=KTML_Bold=قضايا ومواقف ..في عدد من المسائل الكوردية العاجلة!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4992 – 2015-11-21
المحور: القضية الكردية
للأسف كلما تحقق للقضية الكوردية المزيد من المكاسب والمنجزات فإننا نلاحظ بأن سياسيينا يقعون في المزيد من التخبط والحروب الكلامية والتي هي بالتأكيد إحدى مفرزات الإنقسام الحزبي ومحاولة كل طرف الإستفراد بالقرار السياسي في منطقة نفوذه حيث وبعد عدد من النجاحات السياسية والعسكرية كتحقيق الكورد _ولأول مرة_ الدخول إلى تحت قبة البرلمان التركي مع حزب الشعوب الديمقراطي في شمالي كوردستان وكذلك تحقيق كورد روج آفاي كوردستان (سوريا) الكثير من الإنجازات السياسية والعسكرية وأخيراً تحرير شنكال من تنظيم “داعش” لتكون جزءً من إقليم كوردستان (العراق) .. وغيرها من المكاسب السياسية الديبلوماسية والعسكرية، فإننا نلاحظ إرتفاع نبرة ووتيرة الخطاب الحزبي وحتى وجدنا بعض الممارسات والسلوكيات على الأرض تكرس لحالة الشرخ والإنقسام في الشارع الكوردي، وكأمثلة على ذلك فإننا سوف نورد ببعض تلك الممارسات مع رأي مقتضب بخصوص كل قضية.
أولاَ_ وبخصوص قضية تحرير شنكال من تنظيم “داعش” التكفيري من قبل القوات الكوردية وإنكار دور قوات الكريلا ووحدات حماية الشعب في مساعدة البيشمركة في تحريرها والتي جعل البعض منها سبباً فيما حصل من إنقسام بين طرفي الصراع الكوردي _قنديل وأربيل_ مع العلم أن الخلاف أعمق من ذلك بكثير وهي كانت نتيجة وليست سبباً، لكن رغم ذلك علينا القول: بأن القوات الأساسية التي حررت شنكال هي قوات البيشمركة، لكن ذلك لا يعني أن ننكر دور غيرها من القوات الكوردستانية، أما السبب الذي دفع بالرئيس بارزاني إلى عدم ذكر دور تلك القوات فإننا نتركها للأيام القادمة ونأمل من سيادته توضيح الأسباب.
ثانياً_ إن تدخل الإخوة من منظومة العمال الكوردستاني وحليفهم السوري؛ حزب الإتحاد الديمقراطي ومن خلال بياناتهم السياسية وتصريحات ممثليهم في شؤون شنكال وكذلك تشكيل عدد من الكتائب والفصائل العسكرية من الإخوة الآيزيديين يتبعون لهم أو المطالبة منهم بإعلان كانتونهم السياسي الخاص بهم كآيزيديين وبالتالي تشكيل إدارة ذاتية خاصة بهم، يعتبر تدخلاً سياسياً وعسكرياً بشأن إقليم كوردستان حيث الذي يرفض أن يكون هناك أكثر من طرف وفصيل عسكري كوردي في روج آفاي كوردستان عليه أن يقبل بذاك المبدأ على نفسه أولاً وبالتالي أن لا يقوم بتشكيل فصائل عسكرية إلى جانب البيشمركة.
ثالثاً_ إن حق التظاهر السلمي هو حق مقدس وعلى الإدارة الذاتية والقوات التابعة لها وعلى الأخص الآسايش أن تحترم حرية المواطن الكوردي في التعبير عن رأيه بالطرق السلمية ودون تعسف بحقه، ولكن ما لاحظناه مؤخراً بخصوص بعض المظاهرات التي قامت بها المجاس الوطني الكردي، فإن الكثير من الإرتكابات القمعية قد أرتكب بحق المتظاهرين وعلى الأخص تلك التي رافقت موكب دفن جثماني بيشمركة روجا آفاي كوردستان والتي أساءت كثيراً إلى مصداقية إحترام مفاهيم “الفداء والشهادة” والتضحية بالنفس من أجل القضايا الوطنية النبيلة، كما إنها آذت مشاعر أهل وأصدقاء ورفاق الشهيدين .. للأسف؛ إن إجراءات الآسايش ذكرنا بإجراءات الأمن السوري.
رابعاً_ إن على المجلس الوطني الكوردي ورفاقه وجماهيره أن يدرك؛ بأن في كل قوانين العالم ودولها هناك بعض الإجراءات التي عليك أن تتخذه لكي تحمي نفسك قانونياً وقد قلتها سابقاً وها إنني أعيدها، حيث ولكون وجود إدارة ذاتية _ولو تعتبرونها سلطة الأمر الواقع_ فهي سلطة إذاً وبالتالي ولكي تكون لكم ساحة مناورة حركة عليكم أن تطالبوا بالترخيص لأحزابكم من تلك السلطة وكذلك لأي نشاط سياسي مدني تريدون القيام به .. أو عليكم الدخول في مواجهة _ونأمل أن تكون سياسية وليس عسكرية_ مع الطرف الآخر “سلطة الأمر الواقع” وأن تقبلوا بما يترتب عليها من نتائج وقضايا .. أما أن ترفضوا الإعتراف بالإدارة الذاتية وتطالبوها بالسماح لكم القيام بكل نشاطاتكم، فأعتقد بأنها سياسة طوباوية، إن لم نقل بأنها سياسة غبية.
خامساً_ نأمل من الإخوة في قيادة المجلس الوطني أن يختاروا بدقة سياساتهم ونشاطاتها على الأرض حيث ليس من المعقول أن تخرج بمظاهرات ضد المناهج الكوردية بحجة الأدلجة وتطالب بمناهج النظام والتي هي مؤدلجة وعروبية، بل كان المطلوب خروج مظاهرات تطالب بالمنهاج الكوردي لكن من دون أدلجة سياسية وإلغاء تلك الفقرات من المنهاج الكوردي وكذلك وبخصوص قضية التجنيد الإجباري وخروج المظاهرات أعتقد بأنه بات من المعيب أن نرفض الدفاع عن مناطقنا والمنظمات الإرهلبية تهددنا، بل وهي على تخوم وحدود مناطقنا الكوردية وكذلك في وقت بات العالم جميعاً يحارب الإرهاب، لكن لتكن هناك مظاهرات ضد تجنيد القاصرين والأطفال وأعتقد بأن وحدات حماية الشعب باتت مدركة لخطورة قضية تجنيد القاصرين ولم تعد تقبل بهم بين صفوفها، لتكون هناك مظاهرات ضد تجنيد الأطفال أساساً.
سادساً_ مطلوب من الطرفين (المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي) عدم تخوين الآخر حيث وللأسف فإن حركة المجتمع الديمقراطي يعتبر المجلس الوطني (عميلاً) لتركيا وإنه يعمل لتنفيذ أجنداته في المنطقة، بينما يعتبر المجلس بأن حزب الإتحاد الديمقراطي هو (عميل) للنظام السوري ويعمل كشرطي له في المناطق الكوردية .. وهكذا وللأسف؛ فإنهم بالأخير يجعلون كل _أو أغلب_ الكورد (عملاء) الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
سابعاً وأخيراً_ كلمة أخيرة لكل من الإخوة في الإدارة الذاتية والمجلس الكوردي حيث نقول للإدارة الذاتية؛ بأن القمع لا يؤسس الإستقرار، بل ينخر في بنيان الدولة والمجتمع .. فلا تزيدوا من جرعات العنف والقمع في الشارع الكوردي، فأنتم بذلك تنقصون من مؤيديكم وتزيدون من مؤيدي الطرف الآخر وكذلك نأمل أن يستوعب الإخوة في المجلس الكوردي هذه الملاحظة وهم بدورهم لا يقعوا في مطب الإساءة الكلامية للطرف الآخر خاصةً وهو يحقق المكاسب العسكرية والسياسية على الأرض وبالتالي أي إساءة له فسوف يخسركم المزيد من جماهيركم السياسية .. نتمنى أن تصل الرسالة لطرفي الصراع الكوردي والذي كنا _وما زلنا_ نأمل أن يصبح طرفي الشراكة الكوردية وذلك لإدارة المنطقة وتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية وخاصةً إننا قد دخلنا في مرحلة المساومات والإستحقاقات السياسية في سوريا، فلا تضيعوا الفرصة على شعبنا ومارسوا السياسة كلاعبين سياسيين وليس مأجورين.
[1]