هل يمكن أن يرتجى أي شيء من الكتابة في زمن السفالة؟!
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 8155
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
أتصل معي أكثر من صديق يستفسر عن سبب غيابي وانقطاعي عن النشر على صفحتي، وأنا الذي كنت أنشر أكثر من بوست ومقال يومياً! بصراحة تهربت من الإجابة، مبرراً إنني كنت مشغول خلال هذه الأيام، لكن حقيقة الأمر هو ليس كذلك حيث يمكن لأحدنا اقتناص لحظات للإدلاء برأي سريع حول القضايا الساخنة وعلى رأسها الانتخابات الأمريكية. وهنا مربط الفرس والطامة الكبرى والتي كرهتني وأكرهتني على أن لا أكتب شيء وذلك مع فوز ترامب للمرة الثانية برئاسة أمريكا حيث قلنا في المرة الأولى، لربما أعطى الناخب الأمريكي الجمهوري صوته لممثل حزبه دون أن يعرفوا شخصية المرشح -ونقصد الغالبية من الناخبين- لكن وبعد أربع سنوات من عهد ترامب الأول، ثم أربع سنوات أخرى أبعد فيها بحيث بات الجميع يعلم من هو ترامب وأخلاقه التي لا تختلف بشيء عن أخلاق شايلوك في تاجر البندقية لشكسبير، فإن ذاك يعني شيء واحد؛ بأن العالم، وليس فقط الشعب والسياسة الأمريكية، تعيش ليس عصر التفاهة فقط، كما قالها آلان دونو، بل إننا نعيش عصر السفالة والنذالة والعهارة وليست العمارة، كما تأملها ابن خلدون في مقدمته التاريخانية.
وبالتالي فلا فائدة من أي كتابة مع هكذا ثقافة وأخلاق تكون هي المتسيّدة في المشهد السياسي العالمي.. ربما يقول قائل؛ ((قرّب الوقت لتدفعوا ثمن تحالفكم مع الأمريكان))! ولهؤلاء السفهاء السفلة نقول: بأن شعبنا لم يتحالف مع الأمريكان، بل هو مثل الغريق الذي يتمسك بقشة وذلك بعد أن قمعت أنظمتكم الغاصبة المستبدة كل تطلعات شعبنا للحرية والعيش الكريم، أسوةً بباقي شعوب المنطقة والعالم، ثم ليكن بعلم كل السفلة الأنذال؛ إذا شعب تعداده الملايين لم يتخلى عن قضيته، فلن يكون بمقدور أي چلب سلوقي مثل: ترامب ولا أردوغان أو غيرهما، أن يقمع ثورة ذاك الشعب، بالرغم من أن قرار الانسحاب ليس وحده الرئيس من يقرر، وقد سبق وأن طالب ترامب ذلك في دورته الأولى، لكن البنتاغون رفض ورد الطلب لصاحبه الچلب؛ ترامب، ولذلك لا تسننوا أسنانكم أيتها الذئاب الرمادية.. نعم ذاك هو السبب الحقيقي لابتعادي عن النشر هذه الأيام حيث فقدت الأمل بهذه المرحلة وبت على قناعة تامة؛ بأننا فعلاً نعيش عصر السفالة والعهر والنذالة.
بالمناسبة قد يتفزلك أحدهم ويقول؛ ((وهل أنت بمستوى ترامب ولا حققت من الإنجازات والنجاحات ما حققه ترامب في الاقتصاد والسياسة والشهرة العالمية، لتأتي وتقرر من هو الرجل وتقييمه سياسياً وأخلاقياً))؟! ولهؤلاء المتفزلكين السفلة نقول: بأن أي عاهر/ة داعر/ة ساقطة -مع تقديري للعاهرات الحقيقيات والتي تعملن لدوافع مادية وتحت ضغط حاجة المعيشة- حيث نقصد العهر السياسي والثقافي والإعلامي والمالي، وهذا هو عصرهم فعلاً؛ يعني ترامب لا يختلف عن أي عاهر أو عاهرة على منصة التيك توك مثلاً، وهو/وهي تتحدث عن عدد الذين مارسوا معها أو هو معهم السكس في اليوم الواحد وكل منهم شو عمل معها والمدة الزمنية التي مارس بها، فهؤلاء هم أيضاً باتوا نجوم المنصات الاجتماعية ويحققون أرباح خيالية، مثل السافل الآخر؛ إيلون ماسك، صاحب ترامب وصاحب أهم منصة سياسية؛ تويتر (إكس).. وبعد كل هذا وذاك؛ ترامب رئيساً لأمريكا وماسك لأهم منصة سياسية وكل عاهر/عاهرة صار نجم على التيك توك، فهل باتت للكتابة من معنى ومغزى.. وأي فائدة ترجى منها ليستمر أحدنا فيها؟![1]