محمد مندلاوي

مرت عدة أشهر وأنا لم أنشر أي مقال لا في صفحتي على الفيسبوك، ولا في المواقع العربية والكوردية التي أنشر فيها مقالاتي، وذلك بسبب انشغالي بإعداد كتاب عن إحدى جوانب الموروث الحضاري للكورد #الفيلية# – الكلهرية إلا وهو الأمثلة السائدة منذ زمن ليس بقريب بين أبناء هذه الشريحة الكوردية الأصيلة. لقد أشرفت على الانتهاء منه وأعددته بالأبجدية الكوردية السورانية، لكن بالصيغة الكلهرية – الفيليية، لقد كتبت الأمثلة بالأبجديتين السورانية مع شرحها واللاتينية دون الشرح حتى إذا صعب على القارئ قراءتها بإحدى الأبجديتين يقرأها بالأخرى.

على أية حال. بعد مشاهدتي لوسائل الإعلام العراقية ومنها الفضائيات التي باتت لا تعد ولا تحصى شاهدت إجراء لقاءات تلفزيونية عديدة عن مرور تسعين عاماً على تأسيس الكيان العراقي على أيدي البريطانيين ال(كفار) كما تسميهم العرب. كالعادة حاول بعض المشاركين في تلك اللقاءات.. تغيير الحقيقة كيفما يشاء، وهذا الذي أزعجني كثيراً فلذا وضعت الكتاب المذكور أعلاه جانباً وباشرت بكتابة هذا المقال النقدي.

مِن هذه اللقاءات.. شاهدت برنامجاً حوارياً سياسياً مع.. الذي يقدمه إعلامي متميز في أدائه وكان من بين ضيوفه هذه المرة شخصاً يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية يذيل اسمه بالأكاديمي وباحث سياسي وأستاذ مساعد في الفكر السياسي بكلية العلوم السياسية في “جامعة الكوفة” إلى آخره من هذه الألقاب الأكاديمية التي يذيل بها اسمه. لكن هذا الأكاديمي ومعه مقدم البرنامج حين ذكرا في سياق حديثهما اسم “عصبة الأمم” الذي نطقوه خطأً كأي إنسان محدود الثقافة وقالا: عصبة الأمم المتحدة!!. مع أن اسمها عصبة الأمم منذ تأسيسها عام 1919 حتى زوالها عام 1946 بدون كلمة المتحدة. للزيادة هذا اسمها بالإنجليزية: League of Nations. أين هي كلمة المتحدة التي ألصقوها في ذيل اسمها؟!. بمعزل عنهما شاهدت الإعلامي الآخر مقدم برنامج هو الآخر ردد نفس الصيغة الخاطئة التي قالها المحاور والدكتور قبله!!!. أليس هذا يدل على أن الجماعة لا يقرؤون ولا يراجعون النصوص، أو يتكلمون أكثر مما يطالعون؟. قد يقول القارئ: ليس خطأً كبيراً ما قاله هؤلاء في سياق أحاديثهم. أقول له: لا عزيزي هذا نموذج واحد من بين عشرات النماذج التي تشاهد يومياً في القنوات العراقية نضعه أمامك حتى ترى كيف يسردون الأخطاء الجسيمة التي يريدوها أن تؤثر سلباً على المنظومة الفكرية للمتلقي العراقي والعربي.

هل عرفت الآن كيف أنه خطأ كبير وكبير جداً عندما أستاذ العلوم السياسية لا يعرف ينطق اسم المصطلح الصحيح للمنظمة الدولية التي من صلب اختصاصه والتي أخذت مكانها وريثتها منظمة الأمم المتحدة 1945- بالإنجليزية: United Nations، أي أن كل المعاهدات والالتزامات والبيانات الدولية التي أصدرتها عصبة الأمم إبان وجودها بين أعوام 1919 – 1946 انتقلت بتاريخ 18 04 1946 إلى منظمة الأمم المتحدة ولا زالت سارية المفعول، وستبقى من صلب مسئولياتها الدولية مع بقاء هذه المنظمة الدولية قائمة على الأرض. وفي زمن عصبة الأمم تأسس الكيان العراقي تحديداً في يوم 10 11 1920، لكن السلطة العراقية.. تأسست في يوم 23 08 1921 على سطح بناية القشلة ونصبت بريطانيا على رأس السلطة المستحدثة المملوك المستورد من جزيرة العرب فيصل بن الحسين. السؤال هنا: هل يدرس الدكتور ال..؟ طلبته في جامعة الكوفة على هذه الأخطاء التي تجعل من قائلها مادة للسخرية والتهكم؟.

على أية حال. دعونا الآن نلقي نظرة على كيفية دخول العراق عضواً في عصبة الأمم والشروط التي قبل بها ووقع عليها فيما تخص حقوق الشعب الكوردي.

أولاً وقبل أن يدخل العراق عضواً في عصبة الأمم وضعته العصبة تحت الانتداب لمدة 25 سنة، لكن بعد عقد ونيف ألغي الانتداب،ألا أنه لم ينته تبعيته لبريطانيا التي أسسته من العدم. إبان الانتداب أوعزت العصبة لبريطانيا أن تكون الدولة المنتدبة على الكيان المستحدث في بناية القشلة عام 1920 باسم العراق. نقول لمن لا يعلم، أن الانتداب يعني أن الشعب الذي سيدير دفة هذا الكيان شعب جاهل ليس أهلاً لإدارته فلذا يضعه المجتمع الدولي تحت الانتداب وتعهده لدولة متمدنة حتى تراقبه لحين ينضج حضارياً بعض الشيء ويخرج من مرحلة التخلف الذي فيه، وبعده قد يقبله عضواً في المنظمات الدولية. للعلم ليس العراق وحده بل مصر التي تسمى بأم الدنيا هي الأخرى كانت تحت الانتداب البريطاني لكن كالعراق لم تنضج نضوجاً حضارياً إلى الآن، بدليل أن العسكر لا زالوا يحكمونها!. للحق أقول، أن العراق وأولئك الذي استلموا دفة الحكم فيه مثل مصر لم ولن ولا ينضجوا نضوجاً حضارياً حتى يومنا هذا، بل كانوا جهلة حتى النخاع، واليوم أكثر جهلاً من ذي قبل، لكن السياسة الدولية اللعينة ومصالح دول أصحاب القرار هي التي تركت الكيانات المستحدثة بعد الحرب العالمية الأولى ومنها العراق بأيدي هؤلاء الجهلة الذين لا يتعاملون مع الآخرين إلا من خلال فوهات البنادق. لأكون واضحاً مع القارئ، هذا ما أرادته الدول الكبرى في حينه حتى تبقى هذه الكيانات متخلفة وفي الحضيض وتبقى سوقاً رائجاً لمنتجاتها، بالإضافة إلى استخدامها متى ما شاءت لابتزاز أحدهم الآخر. على سبيل المثال وليس الحصر، لاحظوا إيران، لولا التهديد الإيراني المستمر للدول العربية لا تشتري هذه الدول أسلحة بمئات المليارات الدولارات من أمريكا والغرب وهذا أكثر بكثير من احتياجاتها لها. ثم لولا الخوف الدائم من إيران، لا تهرول بلدان الخليج كقطر وإمارات وبحرين الخ إلى تل أبيب وتتوسل بإسرائيل أن تتصالح معها وتحميها من شرور الجارة الشرقية؟. وقبل هذا حرضوا المجرم صدام حسين لغزو إيران، وجرى ما جرى خلال السنوات الثمانية التي هي عمر تلك الحرب التي دارت رحاها بينهما. وهكذا حرضوا المسعور مرة أخرى لغزو واحتلال دولة الكويت ولا زالت دول المنطقة تدفع ضريبة ذلك الغزو. بعد كل هذا أليس عداء إيران لأمريكا والغرب عبر الأثير نعمة عليها وليست نقمة؟ .

قبل أن أدخل في صلب موضوع دخول العراق عضواً في عصبة الأمم دعني عزيزي القارئ أن أضع أمامك نص الرسالة التي بعثها شيخ محمود الحفيد ممثلاً عن الشعب الكوردي في الجزء الجنوبي من كوردستان مناشداً رئيس وأعضاء عصبة الأمم بالوقوف إلى جانب هذا الشعب الجريح في محنته ضد الحيوانات المفترسة بجلود بشرية. يقول الشيخ: أفتخر أن أقدم لجنابكم عظمة وشكر الشعب الذي كان تحت حمايتكم وقيمومتكم وقد قيل: إن القيم بمنزلة الإمام أيضا. ويستمر ممثل الشعب الكوردي في رسالته: إن الشعب الكردي الذي أفتخر وأنا واحد منهم يستوطن حالياً في القسم الجنوبي لبلاد كردستان الكبيرة والملحقة بالعراق ومن واجبي أن أعطف نظركم إلى هذه المسألة وهي: إن وطن الأكراد المنظم للعراق لم يحتل بأي وجه من قبل قوات الدول المتحالفة مثل بلاد بين النهرين والأكراد الذين حملوا السلاح عام 1918 وأجبروا الأتراك على ترك أراضيهم وأعانوا استقلالهم وأسسوا حكومة وأخذوا زمام إدارتها تحت اسم (دولة كرستان الجنوبية) في ذلك العهد كان العراق يعج بالهرج والمرج وقوات الحلفاء كانوا يقاتلون بعضهم البعض هناك، ومن سوء حظ الأكراد بعد ذلك ألحقت أراضينا بالعراق، وأوروبا التي تدعي أنها تسلحت من أجل الدفاع عن الحق والعدالة سكتت أمام هذا الظلم الفاحش وألحق مستقبل ومصير شعب له حكومة عملية (لا رسمية)مع مصير شعب آخر مع تفاوت آدابهم وسننهم وتاريخهم ولغتهم وعنصرهم وعاداتهم ورسومهم. إن حياتنا ونساءنا وأطفالنا ووالدينا يتعرضون كل يوم لنيران المدافع والطائرات القاذفة والرشاشات لإصرارنا ألا نصبح عربا. ونحن بانتظار تعهداتكم بالنسبة لنا، أن الحكومة العراقية لم تتردد بقصف مدينة السليمانية عاصمة كردستان الجنوبية وقتل الأكراد فيها بسبب عدم مشاركتهم في انتخابات دولة تسعى لتصويت وتقرير ميثاق يستنكر الحقوق المشروعة لهم ولتهديم آمالهم المستقبلية. ونحن نعتقد أن هذه المدافع والرشاشات التي تصب على رؤوس الأكراد في كردستان الجنوبية في الواقع حملة ضد كرامة وحيثية عصبة الأمم لأن الأكراد تحت قيمومتها أي تحت ظلها وبحمايتها. إن إلحاق أراضينا إلى عراق العرب بقوة السلاح والسعي لأراضينا بأي وجه لا يؤمن الصلح والسلم. في هذا الجزء من العالم لا يتحقق الأمن والسلام فيها إذا لم يسلم مصير الأكراد إلى أيدي أبنائه ولم تؤسس دولة كردية تأخذ بيدها زمام أمور المنطقة الكردية، أن الأكراد الذين لهم عدة آلاف – سنين- سابقة تاريخية وفي أدوار مختلفة منها عملوا وتمكنوا من الدفاع عن الحياة والوطن والتاريخ ومؤسساتهم الوطنية والآن أيضاً صمموا للدفاع عن كرامتهم ووجودهم حتى آخر نفس، وإنهم لن يخضعوا لعبودية عرب العراق. ويختم ممثل شعب الكوردي: اسمح لي أيها الرئيس مؤكداً لكم أن هذه الحالة الثورية التي أقلقت سوء نية حكام العراق وأزعجتهم لن تنتهي إلا باعتراف الرسمي لكافة الحقوق المشروعة للأكراد ومراعاتها والشيء الذي نحن في طلبه هو الاعتراف بالاستقلال لوطنينا يعني ( الدولة المستقلة لكردستان) تحت نظر المباشر لعصبة الأمم وقطع جميع آثار التبعية (أو تبعيتنا) للدولة العربية العراقية، وعليه فأن المعاهدة الجديدة المنعقدة بين الإنجليز والعراق والتي تنتهي بقيمومة دولة الإنجليز على العراق أن توضيح هذه الواقعية وتؤكدها أن طريقنا ومطالبتنا ويجب عدم الاجتناب عنها. وعلى عصبة الأمم مع ملاحظة هذه الوقائع والحقائق يجب أن ترجع إلى قرارها في عام 1925 مع تقديمي احتراماتي القائمة لكم.

الشيخ محمود
ممثل شعب كردستان الجنوبية

رغم كل الذي سردناه أعلاه عن الكيان العراقي.. وكيانات المنطقة التي جميعها استحدثت بعد الحرب العالمية الأولى على أيدي ال(كفار)، أي نعم أن شعوب وقيادات هذه الكيانات.. يطلقون على من أسس لهم كياناتهم السياسية كالعراق وسوريا ولبنان ومصر وتركيا وإيران الخ يسمون أولياء نعمهم الغربيين بالكفار!!! طبعاً باستثناء الشعب الكوردي الجريح وقياداته الذي يحترم كل إنسان على وجه البسيطة، ليس لديه وحدة قياسية عقائدية يطلق وفقها التسميات التهكمية ضد الآخرين من غير جنسها ومن غير عقيدتها. دعونا الآن نرى كيفية دخول العراق عضواً في عصبة الأمم بدعم من ال(كفار) وما هي الشروط التي وافق عليها الكيان العراقي من أجل قبوله عضواً في عصبة الأمم غير المتحدة عام 1932. للعلم أجرى البريطانيون عام 1919 استفتاءً عاماً في ولاية الموصل/ جنوب كوردستان تبين فيه أن الأكثرية من الشعب الكوردي هم نصف سكان الولاية يرفضون الولاء لحاكم عربي بل يفضلون الإشراف البريطاني. وبعد بروز مشكلة ولاية الموصل أي جنوب كوردستان بين الكيانين المستحدثين تركيا الطورانية والعراق وهما كيانان.. محتلان لولاية الموصل تنازعا عليها وفي نتيجة أخذت بريطانيا المشكلة إلى عصبة الأمم وعليه شكلت العصبة عام 1924 لجنة وأرسلتها إلى ولاية الموصل أي جنوب كوردستان للتحقيق، تألفت اللجنة من ثلاثة أعضاء واحد من بلجيكا والآخر من المجر وثالثهم شخص سويدي رأس اللجنة وذلك لدراسة هذه القضية، وجدت اللجنة عدم رغبة السكان التي غالبيتها العظمى من الكورد أن يكونوا جزءً من تركيا ولا جزءً من العراق، وهذا يعني أنهم طلبوا الاستقلال التام. نقول لمن لا يعلم، أن ولاية الموصل – جنوب كوردستان- بعد استحداث الكيان العراقي عام 1920 بقيت غير ملحقة به حتى عام 1926 وخلال هذه الأعوام الستة كانت الولاية تحت حكم المندوب السامي البريطاني، حيث احتفظ المندوب السامي البريطاني لنفسه حق الإشراف على الولاية دون تدخل حكومة بغداد. لكن للتاريخ نقول أن بريطانيا كانت العدوة اللدودة للشعب الكوردي، ألم يقل رئيس وزرائها ونستون تشرشل: يجب ضرب الأكراد والأفغان بالسلاح الكيماوي.

وفي صدر عام 1932 بعث نوري السعيد رئيس وزراء السلطة العراقية المستحدثة من قبل بريطانيا رسالة إلى عصبة الأمم يطلب فيها طلب العضوية للعراق في هذه المنظمة الدولية يقول فيها: أتشرف أن أقدم طلباً بقبول العراق عضواً في عصبة الأمم حسب الشروط المدرجة في الفقرة الثانية والبرجراف – Paragraph- الثاني لميثاق عصبة الأمم. ويستمر نوري السعيد في رسالته: إن الحكومة العراقية مستعدة لقبول كافة الشروط التي أدرجة في البند الثاني والفقرة الثانية من الميثاق، وكذلك الحكومة العراقية مستعدة أن تلتزم بكافة شروط العضوية.

نوري السعيد رئيس وزراء العراق

بما أن الكيان المستحدث الذي سمي العراق كان تحت الانتداب من قبل عصبة الأمم، وهذا يعني إنه كان غير مؤهل لقيادة نفسه، فلذا عندما أراد أن يدخل عضواً في عصبة الأمم فرضت عليه العصبة شروطاً ملزمة من 16 مادة يقول في مادتها الأولى: ما جاء في هذه المواد تقول إنها قوانين دستورية للعراق ولا يجوز لأي قانون أو نظام أو أية دعوى قضائية رسمية أن يتعارض أو يتداخل مع هذه الشروط وكذلك لا يجوز لأي قانون أو نظام أو أية دعوة قضائية سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل أن يغلب على هذه الشروط. انتهى الاقتباس. يجب على حكام الشيعة في العراق أن يتحرروا من العقلية المتخلفة التي كانت عليها النخب الحاكمة أيام الانتداب ولا تفارقهم إلى الآن، يجب أن يعرفوا جيداً أن حقوق الشعب الكوردي لا يجوز أن تمس لا من قبل السلطة التنفيذية ولا تشريعية ولا القضائية؟، كما أسلفت أن العصبة فرضت على الكيان العراقي شروطاً لقبوله عضواً فيها ولضمان حقوق الشعب الكوردي أكدت عليها في المادة ال16 أيضاً التي تقول: إن الشروط الواردة – لا حظ تقول شروط- في هذا الفصل تشكل التزامات ذات أهمية دولية ويحق لأي عضو في مجلس عصبة الأمم إحاطة المجلس علماً بأي خرق لهذه الشروط، ولا يجوز تحويرها إلا عند حصول الموافقة بين العراق ومجلس عصبة الأمم مع مراعاة تأويل وتنفيذ الشروط وينبغي بطلب من هذا العضو تقديم هذا الخلاف للبت فيه من قبل محكمة العدل الدولية الدائمة.

وفي النهاية يقول نوري: إني الموقع أدناه والمخول قانونياً. تم التوقيع على الوثيقة في بغداد بتاريخ 30 أيار 1932 وأودعت نسخة منها في أرشيف سكرتارية عصبة الأمم.

الموقع
نوري السعيد
رئيس وزراء العراق

لكن كعادة الكيانات العربية التي استحدثتها ال(كفار) لم تلتزم بكل ما تعهدوا ومنهم العراق الذي خرق كل ما تعهد به ولم يلتزم بأية مادة من هذه المواد ال16 منذ أن دخل في العصبة عضواً وحتى يومنا هذا ونحن في عام 2022. بدليل أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أصدرت عشرات القرارات ضد الكيان العراقي وذلك بسب الجرائم التي يقوم بها ضد الشعب الكوردي والدول المحيطة به وفي النهاية وضعه تحت الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة ضده لأنه هدد السلم وقام بالعدوان واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. ثم، أن إحدى المواد التي ألزمت العراق بتنفيذ تعهدات تجاه الشعب الكوردي تقول يجب تطبيقها كما نصت عليه وإلا هناك محكمة العدل الدولية. نقول لوريثة عصبة الأمم: هل أن ضرب الشعب الكوردي المسالم بقنابل النابالم المحرمة دولياً ليس خرقاً لتعهدات العراق للعصبة؟ هل تدمير المدن والقرى الكوردية وقتل أبنائها بدم بارد على مدى قرن من الزمن ليس خرقاً لتعهدات الكيان العراقي للمجتمع الدولي؟ هل أن استخدام الغازات السامة ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل أن عمليات الأنفال ودفن الكورد أحياءً في مقابر جماعية ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل أن عمليات التهجير من جنوب كوردستان إلى جنوب العراق ليس خرقاً لتعهدات العراق للمنظمة الدولية؟ هل أن إسقاط الجنسية عن نصف مليون كوردي فيلي وتهجيرهم إلى إيران وتصفية أبنائهم في معتقلات حزب البعث المجرم ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل أن تعريب المدن الكوردية منذ تأسيس الكيان العراقي.. وإلى الآن ونحن في عام 2022 ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل أن هجوم العراق على إيران ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل أن غزو دولة الكويت ليس خرقاً لتعهدات العراق؟ هل وهل وهل الخ. نحن نسأل: هل أن ضمير أصحاب القرار الدولي في إجازة، إلا يشاهدوا ما قام ويقوم به الكيان العراقي ضد الشعب الكوردي الأعزل منذ أن تأسس في بناية القشلة وإلى يومنا هذا؟؟؟!!!. للتاريخ أقول، هذا لا يعني أن الأنظمة الأخرى التي تحتل كوردستان وهي كل من سوريا وتركيا وإيران أفضل من العراق في تعاملها اللا إنساني مع الشعب الكوردي بل إنها أجرم منه بكل المقاييس. في نهاية هذا المقال نقول للمجتمع الدولي عار عليكم أن تسكتوا على جرائم العرب والأتراك والإيرانيون ضد الشعب الكوردي الجريح ولا تحركوا ساكناً، عار عليكم أن يبقى 50 مليون كوردي على هذا الكوكب وعلى أرض وطنه كوردستان بدون دولة معترف بها ونحن في العقد الثالث من القرن ال21.

” لقد آن الأوان لكي نصحح أخطاء معاهدة سايكس بيكو، ومن حق الأكراد تأسيس دولتهم”

عضو البرلمان الأوروبي (تشارلز تانوك).[1]