الفرصة الاخيرة للنظام السوري المتهاوي
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3550
المحور: حقوق الانسان
وافق النظام السوري المستبد على مضض , على البروتوكول الخاص لارسال لجنة من الجامعة العربية الى دمشق , وخلال مدة اقصاها ثلاثة ايام , يسحب النظام الدموي ألياته ومدرعاته المحاصرة للمدن والقرى والريف السوري المحاصر , ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم سحب الاليات العسكرية , وكانت حصيلة الضحايا الذين سقطوا خلال اليومين الذي تمت الموافقة والتوقيع على المبادرة العربية , اكثر من ثلاثين شهيدا , رووا الثرى السوري.
ان هذا النظام يلعب بعامل الزمن , ولا اظنه جادا في وقف ماكينة القتل , ويتبجح بالمساندة الصينية والروسية لابقاء نظامه القمعي , ان ازلام النظام المستبد يعلنون ومن خلال القنوات الفضائية بانهم لا يثقون بالجامعة العربية , وبانها تنطلق بارادة خارجية مستهدفة سوريا , وفي نفس الوقت يقوم دبلوماسيها بتوقيع الوثائق مع الجامعة العربية , ان سلوكهم يماثل سلوك البعث المقبور في العراق .
ويطالب وزير خارجيته , المعلم باجراء تغيير في وثيقة البروتوكول الموقعة بينها وبين الجامعة العربية , وهو يستهدف غالبا لكسب الوقت , وتمييع القضية , يطالب بتغييرات حول الدول المشاركة والمركز والألية التي يتم فيها اللجنة الوزراية عملها في دمشق .
ان النظام السوري تجاهل ويتجاهل كل النداءات الخيرة في بداية الازمة ولا زال , وضرورة اجراء اصلاحات سياسية فورية , مدخلا للتعددية والديمقراطية , ولكن نظاما مستبدا لا يعرف غير لغة القوة والعنف للبقاء على سدة الحكم , ان هذا النظام تقلد مقاليد الحكم بالدم وبالحديد والنار , ولا اظنه يتركه سياسيا دون فرض عقوبات اقتصادية وسياسية عليه , وتشديد العزلة عليه , حتى يتهاوي ويتم تغييره من خلال انقلاب عسكري يقضي عليه .
اننا لا نثق بهذا النظام الدموي مهما حاول تجميل نظامه امام الرأى العام العربي او الدولي , ولا اظن انه جادا في التعامل مع اللجنة المنبثقة من الجامعة العربية لغرض زيارة دمشق واجراء مفاوضات مع الثوار برعاية الجامعة العربية , واجراء اصلاحات سياسية , وتعددية وديمقراطية برلمانية حقيقية , ان هذا النظام لا يتعامل الا بلغة السلاح والقوة والقتل , و تم حدوث فجوة كبيرة بين النظام الدموي وبين الشعب السوري , لا تنتهي الا بانتهاء هذا النظام الدموي المتعجرف .
ان الجامعة العربية تنطلق من اعطاء الفرصة الاخيرة للنظام السوري المتهاوي وهم يعلمون ان النظام غير جاد , ولكن لكي لا يكون هناك حجة لكل من يحاول ان يصطف الى هكذا نظام دموي مستبد , فعلى الذين يقفون الى جانب النظام المستبد ان يراجعوا انفسهم , ان لديهم حتى الان متسع من الوقت
ان الايام التالية سوف ثبت صحة تحليلاتنا , وما نصبوا اليه , وان هذا النظام المستبد غير جاد , ليس لو اعطي ثلاثة ايام بل لو اعطي دهرا كاملا.[1]