تناقضات لا علاقة لها بالديالكتيك؛ لها العلاقة بالقصور أو التهافت
أقّل ما يُقال: كلام من شخص لم يتعرف يوماً على الديمقراطية
سيهانوك ديبو
تُمارس أغلب المعارضات السورية خطاباً تسطيحياً لا ينفع لشيء سوى من يجد نفسه مضطراً لممارسة (التعارض مع الحقيقة)؛ وفي الحقيقة مهنة التعارض مع الحقيقة نفسها؛ يلزم -قبل أي شيء- التخلي عن إنسانية الحقيقة وأَنْسَنة المجتمع لمن ينوي امتهان هذه المهنة المقيتة.
نلاحظ هؤلاء يتكاثرون بشدة في الفترة الأخيرة ويَكثر حضورهم؛ مع المزيد من الامتيازات المُقَدَّمَة لهم من قبل الإعلام غير المهني بمنْ يقف خلف ستائره وسواتره؛ بأنواعه المرئي والمقروء والمسموع؛ والذي أضر شعب سوريا وعمّق أزمته إلى درجة قيادِ هؤلاء المتعارضين مع الحقيقة إلى حتفهم- السياسي وانتهاء صلاحياتهم بكافة الاستخدامات المطلوبة منهم. مثال ما يحدث في الآستانا4. هؤلاء يتكاثرون؛ لأنهم يعلمون بأن عدم وجودهم في أية تسوية سورية قادمة بات في احتمال الترجيح الأكيد. مثال هؤلاء: من يرفض الحل الفيدرالي لشمال سوريا بحجة أنه تقسيم للبلاد؛ فليطمئن بأنه وقّع اليوم في الآستانا (جزئياً) على أربع مناطق فيدرالية؛ وإنْ كانت بأسماء جُزائية أخرى. ورفضة الفيدرالية؛ ولحق تقرير مصير الشعوب وفق تفسيرها الديمقراطي غير الدولتي؛ يرفضون ذلك للكرد، وعموم أنواع اللامركزية، تحت حجة المواطنة؛ والأخيرة تحت مقاس المركزية أو أي أنواع اللامركزية المجمِّلة لذات المركزية؛ تتحول المواطنة كمفهوم وكممارسة إلى وسيلة إبادة وامحاء الثقافات المختلفة في سوريا لصالح ثقافة واحدة قد تكون قومية وقد تكون دينية وقد تكون مزجٌ مزيج ما بينهما وتكون حينها هي الأسوأ لأنها تصبح سند السلطة الاستبدادية؛ أي انتاج مزيد من العدم/ الحجز المجتمعي/ التشظي القيمي/ مَنْعٌ منيع لأي شكل من أشكال الهوية. جماعة أصحاب هذه المواطنة يرفضون أية مشاركة كردية في تحرير الرقة؛ وحجتهم في الرفض بأنها مدينة يقطنها أغلبية عربية؛ وصل الأمر بهؤلاء أن يطلبوا من الكرد بعدم مبارحة مناطقهم في روج آفا/ شمال سوريا. أي خطاب بائس هذا؛ نصفه تقسيم؛ ونصفه الآخر استعلاء؟ وأية مناطق عزل يريدونها هؤلاء؛ في ظل الحديث عن مناطق آمنة وحظر جوي؟
التخبيص لا يتوقف هنا. فمن أصابه الجَعْلكة الفكرية؛ عصيٌّ عليه أدنى حالات التحليل السياسي.
في 12 -08تحررت منبج من الإرهاب بعد مقاومة دامت /73/ يوماً بالتمام والكمال وأكثر من /200/ شهيد؛ يخرج اليوم بعض من المتحللين؛ إذْ لم يكونو يوماً بعلاقة مع التحليل؛ لتنتهي به رغبته وينهي على الحقيقة من جانبه؛ قائلاً: بأن منبج كانت استلام وتسليم ما بين #قسد# و#داعش# !! وعلى تخوم منبج الشمالي وعلى مرأى العالم كله؛ كان التسليم والاستلام ما بين داعش وجيش الاحتلال التركي في جرابلس.
أكثر من خمسة أشهر بدأت على حملة تحرير الرقة/ شمالها/ الطرق المؤدية إليها/ مناطق الوصل بينها وديرالزور وأخرى بينها والموصل/ العزل/ تحرير الأرياف؛ وأربع حملات عسكرية يخوضها آلاف من قوات وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم فصائل قسد/ قوات سوريا الديمقراطية؛ ويتحدث البعض عن استلام وتسليم ما بين قسد وداعش في تحرير الطبقة؛ علماً أن الطبقة لم تتحرر بعد حتى هذه اللحظة!؟
الانتماء إلى سوريا وفق ماهية الانتماء الديمقراطي (اجتماعياً؛ ثقافياً؛ سياسياً؛ اقتصادياً؛ المواطنة الحرة)؛ يعتبر همّاً من هموم الكرد في سوريا. ولأن سوريا حتى تبقى وتظل لا يمكن أن تكون إلا لكل السوريين؛ في مقدمتهم الكرد، فإن الثائرين المحررين؛ في مقدمتهم الكرد؛ وفق قواهم السياسية والعسكرية لا ينتبهون إلى مثل هذه التخبيصات/ الجعلكات، وأن مشروع الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا يكتب له النجاح يومياً لأنه الحل؛ ولأنه ماهية التسوية السياسية للأزمة السورية.
الطبقة تتحرر؛ كذلك ستكون الرقة؛ شاهدنا على عمليات التحرير كلها نهر الفرات (بغربه حتى البحر وبشرقه حتى دجلة)، وشواهد الشهداء هم شَهْدُ الحياة وعلى طريقهم الاقتفاء والاستمرار والنهوض.[1]