الدور الحقيقي لجهاز الباراستن ووحدة مكافحة الإرهاب - 1
لم تدافع عائلة البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني أبداً عن حرية واستقلال كردستان، وحتى قولهما بناء دولة كردية هو أيضاً كذبة، ولذلك، كانا غاضبين دائماً من حزب العمال الكردستاني.
لطالما أثلج البارزانيون وإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني على الدوام قلوب أسيادهم المستعمرين الذين احتلوا كردستان، والسمة الأساسية للعلاقات التي طوروها هي معاداة الحركات والأجزاء الأخرى من كردستان.
وسنركز في هذه المقالة على الممارسة العملية للخيانة الحالية لعائلة البارزاني، وتنظيم السلالة المناهضة للكرد جهاز الباراستن، وامتدادها، وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.
نبذة تاريخية مقتضبة للبارزانيين
قيّم الباحثون وصول البارزانيين من الخارج بطريقتين، الأولى؛ قدموا من شمال كردستان واستقروا في منطقتي آمديه وبرزان، أما الثانية هو الادعاء بأنهم عائلة يهودية جاءت واستقرت في منطقة جنوب كردستان في عهد نبوخذ نصر، وعلى الرغم من أن الباحثين يطرحون افتراضات مختلفة حول هوية العائلة، إلا أن النقطة المشتركة تشير إلى أن البارزانيين جاءوا إلى كردستان في وقت لاحق، حينها، من أين أت أصل برزان وكلمة البارزاني؟
برزان كانت موجودة قبل العائلة
برزان هو اسم لمنطقة جغرافية، حيث تم تشكيل اتحاد عشائر البارزاني من اتحاد العشائر الكردية التي تعيش هنا (مزوري، دولمري، بروجي، شيرواني)، وكان هذا الاتحاد موجوداً قبل فترة طويلة من عائلة البارزاني المذكورة.
وقد جاءت عائلة البارزاني في البداية إلى منطقة زاخو/ دهوك/آمديه، ومن ثم وصلت إلى حافة نهر زي، واستقرت في قريتي بلي ودور، وعُرفت باسم عائلة بر زي، ليس هذه العائلة فقط، بل أيضاً جميع العشائر في برزان منذ القدم كانت معروفة بهذا الاسم، فعائلة البارزاني، التي ليس لها في الأساس روابط عشائرية، برزت إلى الواجهة مع الطريقة النقشبندية، التي كانت ذات نفوذ مؤثر في جنوب كردستان منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وأنشأت عشيرة مصطنعة وفقاً لها.
مصادر قوة مسعود بارزاني
تزوج مسعود بارزاني من ابنة محمد خالد نجل شيخ برزان، وتنحدر والدته من عشيرة زيباري، وهذا يمنحه القوة من الناحية العشائرية والناحية الدينية، وهذان المصدران للقوة يجعلان مسعود بارزاني أقوى من شقيقه الأكبر إدريس بارزاني.
في البداية، لا بد من قول هذا؛ هذه المقالة لا تقيّم عشيرة بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل عام بهذا الفهم، فهناك أشخاص وطنيون داخل عائلة بارزاني وكذلك داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتستثني هذه المقالة هؤلاء الأشخاص المخلصين لشعبهم ووطنهم من هذا الموضوع، والهدف من هذه المقالة هو تسليط الضوء على خط خيانة مسعود ومسرور ونيجيرفان بارزاني بالوثائق.
حيثما وضعوا أيديهم ألحقوا الضرر
إن تاريخ بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني هو المصدر الرئيسي لتلك العقلية التي تلحق الضرر بكردستان والثقافة القائمة على الخيانة والعمالة، وقد حصلت الخيانات دائماً في تاريخ الشعوب، ولكن لا يوجد مثال مثل البارزانيين الذين قبلوا بالهروب والاستسلام بشكل جوهري، وأينما حطت الرحال بالبارزانيين، انقسم الكرد في تلك المنطقة من كردستان وتمت تصفية قاداتهم، ولقد عانى الوطنيون ورواد الأجزاء الأخرى من كردستان، الذين لجأوا إلى إقليم كردستان العراق المحرر ، بشكل كبير من اضطهاد الحزب الديمقراطي الكردستاني، على سبيل المثال؛
* سليمان معيني، أحد القادة البارزين للحزب الديمقراطي الكردستاني-إيران (Îran-PDK)، قُتل على يد إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني وتم تسليم جثمانه إلى جهاز السافاك (الاستخبارات الإيرانية).
* اضطر الأمين العام للحزب نفسه، أحمد توفيق، إلى التوجه نحو بغداد بسبب الاضطهاد الشديد، ثم قُتل لاحقاً على يد عملاء حزب البعث في بغداد عام 1972.
* سعيد ألجي، أحد القادة البارزين للحزب الديمقراطي الكردستاني-تركيا (TKDP)، ومن ثم الدكتور شفان (سعيد كرمزي توبراك) الذي قٌتل تحت التعذيب بأمر من إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وبهذه الطريقة أُصيبت الأحزاب الكردية في شمال وشرق كردستان بالشلل، وقد حدث هذا الوضع بناءً على طلب كل من جهاز السافاك (الاستخبارات الإيرانية) وجهاز الاستخبارات التركية (MÎT)، كما أن تدخل إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني في الشؤون الداخلية للحركة الكردية في غرب كردستان (روج آفا) وجّه ضربة قوية لوحدة القوى هناك ونضالها المشترك، كما برزت انقسامات داخلية ضمن الحركة الكردية في لبنان مع تدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، باختصار، جعل البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني مهمتهم الأساسية هي تفكيك وتبديد الطاقات الأكثر قيمة لدى الكرد، ورغم أن اسمه الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، إلا أنه من حيث وظيفته، فهو حزب خيانة كردستان، كما يصفه شعبنا.
عملت ضد الحركات والأجزاء الأخرى
لطالما أثلج البارزانيون وإدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني على الدوام قلوب أسيادهم المستعمرين الذين احتلوا كردستان، والسمة الأساسية للعلاقات التي طوروها هي معاداة الحركات والأجزاء الأخرى من كردستان، وهذا مؤشر على السمة التي يتمتع بها بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، آلا وهي معاداة الكرد وكردستان، ولم يكن لدى البارزانيين قط أي نية للدفاع عن المصالح الوطنية للكرد والسعي إلى وحدة كردستان.
اعتمدوا دائماً على القوى الأجنبية
لم يمثل البارزانيون أبداً إرادة الكرد، فهم لم يكن لديهم إرادة خاصة بهم، واعتمدوا دائماً على القوى الأجنبية، وأرادوا إخضاع المجتمع الكردي أيضاً لهذا النوع من الافتقار إلى الإرادة والعمالة والاستسلام، وأعظم شر ارتكبه البارزانيون بحق الشعب الكردي هو؛ العمالة والهروب والاستسلام والخيانة على المستوى الثقافي، وبهذه الطريقة، يقوم البارزانيون بدور مناهضة الثورة، وبمهاجمة الثورات في جنوب وشرق كردستان تعني ذهنية الاستسلام، والآن، يسعى إلى خنق ثورة شمال كردستان في شخص حزب العمال الكردستاني، ويعقد التحالفات في كل مكان مع الدولة التركية في سبيل ذلك، ولذلك، فإن البارزانيين والحزب الديمقراطي الكردستاني هم جلادو وقتلة الثورة وثوار كردستان.
الحرب ضد الكرد الأحرار
اعتبرت أوليغارشية عائلة البارزاني نفسها دائماً على أنها من أصحاب وأسياد كردستان، وأرادت دائماً أن تجعل كل تنظيم ثوري في كردستان تابعاً لها بحيث يكون في خدمتها في المقام الأول، والذين وقفوا في وجه ذلك، سعت لتصفيتهم من خلال محتلي كردستان، وتعامل البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بنفس العقلية مع الحركة التحررية الكردية، وبينما كانت لا تزال في مرحلة المجموعات، هاجم من خلال منظمة الكونترا ما تُسمى (النجمة الحمراء) ومن ثم من خلال KUK وحاول خنق ولادة الحركة التحررية الكردية، وبعد انتشار الحركة التحررية الكردستانية في الشرق الأوسط واستقرارها في جنوب كردستان، تم التوصل إلى اتفاق سياسي في عام 1983، ولكن بعد بدء الكفاح المسلح في 15 آب 1984، أصيب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالذعر وطالب القائد أوجلان بوقف الحرب، وإلا أنه سيبدأ قتالاً ضد الحركة التحررية الكردية تنفيذاً لوعده للمستعمرين، ومع تعزيز حزب العمال الكردستاني لحرب الكريلا ضد دولة الاحتلال التركي وتوجيهه لضربات موجعة للعدو، اكتسب قوة واكتسب التعاطف في الأجزاء الأربعة من كردستان، ولم يتمكن البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني من استيعاب ذلك على الإطلاق، ولذلك أيضاً، كان لديه غضب شديد ضد حزب العمال الكردستاني، حيث أن عداء البارزانيين لحزب العمال الكردستاني أكبر من عداوة الدولة التركية لحزب العمال الكردستاني، وتسلط مقولة البارزانيين حزب العمال الكردستاني هو عدونا قبل أن يكون عدوكم التي قالوها للمسؤولين الأتراك، الضوء على هذه الحقيقة.
الدبلوماسية مع الدولة التركية
نفذ البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني نشاطاً دبلوماسياً موسعاً مع الدولة التركية من أجل الاعتراف بحزب العمال الكردستاني دولياً على أنه منظمة إرهابية وإدراجه في قائمة الإرهاب، ونتيجة لذلك، تم توصيف الحركة التحررية الكردية دولياً على أنها منظمة إرهابية وتم حظر أنشطتها، كما لعب الحزب الديمقراطي الكردستاني دوراً كبيراً في تسليم القائد أوجلان إلى الدولة التركية من خلال المؤامرة الدولية، وبعد استئناف الحركة التحررية للكفاح المسلح من جديد في الأول من حزيران 2004، أُصيبت الدولة التركية بحالة من الصدمة، فيما تشكل لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني قلاقل كبيرة حيال ذلك.
اصطف إلى جانب الدولة التركية
لم ترغب الدولة التركية المستعمرة في الاعتراف رسمياً بجنوب كردستان كجزء من سياساتها القائمة على إبادة الكرد، بل كانت تريد القضاء على النظام الفيدرالي الحالي، ولكن بعد أن استأنفت الحركة التحررية الكردية الكفاح المسلح، تبددت حسابات الدولة التركية، في 21 شباط 2008، شنّت الحكومة التركية هجوماً جديداً من خارج الحدود على زاب وأرادت اختبار قوتها وقوة الحركة، وفي هذه الحرب التي استمرت لمدة أسبوع، تم إسقاط طائرة مروحية من طراز كوبرا وقُتل العشرات من الجنود الأتراك، ولذلك، اضطر الجيش التركي إلى الانسحاب في 28 شباط 2008.
وبعد هذه الهزيمة، وضعت دولة الاحتلال التركي الاعتراف بمكانة جنوب كردستان وإقامة علاقات رسمية معها على جدول الأعمال، وبطبيعة الحال، في مقابل هذا الاعتراف، سيحارب الحزب الديمقراطي الكردستاني مرة أخرى إلى جانب الدولة التركية ضد الحركة التحررية، وخاصة مع تصاعد ثورة روج آفا وتكثيف حرب الكريلا في عام 2012، حدد الحزب الديمقراطي الكردستاني جانبه من خلال الاصطفاف إلى جانب الدولة التركية، وعانى حالة من تضييق الخناق عليه في عام 2014، بعد الهزيمة التي مُني بها أمام داعش، وفي عام 2017، بعد استفتاء الاستقلال، أمام الدولة العراقية، وارتمى مرة أخرى في أحضان الدولة التركية التي كانت تقول له: سنغلق الأبواب ونجوعكم، ولهذا السبب، شن الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال التركي الحرب ضد الحركة التحررية الكردية في جنوب وغرب كردستان وشنكال بطريقة غادرة، وعلى الرغم من أن هذه الحرب كانت استخباراتية وأيديولوجية في البداية، إلا أنه مع الهجمات العسكرية على زينة ورتي في عام 2020، وكارى في عام 2021، وفي أعوام 2022-2023-2024، تحول الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جزء مهم من الحرب النشطة التي تشنها الدولة التركية ضد مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان.
لماذا يشكر أردوغان البارزانيين؟
يستجيب الحزب الديمقراطي الكردستاني لاحتياجات البنية التحتية والاستخباراتية لدولة الاحتلال التركي، حيث ترفرف أعلام الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني جنباً إلى جنب في الهجمات التي يتم شنها ضد الكريلا، وقد فتح الحزب الديمقراطي الكردستاني المدن على مصراعيها أمام جيش الاحتلال التركي، ويقوم ببناء وتعبيد الطرق وبناء المواقع ويحارب ضد مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان، وقد تعرض الآلاف من الوطنيين والكوادر والمقاتلين للقتل على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولهذا، يعرب الزعيم المستبد التركي أردوغان عن شكره للحزب الديمقراطي الكردستاني، فلماذا يقوم العدو الفاشي الذي يريد استئصال جذور الكرد بشكر البارزانيين؟ ولماذا يقوم أردوغان القاتل الذي يقتل الأطفال والنساء الكرد كل يوم في غرب وجنوب كردستان بشكر البارزانيين؟ على كل وطني كردي ذو ضمير حي أن يفكر في هذا الأمر ويجب أن يتبنى موقفاً وفقاً لذلك، فالمعيار الرئيسي للوطنية هو إبداء موقف ملموس ضد خيانة البارزانيين والحزب الديمقراطي الكردستاني. [1]