تركيا وأوهام الامبراطورية العثمانية
ياسر خلف
–الخطوط الحمراء ترسم فقط في أقبية النظم المخابراتية والدول الطاغية والمتسلطة على شعوبها فهي تحيط نفسها بهالة من الخطوط الوهمية التي تنبع من ذهنيتها الإنكارية الإقصائية رافضة أي نوع من الانعتاق من وهمها الأحمر و فوبيا الحرية التي ينتهجها الشعوب المناضلة المتمسكة بنيل حقوقها فعندما يسترجع المرء الذاكرة ويعيدها إلى الخلف سيجد الكثير من هذه الخطوط الحمراء التي صرح بها الدكتاتوريات وذهبت أدراج الرياح وبعضها بقيت شاهدة على ناطقيها وكانت سبباً لانهيار استبدادهم وعنصريتهم وصروحهم المشيدة على كم الأفواه وقمع المعارضين لسلطانهم وجورهم وربما يكون الشرق الأوسط خير مثال على هذه العقليات المحمرة برؤوس دكتاتوريتها المتدحرجة أمام غضب شعوبها وإرادتها في الخلاص من هذه النظم المتعفنة المتباهية بعجرفتها واستبدادها التي لا تريد التنازل عن استعلائها وغير راغبة في رؤية الثورات التي تنادي بالحرية واستعادت حقوقها المسلوبة ولم تكتفي بذلك الحد لكنها جعلت من نفسها الوصي والراعي لما تسميها الثورة والثوار المشكلة من قبلها والممّولة حسب رغباتها وغاياتها وهي الفاقدة لأي قيم تمت للثورات بصلة وأية أخلاق تجعلها من المنادين بالحرية لشعوب أخرى وهي تقمع وتنكر حقوق الشعوب الأصيلة الموجودة في دولها الاستخباراتية القومية الاستبدادية حيث قامت هذه النظم بدعم كافة أشكال التطرف والإرهاب الطائفي وغذت كافة أنواع العنصرية القومية الإنكارية فقط للتأكيد على خطوطها الحمراء ولمنع وصول دروب الحرية إلى عنجهيتها واستبدادها وهذا ما سلكتها أغلب الدول القمعية كالمملكة السعودية الوهابية الداعشية ودويلة قطر الحاوية على كافة أشكال القذارة والدولة التركية بشكل خاص التي جعلت من نفسها الوصي والراعي على الشعب السوري عبر أطر سياسية مشكلة في أقبية استخباراتها وفصائل وجماعات إرهابية طائفية متطرفة تخدم غاياتها وترعى خطوطها الحمراء غير أبهة بآمال وتطلعات الشعوب السورية التواقة إلى الحرية والعيش بسلام وأمان لتقدم بديلاً أكثر استبداداً وتسلطاً من النظام البعثي الحاكم وبشكل أكثر وحشيةً وسفكاً للدماء .
فكما بات معلوماً للجميع وأصبح واضحاً للقاصي والداني أن تركيا لم تسعى يوماً لتثبيت دعائم الحرية والديمقراطية فقد كانت وبلسان رئيسها اردوغان الصديق الأكثر وفاء للأسد ونظامه حين كان الأسد يقمع الكُرد ويسلمهم لها وفق اتفاقية أضنة المعروفة وعندما اندلعت الأحداث في سوريا وبدأ الحراك الثوري في روج آفا وتحريرها لأغلب مناطقها من النظام دب الذعر وفوبية القضية الكردية تدك أركان الدولة الطورانية لتسارع إلى تشكيل الأطر السياسية الموالية لها ودعم وتمويل الفصائل والجماعات الإرهابية من داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها لضرب التجربة الكردية ومكتسباتها التي شكلت مناطق تدار ذاتياً بطريقة ديمقراطية حيث بدأ اردوغان برسم خطوطه الحمراء موجهاً آلة الإرهاب صوب مقاطعات روج آفا وفتح الحدود لجميع الفصائل المتطرفة الهجينة ابتداء من #سري كانيه# مروراً بكري سبي و#شنكال# و#كوباني# , ولكن ما لم يعلمه اردوغان ونظامه أن رغبة الحرية لدى الشعب الكردي والقوى المتحالفة معها هي إرادة الحياة نفسها واثبات للوجود وان الخط الوحيد الذي يسير عليه الشعب الكردي المتمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة هو نهج وخط الشهداء الأحمر ومسيرتهم نحو المجد والخلود ولن تثني عزيمتهم الخطوط العنصرية الوهمية التي بدأت تتهاوى أمام إرادة النصر والشهادة والمقاومة التي أبدتها ويبديها أبناء روج آفا بكافة مكوناتها والذي بات قبلة الأحرار في العالم لنبلها واعتدالها وبسالتها وأصبحت القوة الأكثر قبولاً في الأوساط الدولية والأكثر دعماً من قبلها في مجابهة الإرهاب العالمي المتمثل بداعش ومثيلاتها وداعميهم.[1]