الموقف الموحد اثلج قلوب الشعب الكوردستاني
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4501 - #03-07-2014# - 14:37
المحور: القضية الكردية
ان ما يمر به العراق و ما له العلاقة باقليم كوردستان يتطلب تحركا واسعا من جميع القوى و الحركات و كافة شرائح المجتمع و الشعب فردا فردا، من اجل التعاون الجاد الفعال للخروج بموقف موحد من القضية المصيرية الراهنة و التغيرات التي يمكن ان تحصل وتؤثر على حياة الناس و التي لها العلاقة المباشرة بتحقيق الاهداف الاستراتيجية للشعب الكوردستاني و ما تنتظره امهات الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل الهدف الاسمى وهو تحرير كوردستان النهائي قبل اي شيء اخر.
اننا هنا لسنا بصدد وصف و مدح السلطة الكوردستانية و لا نقدها، اليوم، لان المرحلة حساسة بشكل كبير و هي تفرض تاجيل كل الخلافات مهما كانت نوعها الى مابعد توضيح الامور و ما نتوصل اليه، نعم لسنا براضين عن شكل و طبيعة الحكم و ممارساته، و لا يمكن ان نقبل بما يحصل من التفرد و الممارسات غير الديموقراطية و سيطرة الحزب الواحد و العائلة والحلقات الضيقة على كوردستان، لنا مواقف معلومة من الفساد و المحسوبية و المنسوبية و التظلم التي تحس بها الطبقة الكادحة و الشريحة العفيفة في المجتمع و يجب ان ندافع عنهم بكل ما نملك و نقدر عليه لحين تحقيق رغباتهم و اهدافهم الانسانية قبل السياسية، نعم يجب ان تكون لنا مواقف واضحة من السياسات الخاطئة التي يمارسها القادة الكورد و ما انعكست شرا و ضعفا على كوردستان، و كان لنا صوت عالي و صرخة من قبل و لم و لن نسكت عنها فيما بعد مهما كانت . الا اننا اليوم في مرحلة انتقالية صعبة، تحتاج الى كافة العقول للخروج منها باكثر ايجابية و الوصول الى ما انتظرته الاجيال عبر التاريخ .
لا يمكن ان نتكلم عن تحقيق الاهداف دون ضمان و تامين ما تحتاجه هذه العمليات الانية و المفروضة ان تكون من الاولويات لدينا جميعا، التعاون و المشاركة الفعالة في كل صغيرة و كبيرة لما تؤدي الى تخطي الصعوبة التي يمكن ان يتحملها الفادة و الاحزاب السياسية المؤثرة، الا ان الهدف يمس الجميع ،و ليس علينا جميعا الا ان نتفاعل و نوحد الصفوف كما هي الان و على اهبة الاستعداد لكل قادم . و به يمكن ان نتقدم خطوات، و عندئذ يمكن ان نعود الى وضعنا الطبيعي ونمارس ما نؤمن به من النقد و الصراع، و لكن اليوم يحتاج الى تضحية و يُسجٌل ما نقدم عليه و نفعله و نضحي به اليوم تاريخيا و ان ما نقدمه هو الذي يمكن ان يسهٌل الامر علينا جميعا متعاونين، و ستمر المرحلة بسلام و امان و لكن تحتاج الى تضحية و كلنا مستعدون لها .
ان ما ندعيه لا ينفي ان نعمل على عدم خلط الاوراق و ما تقوم به الساسة من الحركات والبهلوانيات لاهداف خاصة حزبية كانت او شخصية، اي يجب ان تتوحد الرؤى و يخرج المجتمعون بموقف موحد صالح للتعاون مع الاحداث دون تفرد طرف من اجل مكسب حزبي و شخصي على حساب الامة .
كل المؤشرات تدلنا على ان التنسيق و التعاون مرضي لحد الان، و لم نجد من ينبري ان يكون هو البطل المقدام لحد الان و سوف ننجح ان كنا على ما نحن عليه لحد الان .
كوردستان عانت كثيرا من الظلمات و الويلات و القتل و الممارسات العديدة من قبل الحكومات المتعاقبة على العراق و افضعها ابان حكم الدكتااورية الصدامية، فآن الاوان كي ترتاح الاجيال القادمة و تعيش راضية مرضية بسعادة و رفاه، و الحياة تحتاج لمن يسعد بها و يعيشها كما هو المطلوب و كما هي .
لقد اثبت الشعب الكوردي انسانيته عند تعامله مع النازحين، و اليوم اثلج فلوبنا جميعا لما نرى الموقف الموحد لجميع اطياف الشعب الكوردي من اليمين الى اليسار و من الليبراليين الى الاسلامييين و الطفل الى الرجل المسن و من المراة و الرجل على حد سواءو بشكل عفوي لا يدفعهم الا الحس الانساني قبل الوطني و القومي الذي يحملونه اصلا، ازاء ما نمر بهالان، و من الدعم اللازم المطلوب مهمشين الصعاب التي يمرون بها من نقض المفردات الضرورية اليومية ، كل هذا لنجاح المهمة المصيرية التي تقع على عاتق الجميع، ناضلنا و عانينا جميعا و يجب ان نقطف ثمرة جهودنا و تضحياتنا جميعا.[1]