قصف #عفرين# من الخراف المُسَمَّنة تركياً بالمحسوبة على المعارضة سوريّاً
لماذا تظهر أنظمة؟ لماذا تفشل الأنظمة؟ لماذا تتغير الأنظمة؟ ما هي فرص الحل؟
سيهانوك ديبو
فيما لو حصلت تركيا على الضوء الأخضر سواء من أمريكا أو روسيا لقامت بغزو عفرين منذ ست سنوات. علماً بأن عدم حصولها على ذلك يعود بالفائدة عليها بالدرجة الأولى؛ فمن المؤكد بأن تركيا كانت تنال ما نالته ربيبتها داعش في كوباني.
الآلة الإعلامية في تركيا تحظى بقوة تأثير كبيرة على الأتراك؛ ومؤخراً على معارضة استانبول؛ بالتحديد على وفدها في الآستانا الذي أطّل أخيراً وقال أن خطوة احتلال تركيا لعفرين هي مشروعة؛ لكنها متأخرِّة. هذه ليست بالمعارضة السورية، إنما شخوص مشكَكٌ في سوريتهم. من يؤيد #احتلال تركي# ا لشبر من سوريا مشكك في أصله وفصله. أردوغان الذي جدّد حديث (الميثاق الملّي) قبل يومين وب (حقِّ) تركيا في بلغاريا واليونان وشمال سوريا وفي إقليم كردستان العراق وفي الموصل المدينة. فإن (السلطان العثماني الجديد) لن يرى أفضل من هكذا شخوص ليقوم بتسمينهم وتسخينهم وبذبحهم في اللحظة التي تراها تركيا بالمناسبة. كما يهدهد وزير ثقافة وسياحة أردوغان على خطى مولاه السلطان ليقول: لولا تركيا لنجح الاستفتاء في شمال العراق. بطبيعة الحال من المستحيل أن يقول إقليم كردستان العراق. بالرغم منذ لك وبالرغم من اللوثة والضجة القومية فما يزال بعض من (الأكراد) السوريين مرابضي المرابطين في استانبول. لكن؛ يبقى الحقيقي في التهديدات التركية بالاجتياح والغزو وقصفها لمناطق من عفرين لتحمل هذا الوقت أسباب جديدة تُضاف إلى الأسباب والعلل القديمة الجديدة في أن النظام التركي ليس أهلاً بالسلام والاستقرار في عموم الشرق الأوسط؛ وفي الوقت نفسه يطرح نفسه العدو الأكبر للقضية الكردية، وتركيبة الدولة القومودينية الفاشية لا تخوِّله أن يقبل كي يكون للكرد أي دور في أي مكان ولو كان ذلك المكان هو المريخ بعينه. لذا يراه الجميع من الضد لأي حل ديمقراطي للأزمة السورية ولأي مشروع يضمن حل القضايا السورية من بينها القضية الكردية. أمّا تفسير اليومية التركية الحالية في غزو عفرين؛ فهو بمثابة التغطية على تسليم جبهة النصرة/ جبهة فتح الشام/ هيئة تحرير الشام لأكثر من مئة قرية من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي للنظام السوري؛ من بعد إيعاز تركيا لها في ذلك. على الشاكلة نفسها التي سمّنت فيها الخراف المحسوبة على المعارضة السورية وقامت بتسليمه لحلب. وأيضاً كما في توقيع المدن الأربعة. وأيضاً كما في التسليم المتكرر للمناطق والمساهمة في التغيير الديموغرافي لمدن سوريا كاملة. وهو للتغطية على حالة التجاذب والانقسام المجتمعي في تركيا التي يبدو فيها بأن حالة الطوارئ والأزمة السياسية ستطول؛ لكن ليس إلى ما لا نهاية؛ إنما إلى فترة لن تبدو بالطويلة. إضافة إلى الحالة الضعيفة التي تظهر من خلالها تركيا وتأثيرها المنحسر في الأزمة السورية –هذا هو الطبيعي- فقد تم ترفيع تركيا روسياً من متحدث عن الخطوط الحمر والإمامة في صلاة يوم العيد من الجامع الأموي قبل أربع سنوات إلى مرتبة مدقِّقٍ للأسماء التي تحضر إلى سوتشي. سوتشي التي يحضرها الكرد والعرب والسريان والآشوريين والتركمان والأرمن والشركس وغيرهم من المؤمنين بالأمة الديمقراطية وبالفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا في حال لم تتأجل سوتشي.
أردوغان لا يعلم بأن جبل ليلون أو لالان/ الزنابق في عفرين والذي يقصفه الآن له من العمر أكثر من عشرة آلاف سنة. ولا يريد كما خرافه السِمان أن يعلموا بأن له العديد من التسميات المختلفة وقد تم ذكره في الكثير من المصادر وقد ورد ذكره في التوراة تحت اسم (جبل نابو)، ونابو هو إله الكتابة والحكمة في القرن التاسع قبل الميلاد في ميزوبوتاميا. ما يعلمه أردوغان بأن موعده في الخروج من سوريا بات مؤكداً قريباً. تكون إِشارة ذلك حينما تتحرك رايات قوات سوريا الديمقراطية الصفراء أو جيش الشمال السوري في إدلب. وحينها يصبح الحديث والفعل عن الحل الديمقراطي له المذاق. [1]