولذلك دعنا نصارحكم ونقول؛ بأنكم أكثر سفالة من ذاك الحبان النذل الذي كان يلقب كذباً بالأسد والذي كنتم تجدون فيه الرئيس الشاب الذي تعلم بأوروبا وسيجعل من سوريا دولة مدنية ديمقراطية.
بالمناسبة أعود وأذكر؛ بأنني ومنذ أن سلموا الرئاسة له من خلال تلك المهزلة التي عملوها فيما كان يسمى بمجلس الشعب، قلت؛ بأن لا أمل في هذا الأهبل وسيكون أسوأ من أباه، وذلك بعكس ما تفاءل الكثيرين بمجيئه، بحكم إنه رئيس شاب ومتعلم في دولة أوروبية، وأعتقد بأن الصديق؛ فيصل يوسف، وبعض الإخوة الذين حضروا الندوة التي أقامها الحزب الديمقراطي التقدمي في عفرين حيث كان حينها (أي فيصل) عضو المكتب السياسي للحزب ولم ينشق بعد عن جماعة “حميد حج درويش”، يتذكرون مداخلتي حول استلام وتسليم السلطة والتي كانت محور الندوة، فحينها قلت؛ بأن لا يمكن الثقة بشخص يقبل على نفسه استلام السلطة بتلك آلطريقة المسخرة والهزلية. وبالتالي البناء عليه، بأنه يمكن أن يقدم نموذجاً سياسياً لحكومة مدنية ديمقراطية، كما كان يروّج له حينذاك وللأسف هي كذبة وخداع للنفس وأشبه بمقولة؛ حلم إبليس بالجنة. ورجعت وأكدت ذاك الموقف مرة أخرى في ندوة لحزب الوحدة، جماعة “شيخ آلي” بجنديرس، وكان المتحدث فيه؛ “نوري بريمو”، وذلك قبل أن ينشق هو الآخر عن حزبه؛ حزب الوحدة.
طبعاً دفعت ثمن مواقفي تلك من الاعتقالات والسجن ومغادرة البلد، وأتذكر كيف أن المحقق في فرع فلسطين أخرج ملفي الضخم وهو يقلب الصفحات ويقرأ أجزاء وفقرات من مقالاتي مع بعض الملاحظات، وقد توقف مطولاً عند إحدى الفقرات التي أقول فيها؛ بأن فرنسا بدعوة بشار لحضور احتفالات العيد الوطني لها، قد فكت حبل المشنقة عن رقبته حيث كانت اغتيال الحريري بمثابة المشنقة التي كانت يمكن أن تخنق النظام وتأتي بالبديل الديمقراطي، لكن مصالح بعض الدول؛ قطر، تركيا وفرنسا حينها -ولايصال الطاقة عبر الأراضي السورية للقارة العجوز- هي التي أنقذت بشار ونظامه الأمني المافيوي.. نعم للأسف مصالح تلك الدول والغرب عموماً، كما اليوم مع جماعة هيئة تحرير الشام، هي التي أنقذت بشار وعصابته المافيوية القمعية، لكن وبعد أن تم فك حبل المشنقة عن رقبته وبتدخل إيراني روسي، خوزق الجميع ورفض مشروع خط الطاقة القطري.
بمعنى وككلمة أخيرة؛ للأسف الكثيرين سوّقوا لذاك النظام المجرم البوليسي القمعي، ليس فقط في عهد الابن المعتوه الأحمق الأهبل؛ بشار، بل حتى لنظام الأسد الأب المجرم الذي بدأ حكمه بالانقلاب على اعز أصدقائه ورفاقه في اللجنة العسكرية والذين ساعدوه في الارتقاء ليكون أحد اعضاء اللجنة ومن ثم كيف انقلب عليهم وصفاهم واحدهم تلو الآخر ووصل به السادية؛ بأن أبقى معلمه وأعز أصدقاءه، كذباً ونفاقاً كون أمثالهم لا يعرفون معنى الصداقة أساساً، أبقاه في السجن لربع قرن إلا أن مات فيها وذلك بالرغم من مطالبة العديد من الرؤساء والملوك بالإفراج عنه ونفيه للخارج، إلا أن المجرم الأب ولنذالته وجبنه وخسته لم بفرج عنه وأبقاه يتعفن بالسجن؛ نقصد المجرم الآخر “صلاح جديد”.
وأخيراً وللعلم؛ فإن من دخل منفردات وزنازين هؤلاء الطغاة، ومنها منفردات أو بالأحرى مراحيض الفيحاء للأمن السياسي بدمشق وكل فروع الأمن وسجون النظام البعثي الأسدي، يدرك جيداً ما معنى أن يتعفن الإنسان بالسجن حيث كنا في ظلام ورطوبة دائمة بحيث كان حديد الباب يفل ويقشر بالأظافر.. اللعنة على كل مستبد متجبر وهو بالحقيقة جرذ جبان يتلبس قناع الأسد!![1]