سيف الدين بدرخان ولد في دمشق عام 1946م، كما جرى تسجيله من مواليد الأردن، لأن والده طاهر وكذلك جده أزدين شير (عز الدين شير) حملوا الجنسيتين السورية والأردنية في الوقت نفسه.، هو من سلالة الأميرين القائدين أزدين شير البوتاني وبدرخان بك...
* حبذا لو تعطي فكرة للقراء عن شخصكم الكريم.
سيف الدين بدرخان: أولا أشكركم على إتاحة هذه الفرصة.
اسمي سيف الدين بدرخان ولدت في دمشق عام 1946م، كما جرى تسجيلي من مواليد الأردن، لأن والدي طاهر وكذلك جدي أزدين شير (عز الدين شير) حملوا الجنسيتين السورية والأردنية في الوقت نفسه. أنا من سلالة الأميرين القائدين أزدين شير البوتاني وبدرخان بك. حيث تزوج ابن الأمير أزدين شير طاهر بك من ابنة بدرخان رقية، وهي ابنة زوجة بدرخان الأميرة الايزدية من عشيرة أنقوسي، وهي أخت لكل من بحري باشا، وأمين عالي، مقداد مدحت وغيرهم من أبناء بدرخان.
أما من حيث التعليم فقد أنهيت التعليم الابتدائي في مدارس دمشق. وبعد ذلك انتقلت العائلة الى الأردن عام 1960. أنهيت دراسة الثانوية العامة في الأردن عام 1965، وفي عام 1967 سجلت في جامعة بيروت العربية تخصص اقتصاد وعلوم سياسية. أنهيت دراستي وتخرجت من الجامعة عام 1974، في سنة 1978 حصلت على درجة الماجستير في العلوم الإدارية وتطوير التنظيمات من جامعة (UISU) في سان دياجو – كاليفورنيا بأمريكا. في عام 1982 نلت درجة الدكتوراه (PHD – DWD) من نفس الجامعة، وموضوع رسالتي العلمية كانت في السلوك الإنساني وفن القيادة، تخصص في إدارة وتطوير التنظيمات.
* ما هي قصة وجود عائلتكم في الأردن؟
سيف الدين بدرخان: كان جدي الأمير طاهر بن أزدين شير يعيش في المنفى في أوربا العثمانية وطلب من الدولة العثمانية نقله إلى مناطق دافئة من الإمبراطورية العثمانية لأنه كان مريضا. أرسلته السلطات العثمانية إلى دمشق ومن ثم جرى تعينه حاكما على شمال الأردن في مدينة أربد عام 1881م.
فكرة موجزة وغير معروفة عن تاريخ إمارة بوتان المتأخر
أريد هنا أن أوضح بعض الحقائق التاريخية عن أمراء بوتان وتسلسلهم في الحكم وقيادة الإمارة. الأمير محمد خان ابن الأمير شرف الشهير حكم بوتان من عام 1750م حتى 1791م. كان هناك الكثير من أبناء عمه وجرى إجماع القبائل البوتانية على تعيين الأمير أزدين شير أميرا لبوتان. حصل صراع على السلطة داخل عائلة عزيزان الحاكمة وقام كل من أسعد وقاسم أخذ السلطة بالقوة من الأمير أزدين شير وعين أسعد أميرا لبوتان لفترة قصيرة ومن ثم عين قاسم أميرا لبوتان حتى عام 1803. من عام 1803 حتى 1818م استلم الإمارة الأمير كوجر. من عام 1818 حتى 1828م استلم الإمارة مرتضى، في عام 1828 وحتى عام 1846 استلم الإمارة البوتانية الأمير سيف الدين المشهور وقام بالثورة عام 1836م ضد قوات رشيد باشا. أما بدرخان بك استلم الإمارة كأمير لبوتان من عام 1846 ولغاية 1847م، ولكنه كان القوة الحاكمة الفعلية لأغلب مناطق كوردستان من سنة 1938 وحتى انتهاء حكمه عام 1847م.
أصبح الأمير أزدين شير البوتاني ابن الأمير سيف الدين أميرا لبوتان من عام 1847م حتى عام 1849م، وكذلك من عام 1853م حتى عام 1855م قام بثورته الشهيرة، أي بعد انتهاء حرب القرم. في عام 1847 هرب الأمير ازدين شير من سجنه في مدينة جزيرة بوتان ابن عمر الى الموصل، وبهذا الصدد قال المندوب السامي البريطاني بأنه جاء منفردا لوحده وهو من مواليد 1830م، ويقول القنصل البريطاني في الموصل أنه جاء لوحده منفردا، ولجأ الى القنصلية البريطانية في الموصل وكان عمره 17 عاما. والدته هي أخت الأمير سعيد بيك أمير جبل الجودي، وزوجته هي بنت أمير هكاري نور الله بك. قام الأمير أزدين شير بثورته المشهورة من عام 1853م لغاية 1855م بعدها اتصل به قائد قوات التحالف ضد روسيا البريطاني الفرنسي العثماني وأمره بأن لا يستمر في القتال، وإلا أن قوات ثلاث إمبراطوريات سيرتدون عليه. وحوالي منتصف عام 1855 سلمته بريطانيا الى السلطات التركية على أن لا يقتلوه، وحكم عليه بالإعدام ولكن تدخلت بريطانيا وفرنسا فغيرت تركيا الحكم الى 15 سنة سجن، قضاها في بلغاريا. ثم تولى منصب متصرف في لوانيا أو بروزه ببلغاريا. ومات على الأرجح في اليونان عام 1878م. وقبر ازدين شير غير معروف حتى تاريخه.
* لقد عملت مبكرا في الحركة الكردية ووصلت إلى مراكز قيادية في ستينات القرن الماضي، كيف كانت بداياتك؟ التنظيمية، هل من فكرة حول مناخات عملكم في تلك المرحلة؟
سيف الدين بدرخان: نشاطاتي ونضالاتي من أجل القضية الكردية كانت في لبنان خلال أعوام (1967 -1976)، كنت مشتركا في إنشاء الجمعية الخيرية الكردية في الأردن، لأجل ذلك وفي عام 1967 بدأت اتصالاتي مع أكراد لبنان وسوريا والعراق وتركيا وطورت هذه اللقاءات والاجتماعات إلى نشاطات لصالح القضية الكردية عموما.
في بداية عام 1968م قابلت الاستاذ صلاح بدر الدين من خلال عضو منطقية دمشق للبارتي اليساري السيد عزيز جركس عندما حضر مع عمتي روشن بدرخان إلى لبنان. سألته عن الوضع في سوريا وعن الحزب اليساري، وبعدها بعدة أشهر حضر صلاح بدر الدين واجتمعت معه وقررنا نعمل لجنة للحزب من أربعة أشخاص. واحد من الأعضاء الثلاثة كان خريج الابتدائية (صف سادس) وهو من أكراد سوريا والعضوان الآخران كانا غير دارسين. بعد سفر صلاح بدر الدين الى أوربا كنت على اتصال دائم مع عضو المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي السيد رفعت قره علي من راجو (منطقة عفرين) وكان يحضر الى لبنان باستمرار، وفي بعض المرات كان يبقى حوالي عشرين يوما. في عام 1968م حولنا تنظيم لبنان إلى منظمة البارتي الديمقراطي الكردي في لبنان، على أن تكون مستقلة عن الحزب في سوريا حتى نعطيها صبغة مستقلة بحيث تستطيع أن تقود أكراد لبنان وتقيم الاتصالات السياسية مع القوى السياسية اللبنانية وتستطيع تمثيل أكراد لبنان وقيادتهم للحصول على حقوقهم في الجنسية. أنشأت لجنة قيادية وانتخبت رئيسا لها. وبعد سنتين حضر السيد مصطفى جمعة وأصبح عضوا في اللجنة.
ولقد قمت بنشاطات مميزة أتذكر منها:
1- قمت بالاتصال شخصيا قبل تأسيس المنظمة مع رئيس وزراء لبنان السيد صائب سلام مرتين وطرحت معه وضع الأكراد في لبنان وإمكانية حصولهم على الجنسية اللبنانية. كان جوابه بأن القضية صعبة ومعقدة وأن حصول أكراد لبنان السنة على الجنسية سوف يغير وضع التوازنات الطائفية وخاصة بالنسبة للطائفة المسيحية.
2- من خلال عضو لجنة المنظمة السيد لطيف قابلت كمال جنبلاط وزير داخلية لبنان خلال أعوام (1965-1970) وعند طرح قضية كرد لبنان كان جوابه مثل جواب صائب سلام وقال لي بأنه مستعد يعطي رخص للأحزاب الكردية من حاملي الجنسية اللبنانية. وأود بهذه المناسبة أن أشكر الأخ القائد الكردي كمال جنبلاط على موقفه من أكراد لبنان، فعندما كان وزيرا للداخلية في عام 1966 منح أكراد لبنان جنسية قيد الدرس كوضع ومركز يمكنهم من البقاء في لبنان قانونيا ولمنع تسفيرهم ولإعطائهم رخصة عمل دائمة، وبذلك أصبحوا لبنانين بدون جنسية. ولم يجري تغيير الموازين الطائفية.
3- قمت باتصالات مع بعض النواب اللبنانيين من جماعة الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط) ومنهم النائب عن البسطة وزهير الخطيب وكذلك قابلت النائب اليميني عدنان الحكيم وطالبناهم باتخاذ مواقف مؤيدة لمطالب أكراد لبنان وكذلك إعطاء الدعم لأكراد العراق وسوريا.
4- قمنا بالاتصال مع منظمة العمل الشيوعي اللذين اعترفوا بحق الأكراد في إقامة دولة كردية وبحق أكراد لبنان في الجنسية كذلك اتصلنا مع القيادة القطرية لصلاح جديد وقاموا بدعم القضية الكردية في مجلتهم الرأي. بناء على طلب السيد دارا توفيق ممثل الثورة الكردية، الذي طلب منا مقابلة السفير العراقي والتعامل مع رغيد الصلح عضو القيادة القطرية لحزب البعث في لبنان لدعم أكراد العراق.
5- اشتركنا في النشاط السياسي اللبناني والفلسطيني وقمنا بفعاليات مشتركة مع هذه الأحزاب.
6- قمت باسم المنظمة والحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سورية بالاتصالات مع تسع منظمات فلسطينية وخاصة الجبهة الديمقراطية والشعبية وذلك لموقف كل من جورج حبش و نايف حواتمة الداعم لإقامة دولة كردية.
وكذلك أقمنا علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة فتح. وعندما عاد صلاح بدر الدين من أوربا قدمته لجميع هذه المنظمات والأحزاب وقياداتها، وبعدها اجتمع صلاح بدر الدين مع الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) ومع أبو مازن ونايف حواتمة وجورج حبش وغيرهم. في المحصلة عملنا علاقات واتصالات مع سبعة عشر منظمة وحزب في لبنان. لقد ساعدتنا هذه المنظمات والأحزاب بنشر عدة مقالات لي وكذلك في طبع كراس من 63 صفحة عن خلافات أحزاب كردستان سوريا اليسار واليمين وبعدها تدخل القائد الكردي الشهير ملا مصطفى البارزاني وعمل لتوحيد هذه الأحزاب وفشل موضوع الوحدة.
7- طورت منظمة البارتي حتى أصبحت فعالة ومعروفة بين الأحزاب السياسية الفلسطينية واللبنانية والعربية. قفز عدد أعضاء المنظمة خلال ستة أشهر من أربعة أعضاء إلى خمسة وستون عضوا وحوالي سبعين عضو مؤازر. وعندما حضر الأخ عزيز عقراوي قمنا بتحضير حوالي (300 ) شخص من أكراد لبنان لتأييد الثورة الكردية وبيان 11 آذار1970 بحيث ألقى الأخ عقراوي خطابا بهم.
8- التقيت مع مام جلال الطالباني في عام 1970 في بيروت ودام الاجتماع حوالي ساعة ونصف. وكان يقوم بطباعة كتابه في بيروت. ثم التقينا عدة مرات لاحقا وخاصة في أمريكا.
* حدثنا عن تنسيقكم بل مفاوضاتكم من الجناح اليساري في حزب البعث وكيف خططتم مع جماعة صلاح جديد للانقلاب على حكم حافظ الأسد.
سيف الدين بدرخان: علاقتي مع تيار صلاح جديد – القيادة القطرية للبعث في لبنان وعملية الاشتراك معهم لعمل انقلاب ضد سلطة حافظ الأسد. تعاونت مع جماعة صلاح جديد في لبنان ضد السلطة السورية وحضر في إحدى الاجتماعات عضو المكتب السياسي رفعت قره علي. لقد تطورت علاقتي معهم كثيرا ومن ثم عرضوا علي بأن يشترك البارتي اليساري الكردي في سوريا معهم في انقلاب عسكري ضد النظام بعد أن تأكدنا بأن مصالحنا مشتركة في تغيير النظام البعثي في سوريا. بدأت هذه الاتصالات بعد تدخل بعض الأحزاب اليسارية اللبنانية وجمعتنا مع جماعة صلاح جديد في لبنان . بعد اعتقال صلاح جديد ونور الدين أتاسي من قبل حافظ الأسد. وبعد عشرة أشهر من الاتصالات عرضوا علي أن نشترك في تغيير وإسقاط النظام السوري وحصل هذا في عام 1971، فقالوا لي بأن مخططهم هو انقلاب عسكري وعندهم المئات من الضباط وبرتب عالية مستعدين للتحرك وكذلك الآلاف من كوادر حزب البعث في سوريا. وبما أنهم كانوا ماركسيون لينينيون فأنهم مستعدون لمنح الأكراد في سوريا حكما ذاتيا إداريا في المناطق الكردية ومنح حقوق لغوية وثقافية خارج المناطق الكردية داخل سوريا. وكان المطلوب منا كحزب يساري كردي أن نقوم بدعم النظام الجديد بعد نجاح الانقلاب بخروج الجماهير الى الشوارع لدعم النظام الجديد ونصبح حلفاءهم. وعرضوا أن يعطونا عدد من الوزارات في الحكومة. أنا وافقت على ذلك وكذلك رفعت قره علي وتم الاستمرار في النقاش لعدة أشهر حتى نحدد شروط الاتفاقية ولتحديد حدود مناطق الحكم الذاتي الإداري في الحسكة بدقة، وكذلك عين العرب وعفرين. أما المناطق الأخرى كدمشق و حماه وغيرها من المدن العربية التي يوجد فيها أعداد من الكورد، فإن الأكراد لهم الحق في تدريس اللغة الكردية. كما اتفقنا على أن يتضمن الدستور السوري على حقوق الأكراد التي اتفقنا عليها والاعتراف بالهوية الكردية والقومية الكردية كقومية ثانية في البلاد.
بعد عدة أشهر أنهينا أكثر شروط وبنود الاتفاقية، حضر صلاح بدر الدين من أوربا وحضر اجتماعنا معهم ووقع الاتفاقية كأمين عام للحزب الديمقراطي اليساري الكردي في سوريا.
وبعد عدة أشهر قام نظام حافظ الأسد باعتقال (240) مائتين وأربعين ضابطا برتب عالية وقضى عليهم وقام باعتقال آلاف كوادر حزب البعث الموالين لصلاح جديد. وقام أيضا بتدمير مقر القيادة القطرية لحزب البعث في لبنان وربما هو نفسه مكاتب جريدة الرأي، كما قام باغتيال عدد من أعضاء القيادة القطرية في لبنان. وفشل الانقلاب والثورة ضد نظام البعث السوري جناح حافظ الأسد.
* كيف ساهمتم في ترتيب البيت الكردي في تلك الفترة العصيبة؟
سيف الدين بدرخان: قمنا ببعض النشاطات بمساندة الحركة القومية الكردية في كل أجزاء كردستان. لقد تم في عامي 1968 و69 لقاء ممثل الثورة الكردية الرفيق دارا توفيق في بيت صديقي العزيز مصطفى الجاف وكذلك حضر الأستاذ بلند الحيدري واجتمعت معه عدة مرات. كان السيد دارا توفيق في سنة 1969 يفاوض الأستاذ رغيد الصلح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي (جناح العراق) وكذلك مع عبد المجيد الرافعي عضو القيادة القومية لحزب البعث، وتطورت المفاوضات بين الوفود وأدت إلى اتفاقية، فبيان 11 آذار لعام 1970.
وأيضا اجتمعت مع كل من صالح اليوسفي، حبيب كريم، دارا عطار وجرجس فتح الله، والأخ دارا عطار كان مع الكاك مسعود البارزاني، وكذلك قابلت الأخ عزيز عقراوي عدة مرات. هذه اللقاءات والنشاطات قمت بها كرئيس منظمة وممثل لحزب اليسار الكردي في لبنان. وفي عام 1970 في الشهر السابع قمت بلقاء كاك مسعود البارزاني في فندق الحياة مقابل السفارة العراقية في الروشة وكان برفقته السيد دارا عطار. عرضت على كاك مسعود تحضير ندوة كردية له ليتكلم عن الثورة الكردستانية في كردستان العراق. فطلب مني بأنه يفضل عقد اجتماع غير علني مع مجموعة صغيرة لأنه لا يريد جلب الانتباه سياسيا إليه، كما لا يريد أن يظهر بأنه يتدخل في شؤون لبنان الداخلية. لذلك أحضرنا حوالي (40) أربعون عضوا من المنظمة، حضر كاك مسعود البارزاني ومعه دارا عطار، وقد قدمت كاك مسعود بإسم (ملا مسعود) فقام بدوره بتنبيه دارا عطار لتصحيح التقديم وأكد انه ليس ملا...
أريد أن أوضح بعض الحقائق بأن كل الاجتماعات مع الأحزاب اللبنانية وكمال جنبلاط والنواب، كذلك الشخصيات اللبنانية والمنظمات الفلسطينية ودارا توفيق، حبيب كريم، جرجيس فتح الله وعزيز عقراوي وصالح اليوسفي تمت بالتنسيق معي في لبنان. وليس مع أي شخص آخر.
قمت مع لجنة القيادة بتحضير اجتماعين مع السيد عزيز عقراوي أولها اجتماع مع أعضاء المنظمة والحزب اليساري والاجتماع الثاني جماهيريا مع حوالي (300) ثلاثمائة شخص من أبناء الشعب الكردي في لبنان ليحتفلوا ببيان 11 آذار. وفي الشهر الثامن لعام 1970 حضر كاميران بدرخان إلى بيروت وكان في طريقه إلى كردستان العراق لحضور مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة القائد التاريخي الملا مصطفى البارزاني. عند عودته من المؤتمر عقدنا ندوة لعمي كاميران بدرخان وركز فيها على اللغة الكردية وضرورة تعليمها.
أما بخصوص كردستان تركيا فقد قام الحزب اليساري الكردي في سوريا بدعوة السيد صورو (Soro) عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا جناح الدكتور شفان. فقد أطلق الحزب الديمقراطي الكردستاني العراق سراحه وحضر إلى لبنان. وجدنا له محل للإقامة وكذلك أقمنا له علاقات مع كل من الأحزاب والمنظمات اللبنانية والفلسطينية. سافر عدة مرات إلى تركيا ورجع، بعدها قام أعضاء اليسار الكردي بتهريبه الى تركيا عدة مرات. بعد ستة أشهر حضر كل من عثمان ومحمد وهم أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا جناح الدكتور شفان. خلال أسبوع فقط ومن خلال دعم الجبهة الديمقراطية الفلسطينية تم تأمين لجوء سياسي لهم في أوربا وسافرا الى أوربا. أما الأخ صورو فقد ذهب الى كردستان تركيا ولم يعد. وما أتذكره أيضا نشاطات متفرقة:
1) تم دعوة الأخ عدنان الكردي رئيس الجمعية الخيرية في الأردن وصديق الطفولة الى لبنان ونظمنا له ندوة وصرح بأنه سيدعم أكراد لبنان وسوريا والعراق وعموم الحركة القومية الكردية. كما تحدث في الندوة عن وضع أكراد الأردن.
2) اجتمعت قيادة المنظمة الكردية في لبنان وقررت إنشاء فرقة سركوتن الكردية الفنية، وقد حضر معنا الاجتماع عضو المكتب السياسي للبارتي اليساري الكردي في سوريا رفعت قره علي وقد ترأست الجلسة بحكم وجودي كرئيس للمنظمة الكردية في لبنان. قمنا لاحقا بالإعداد لحفلة ونشاط فني قاده الأستاذ المرحوم محمد شيخو وفرقة للرقص تم تدريبها.
3) اتصلنا بعضو البرلمان اللبناني من حزب جنبلاط في البسطة وعضو آخر ومع صائب سلام الرئيس السابق لوزراء لبنان ومع عدنان الحكيم اليميني وكذلك اتصلنا مع العشرات من أعضاء المنظمات والمنظمات الفلسطينية واللبنانية. كانت الحفلة ناجحة بحيث حضرت فيروز، وخمسة أعضاء من المكتب السياسي للمنظمات الفلسطينية وأكثر من ثلاثة من أعضاء البرلمان اللبناني وكثير من ممثلي ورؤساء الأحزاب اللبنانية وجمهور غفير من الأكراد.
4) تم إرسال السيد لطيف عضو لجنة القيادة لحضور مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق في الشهر الثامن عام 1970، وقد أرسلت معه رسالتين واحدة ليقرأها في المؤتمر يبين فيها دعم المنظمة الكردية في لبنان للحزب والثورة وقائدها الملا مصطفى البارزاني. والثانية رسالة خاصة للقائد الكبير الملا مصطفى البارزاني نبدي فيها تأيدنا له وللثورة. ومعها أرسلنا أسماء الأشخاص المتعاونين مع السفارة العراقية وحزب البعث في لبنان.
5) بناء على طلب الرفيق دارا توفيق قمت بزيارة السفارة العراقية وقابلنا السفير العراقي وأعطينا دعمنا لاتفاقية 11 آذار لعام 1970، وكذلك تأيدنا للصداقة والتحالف العربي - الكردي.
6) كتبت كراسا من (63) صفحة كان يمثل موقف الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا من الخلافات بين الأحزاب الكردية (اليمين واليسار) ودهام ميرو ومحاولة توحيد هذه الأحزاب في حزب واحد من قبل القائد مصطفى البارزاني. حيث تم الاجتماع لهذا الغرض وعرض الحزبين وجهة نظرهم وبعدها عرض القائد البارزاني عليهم حل الحزبين وإنشاء حزب جديد تحت قيادة دهام ميرو، ورفض الحزبين هذا الاقتراح وعادا الى سوريا. وبعدها أصبحوا ثلاثة أحزاب كردية عوضا عن اثنين، حيث أنشأ دهام ميرو حزبا جديدا. هذا وقد جاءني عضو المكتب السياسي رفعت حاج علي وأخبرني بكل التفاصيل وبمشروع الوحدة وفشله. وبناء عليه قمت بكتابة كراس بحجم 63 صفحة يمثل وجهة نظر الحزب اليساري الكردي من هذه الخلافات ولماذا فشل مشروع الوحدة. وفي نهاية الكراس شكرت باسم الحزب اليساري القائد مصطفى البارزاني على جهوده وكذلك كررت تأييد الحزب اليساري للقائد مصطفى البارزاني وللثورة الكردية. عندما حضر صلاح بدر الدين من اوربا وذهب الى المطبعة قام بحذف الجملة الأخيرة حول تأييد القائد مصطفى البارزاني.
أود أن أوضح بأن العمل السياسي والإداري اليومي لتطوير المنظمة داخليا وتطوير علاقاتها السياسية وفعالياتها النضالية في لبنان ومع الحركة الكردية كان عملا مستمرا ويوميا وكان يأخذ حيزا كبيرا من الوقت ومن الفعاليات اليومية الأخرى.
* ما هو تصورك للعلاقات الكوردية العربية وكيف تعتقد أن الحوار الكردي – العربي من الممكن تنشيطه؟
سيف الدين بدرخان: العلاقات الكردية العربية كانت ولم تزل مبنية على القوة وموازين القوى وليس على الديمقراطية والأخوة التاريخية. أعتقد أن هذه العلاقة تعتمد على الوضع الإقليمي والدولي، فالتناقض بين هذه القوى الإقليمية والدولية تؤثر كثيرا على العلاقات العربية – الكردية. وأيضا تعتمد على قوة الوضع والموقع الكردي، بمعنى متعلقة بمتانة الجبهة الداخلية الكردية وبالتالي بالفعالية السياسية الكردية العامة على ساحة الشرق الأوسط. حاليا الوضع الكردي أفضل وأقوى من أي وقت مضى، خاصة في جنوب وغربي كردستان.
الحوار والتفاهم مع القوى التقدمية والديمقراطية قائم منذ عشرات السنين وسوف تتقدم نحو الأفضل. أما الحوار مع الأنظمة الدكتاتورية الدموية مثل نظام بشار الأسد والنظام العراقي الديني فهو صعب جدا. يجب على أكراد جنوبي كوردستان وغربها العمل الجدي على تغيير موازين القوى وإيجاد حلفاء جدد من العرب والأقليات. والعمل لتحقيق المطالب الشعبية الكردية في الفدرالية أو إقامة دولة كوردستان المستقلة. المفاوضات والاتصالات مع الحكومات العربية والتركية والإيرانية ضرورية في هذه المرحلة. التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية هي أيضا ضرورية ومن أساسيات إستراتيجية هذه المرحلة لتقوية الموقع الكردي وتثبيت المكتسبات. أنا أرى أن أي حرب مع إيران سوف تؤمن لكورد ايران وجنوب كردستان وغربها وكذلك لكورد تركيا فرصة جديدة وتاريخية.
الحوار جيد دائما لكنه يجب أن يعتمد على القوة والتوازنات ودعم القوى الاقليمية والدولية للكورد.
* يبدو أنك تابعت عملك النضالي والدبلوماسي لخدمة قضية الشعب الكوردي المظلوم حتى بعد سفرك إلى أمريكا؟
غادرت لبنان عام 1976 إلى الولايات المتحدة الأمريكية وابتدأت نشاطاتي السياسية والدبلوماسية والاجتماعية مع الجالية الكوردية.
في سنة 1989 أسست الجالية الكوردية منظمة المؤتمر الوطني الكوردستاني في أمريكا الشمالية (K.N.C) في عام 1990 أصبحت عضو الهيئة الإدارية القيادية وكذلك مسوؤل لجنة شؤون اللاجئين. تركت (K.N.C) في عام 1999.
أصبحت عضوا في المؤتمر القومي الكوردستان (KNK) الذي تأسس في بروكسل عام 1989 من (32) حزب ومنظمة سياسية واجتماعية كوردستانية، أصبحت من ثم عضوا في اللجنة التنفيذية وخلال عشرة سنوات كنت ممثلا للمؤتمر القومي (KNK) في أمريكا (واشنطن DC ). كما أصبحت من عام 2006 وحتى 2010 ناطقا رسميا لحزب (PJAK) وممثله في واشنطن. كذلك قمت بتقديم وتمثيل بعض الأحزاب الكردية في سوريا ومنهم حزب (PYD).
حاورته شبكة روداو الأعلامية[1]