$عفرين تحت الاحتلال (236): قرية استيطانية جديدة، سكّان جنديرس وغيرها محرومون من المساعدات، غياب مساعدات الأمم المتحدة، فوضى وانتهاكات$
في أحلك الظروف كالتي تمرّ بها تركيا وسوريا حالياً، لم تنسَ سلطات الاحتلال التركي بمساعدة شبكات الإخوان المسلمين وميليشيات “جيش الائتلاف السوري” الاستمرار في خطة التغيير الديمغرافي ضد الكُرد في منطقة #عفرين# ، لا سيّما وأنها تستغل تداعيات الزلزال، فطوّقت مدينة جنديرس بالمخيمات وتدفع بسكّانها الأصليين للنزوح بسبل عديدة، كي لا تعود إلى طابعها الطبيعي، وباشرت ببناء قرى استيطانية جديدة وبتأهيل قرى مشيدة سابقاً من خلال مؤسسات تحمل أسماء “إنسانية ودينية إسلامية”.
= مشروع قرية استيطانية:
بعد وقوع زلزال 6 شباط، دخلت إلى الشمال السوري فرق من “مؤسسة الخير- مكتب الشرق الأوسط” بإدارة “أدهم أبو سليمة” من مواطني غزة/فلسطين وأحد كوادر حركة حماس المتقدمين (تسلّم عدد من الوظائف العليا سابقاً)، فقامت بالتعاون مع “محمد الجاسم، سيف أبو بكر” متزعمي “فرقة السلطان سليمان شاه، فرقة الحمزة” بتشييد مخيم (200 خيمة) على أرض المطار الزراعي والمجبل الإسمنتي السابقين – طريق عفرين جنديرس، قرب مفرق قرية “تلف”، 70% من ساكنيها ليسوا من متضرري الزلزال؛ وفي 25-02-2023 سارع رئيس مجلس أمناء المؤسسة الشيخ إمام قاسم، إلى وضع حجر الأساس لبناء قرية استيطانية جديدة في موقعٍ بجبل “الأحلام” قرب قرية “كيمار” – شيروا/جبل ليلون، تحت يافطة “إيواء المتضررين من الزلزال”، حيث صرّح “أبو سليمة” في مقطع فيديو منشور على صفحة توتير المؤسسة أنها بالتعاون مع “مؤسسة أنصر – تركيا” شريكها الرئيسي باشرت بتشييد قرية تشمل وحدات سكنية مساحة الواحدة منها /50/ متر مربع.
يُذكر أن المؤسستين تعملان في فلك تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، وتنفذان خطة الاحتلال التركي في ترسيخ التغيير الديموغرافي ضد الكُرد بمنطقة عفرين، بتمليك المستقدمين من المحافظات السورية الأخرى منازل اسمنتية ثابتة لتُنسي قاطنيها فكرة العودة إلى ديارهم الأصلية.
= جنديرس المنكوبة:
في 01-03-2023م، أعلنت اللجنة الهندسية التطوعية برئاسة الدكتور فهمي عبدو انتهاءها من جرد كافة الأبنية في مدينة جنديرس المنكوبة من زلزال 6 شباط، خلال عشرين يوم عمل، وأحصت (/100/ بناء ودار عربي منهار بشكل كامل، /280/ بناء بحاجة للإزالة بالسرعة الكلية لأنها تُشكل خطورة على السلامة العامة وسلامة الأبنية المجاورة، /232/ بناء ودار عربي بحاجة للتدعيم والترميم، بقية الأبنية بحاجة للترميم)؛ إنّ المدينة بحاجة لترحيل الأنقاض وإعادة الإعمار مع حفظ أصول ممتلكات المواطنين، ولا يزال سكّانها الأصليين الذين بقوا بالقرب من مبانيهم أو لجأوا للسكن مع أقربائهم في قرى الناحية بحاجة للمساعدات الإنسانية والخيم خاصةً، حيث أنّ المؤسسات “الخيرية”- تحت سطوة متزعمي الميليشيات- تمتنع عن منحها لهم بحجة أنهم ليسوا في المخيمات.
= قرية قرمتلق:
تتبع ناحية شيه/شيخ الحديد وتبعد عن مركزها ب /3/ كم، وتقع على الحدود التركية السورية غرب مدينة عفرين، مؤلفة من حوالي /350/ منزلاً، وكان فيها /1750/ نسمة سكّان كُرد أصليين، نزحوا باكراً بُعيد العدوان على المنطقة في 20-01-2018م، وعادت إليها بعد انتهاء العمليات العسكرية /122 عائلة = 400 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /150 عائلة = 800 نسمة/ من المستقدمين فيها. وتتخذها ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” مركزاً للقيادة.
بسبب زلزال 6 شباط، تهدّم أكثر من /100/ منزل بشكلٍ كلي أو على نحوٍ غير قابلٍ للسكن وأكثر من /50/ منزل بشكلٍ جزئي، ولم تصل إلى القرية بَعد مساعدات إنسانية، سوى بعض الخيم الصغيرة من قبل “جمعية خيرية” في 02-03-2023م، في الوقت الذي تم فيه تأمين معظم المستقدمين الذين تهدمت المنازل التي استولوا عليها في بيوت قريتي “نواف الخير، القرية الكويتية” الاستيطانيتين المشيدتين سابقاً في موقعٍ مجاور ل”قرمتلق”.
= فوضى وفلتان:
– في 24-02-2023م، اعترضت مجموعة مسلّحة سيارة المواطن “رشيد إسماعيل معمو/جركو /53/ عاماً” برفقة زوجته، على طريقٍ عام في موقع المقلع بين قريتي “حسن ديرا و شوربة”، وبعد تكميمهما وتقييدهما خطفتهما باتجاه طريق نازا – نبي هوري، إلّا أنّ عنصر من حاجز “حسن ديرا”- فرقة الحمزة لاحقت المجموعة التي توقفت بجانب خيم جنوبي قرية “نازا” ووقع اشتباك بين الطرفين، فتُرك المخطوفَين للعودة بسيارتهما إلى منزلهما؛ يُذكر أن “جركو” صاحب معصرة زيتون وميسور الحال، وكانت مجموعة مسلّحة قد خطفت نجله الشاب “محمد رشيد معمو” في 20/11/2019م ولحوالي سبعة أشهر، إلى أن أطلقت سراحه لقاء فدية مالية كبيرة؛ كما أنّ المدعو “أبو ربيع” مسؤول قرية “عبلا” من “الحمزات” معروف بسطوته وتماديه في تحصيل الأتاوى والفدى المالية، خاصةً أثناء موسم الزيتون.
– بتاريخ 27-02-2023م، بعد أن اعترض المواطن “مصطفى بلال” مختار قرية “شيخ بلا”- راجو قيام عنصرين مسلّحين من ميليشيات “أحرار الشرقية” بقطع أشجار زيتون في حقل له بين قريتي “ݘقلمه و ݘوبانا” المجاورتين، وقام بتصويرهما بهاتفه، ردّا عليه بالتهديد وإطلاق الرصاص على سيارته من الخلف إثر محاولته الهروب بها؛ فتدخّل المدعو “أبو طلوب”- المعروف بسطوته وجرائمه – مسؤول “اقتصادية الشرقية” في ناحية راجو ولفلف الحدث، بحيث لا يرفع “بلال” شكوى ضدهما ولا ينشر مقطع فيديو المصوّر.
= انتهاكات متفرقة:
– ضمن خطة متزعمي ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، بفتح العديد من المخيمات شبه الاصطناعية باسم “متضرري الزلزال”، تمّ فتح مخيم جديد بالتعاون مع “مؤسسة الرسالة” السعودية في قرية “قره تبه” – ناحية شرّا/شرّان من حوالي /170/ خيمة، رغم أن قرى الناحية لم تتعرض لأضرار كبيرة؛ وذلك ضمن حقل زيتون، دون أي اكتراث بالأضرار التي تُلحق بالإنتاج الزراعي وبأرزاق الأهالي، رغم وجود أراضٍ خالية على مسافةٍ قريبة.
– بتاريخ 27-02-2023م، قام المدعو “أبو عبدو القلموني” متزعم ميليشيات “الفرقة التاسعة” في قرية “ماسكا”- راجو بالتهجم على منزل مختارها “رامز زمجي يوسف” بسبب دفاعه عن أهالي قريته، وإشهار السلاح في وجهه وتهديده، ومطالبته بتسليم الختم؛ لكن “رامز” رفض الطلب وقام بتسليمه للمجلس المحلي في الناحية.
– وفق فيديو منشور في 28-02-2023 ومتداول، يظهر قطع أشجار جوز من الجذوع في وادي “قره جرن” – ناحية شرّا/شرّان بالمنشار الآلي من قبل عنصر مسلّح، بغية التحطيب والتجارة؛ ووفق مصدر خاص عدد الأشجار أربعة وعائدة ل”رشيد إبراهيم خليل”- مختار قرية “كوبلك”، والعنصر هو المدعو “صالح” من قرية “معصران”- منطقة معرة نعمان/إدلب أحد عناصر ميليشيات “فرقة السلطان ملكشاه”.
– أواخر شباط الماضي، قامت ميليشيات “فرقة الحمزة” المسيطرة على قرية “ماراته”- عفرين بقطع حوالي /15/ شجرة زيتون- موقع قراج پَنك- عائدة للمواطنين “صبحي محمد إبراهيم، عبدو رشيد عصمت”.
لم تبذل سلطات الاحتلال التركي أي جهد أو تعمل مع الأمم المتحدة لأجل إدخال مساعداتها الإنسانية وفق قرار مجلس الأمن الدولي المعمول به مع مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” التي تصلها المساعدات الأممية على نحوٍ متواصل، خاصةً بعد وقوع الزلزال، فلا تزال عفرين محرومة منها!
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]