موقف مصر من استفتاء اقليم كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4517 - #19-07-2014# - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
يقول محمد حسنين هيكل؛ ان دخول الكورد لكركوك كما دخل صدام الكويت، سيكون له عواقب وخيمة، و ان اجراء الاستفتاء خطا كما يدعي، و ان الكورد سوف يخسرون الانجازات الاقتصادية التي حققوها خلال المرحلة الاخيرة .
نحن نعرف هذا الكاتب و نقدره و نحترم قدرته الصحفية، و ان كان دوما على عتبة باب السلطة و لم يكن يوما محايدا ، و كل ما يتكلم به هو كيف نصح القادة في سياساتهم و ما كانت مواقفه من الامور التي تحصل و كل حسب ما تقتضيه المرحلة، و لا ننكر يعبر عما يقول بكتابة سلسة و جذابة . و لكن عند حكم الاخوان لم يسمع احد مواقف الهيكل ايجابا او سلبا، بل خضع لامر الواقع و مائلا لهم لا بل سايرهم من اجل عيون دولة القطر . و بعد مجيء السيسي انبرى ان يكون خطيب الامة و نسى ما قام به اخيرا، و بعد خذلان لمدة عامين و اكثر، و لم يعلم بان تاريخه تلطخ بمجاراته لحكم الاسلام السياسي و يتكلم بصوت عالي اليوم و كانه عارض الحكم السابق، لا بل يريد ان يغطي مواقفه السابقة باشارات و مواقف مماثلة للحكومة الحالية متملقا و معتذرا بخجل و بالحفاظ على ماء الوجه، و نسى انه كان مواليا و مريدا للسلطة القطرية و مغازلا لها طوال مدة ليست بقليلة، و اليوم يريد ان يبريء ذمته مما اخطا بالتقرب من السيسي واطلاف تصريحات متزلفة مشابهة لموقف السلطة .
ان كان يصدر من السيسي مواقف و تصريحات لاسباب سياسية دولية و ما لها علاقة بمواقف تركيا و مواقفها من الحكم الجديد في مصر وما كانت موقفها من حكم الاخوان، و العلاقة القوية بين اقليم كوردستان و المواقف الاخيرة من قبل تركيا حول كوردستان و نيتها من اجراء الاستفتاء، و من ثم نظرة تركيا الى كركوك و مطالبتها بان تكون اقليم مستقل لغاية في نفسها. فخرج السيسي و صرح ضد طموح الكورد و امنياتهم التاريخية .
لا يمكن خلط المواقف السياسية و العلاقات الدبلوماسية تجاه الاعداء و اصدقاء الاعداء معتمدا على عقلية صديق عدوي هو عدوي، اننا نعيش في عصر تعقدت فيه العلاقات و نرى ان هناك اعداء لهم علاقات قوية مع صديق مشترك دون ان يضغطوا عليه لفك الصداقة و العلاقة، اليوم تغيرت المعايير و لسنا في زمن الحرب الباردة، و على السلطة المصرية او سلطة العسكر في مصر بالذات و مواليهم من المثقفين و الكتاب ان يدركوا بان المرحلة جديدة بمعنى الكلمة و تتصف بسمات جديدة و يجب ان يتعاملوا مع الجديد و يتفهموا ما استجد، فهناك دولة جنوب السودان القريبة منهم التي كانت حتى الامس ضمن السودان التي لم تكن مصر يوما علاقتها حسنة معها الا في فترات قصيرة جدا لاسباب معلومة لهم قبل غيرهم . الخارطة الجديدة في المنطقة ليست كما كانت ابان حكم جمال عبدالناصر و السادات و مبارك، كي يتخذ السيسي خطاهم، فعليه ان يتعرف على واقع العراق الجديد و ما وصل اليه اقليم كوردستان و السلطة في العراق و النظام المكفل لخطوات كوردستان حسب الدستور، الكورد لهم الحقوق كما للقبطيين الحق الذي يجب ان يتوفر لهم في مصر مع الاختلاف، ان الكورد متجمعين و قاطنين في مساحة و لهم تاريخهم وجغرافيتهم و المقومات التي تضمن لهم بناء الدولة الكوردستانية .
ان كانت مصر تنظر الى اقليم كوردستان من منظور علاقاتها مع تركيا، فانها تخطا بحق العلاقات التاريخية بين الكورد و مصر و بحق الدبلوماسية المصرية قبل الاخرين و بحق الشعبين الكوردي و المصري معا، و عليه يجب ان تعيد السلطة المصرية و الموالين لها من الكتاب و الصحفيين النظر في مواقفهم و مداولاتهمفيما يخص كوردستان، فنحن في قرن الواحد و العشرين و عصر حق تقرير المصير.[1]