هل يُدعَم السياسي بقدر نجاحه ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4992 - #21-11-2015# - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في العراق بشكل عام و اقليم كوردستان بشكل خاص، هناك من السياسيين الذين لا يعدون و لا يحصون من نتاج الصدفة او استغلال فرصة او نتيجة طلب من القريب او الجار او القبيلة اوالعشيرة و دخل المهنة التي تعرف الان بالسلك السياسي و ما هو مكان لاكل العيش كما يقول المصري، و هو يتخذ من ما موجود على الارض سريرا مريحا و مرتعا لمعيشته من جهة و ما يخدم به من جلبه الى الساحة من جهة اخرى، و لم يبق لديه ما يمن على الشعب به، و ليس مهتما اصلا بما يدور مادام جاء بعملية قيصرية و ليس من نتاج من جاء لخدمتهم في الطريقة و الحقيقة .
انا شخصيا تلقيت بكثير منهم بحكم لقاءاتي و استمعت اليهم و قيمت حالهم مع نفسي بعد ان ناقشتهم، لا تلوموني ان قلت لم اجد فيمن التقيت ما من يمكن ان اسميه انسان متفهم لحال البلد او هو رجل الدولة، جلهم جاء من اجل مصلحته و الاخر من اجل حزبه، و الاخر لبى دعوة حزب او شخصية لكونه له موقعا و اصواتا يضيفها الى الجهة الفلانية له جاه و اسم، و قليل جدا منهم جاء مستحقا، و هذا ايضا اما لا يعلم ما يجب عليه ان يعمله و هو يعيٌد حاشرا مع الناس التي يزاملونه في مكانه و موقعه الذي يدر عليه ما طاب له و لاهله و حلقته و من له الفضل عليه من ةخيرات المتوفرة تحت يده بطرق شرعية او فسادا .
اي انهم جميعا ما يمكن ان نسميهم برجال السياسة النابعة من الثقافة الشعبية الدينية القبائلية المتخلفة، او من السياسة الفوضوية الشعبية غير العلمية، و لم اجد رجل الدولة في صفوفهم للاسف، و ان وجدوا في مكان اخر و سمعت عنهم هنا و هناك فانهم نادرون، علاوة على انهم مهمَلون و ليس لهم مكان لاداء دورهم، و هم من الضرورة ان يعملوا و يؤدوا واجباتهم دون اعاقة و لكنهم مدارون من قبل المتنفذون ايضا من الاغلبية المعلومة .
يمكن لنا اما ان نسمي هؤلاء بانهم سياسيون بعيدا عن الدولة او ما تريده الدولة و مصالحها، او لا توجد دولة حقيقية اصلا لتضم من هو سياسي و رجل الدولة و ليس عشيرة او طائفة او فئة او دين اومذهب .
و عليه لم ار سياسيا راضيا عن اداءه بنفسه متهربا من اداء مهامه، علاوة على تقيم و نظرة الشعب اليه من منظور انتماءاته و ليس قدرته و امكانياته و كفائته، و ان ادعوا العكس، و لم نجد فردا واحدا من الشعب يشير الى احدهم بانه يستحق مكانته و موقعه وبالتالي يجب الاشادة به . و من هنا نجد ان التقييم لا يمكن ان يكون صحيحا وحقيقيا لاي منهم، اي تتوقف نظرة الناس اليه اساسا، بناءا على ما ينجح فيه من دغدغة احاسيسهم العاطفية من الجوانب السياسية المختلفة كما يستخدمها المتعصبون من الفئات العراقية كافة . فنجد من يقذف و يقدح بالاخر في الترويجات الانتخابية، هو من يحصل على اعلى النسب من الاصوات و هو ليس باهل للمهمة من اساسه ، و الاخر الذي يمكن ان نجد فيه ما يمكن ان نسميه مخلصا مثقفا قادرا على الخدمة بشكل ما ان يكون في اخر القائمة من التصويت . فلم نجد وسيلة ناجعة في تقييم السياسي الذي فرض نفسه على الاحداث بعد السقوط . و ان الاكثرية الساحقة لا تستحق ماهي عليه و كل ما رفعها هو حزبها و شلتها و حلقتها الضيقة و كتلتها، اي من له المصلحة الذاتية في اعتلاء موقعه و يريد به تحقيقها .
لذا، على الرغم من ثراء العراق و اقليم كوردستان ايضا من العقول النيرة ولدينا من لهم القدرة على اثبات تلك و بجدارة و ينجحون فيها، الا اننا نراهم منعكفين و لم نجد منهم على سدة الحكم، وهو يمكن ان نعتقد يانه هو من يمكنه ان يدير الدولة بنجاح ولو نسبيا، و يمكن ان نسمي من على سدة الحكم من السياسيين الذين برزتهم الصدفة او الزمن المنقلب و الحوادث التي مر بها العراق و ليسوا بعقليات خيرة . اي السلطة المليئة بالسيايين من هذا النوع و بالقدرة المعلومة و خالية من رجال الدولة و ما تريده لتقدمها و نجاحها او صلتنا الى الحضيض رغم الامكانيات المادية المتوفرة من الثروات التي لا تنقص البلد بشيء الا العقل المنظم له. من يُدعَم جماهيريا و معنويا ليس من الدائرة المطلوبة بالحاح لتصليح الحال بل انهم يفيدون الحزب و نفسهم و ليجرف الفيضان ما يلاقيه دون ان يرجف لهم جفنهم . و عليه اننا نعتقد بان حال الدولة تحتاج الى انقلاب سياسي بيضاء هاديء، من اجل التغيير و ازاحة من ليس برجل دولة و يحتل المكان خطئا، و احلال البديل المناسب له في الوقت المناسب و بعملية نظيفة بيضاء من قبل القادرين، في حال نضجت الارضية اللازمة لذلك، و هل نجد من هو اهل له ام يمكن ان نجد البديل الاسوا ، فهذا سؤال جوهري و لكن تفائلوا بالخير تجدوه من بين خراب البلد ستنبت وردة.[1]