إلى متى سنبقى مكبلين داخل أنفسنا؟
رحلة إلى الوجع الكردي
الحزب فكرة, تبنتها مجموعة وانتظمت من أجل أهداف سياسية محددة اتفقت عليها, هدفه المعلن الوصول إلى الإدارة (إدارة المجتمع). الحزب إنتاج فكري متواصل مجاله المجتمع يسعى في أقصاه إلى تكوين مدرسة فكرية معينة لها منهجيتها ورؤاها ومرجعيتها وتصورها في السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد.
الحزب, هو إنتاج سياسي حدثي يتابع اللحظة ويعيش حركتها ويحاول أن يطبق أطروحاته النظرية على الواقع المتحرك.
الحزب هو إنتاج إعلامي يفضح الظلم والاستبداد ويستمع إلى كلمة المظلوم ويعمل على كشف الحقائق المدفونة وخطابات الاقصاء والتفرد، والتي تنتشر (كبذرة السوء) بكثرة في واقعنا الكردي في هذه المرحلة.
الحزب, مؤسسة فعلية وفاعلة تعيش واقع المجتمع وتتلمس تحدياته، الحزب صنيعة واقع المجتمع الذي يتحرك فيه. ولا يجب أن ننسى أن عملية تأسيس الحزب يجب أن تطرح كاستجابة لواقع معين وكخيار وليس لأهداف أخرى. أسئلة كثيرة يتكرر طرحها بين الناس وتتداول في معظم المجالس, تطرق مسامعنا بين الحين والحين حول “الأحزاب وماهيتها وأسباب نشوئها والوسائل التي تلجأ إليها بعض أحزابنا وبعض الشخصيات في هذه الأحزاب”، كان آخرها المدونة التي كتبها أحد الأخوة الأفاضل على صفحته الشخصية بعنوان (سيخبرنا التاريخ) عرج فيها على أهداف وأساليب بعض أحزابنا وقياداتها، وذلك في كلمات طيبة تضمنت الكثير من الصواب، وركز مثله مثل العديد على الأحزاب “المؤسسات ” وعلى أهداف تواجدها في المشهد السياسي وأشار إلى أن الوضع يحتاج إلى معالجة سريعة قبل السقوط النهائي:
” سيخبرنا التاريخ ذات يوم بأن بعض قيادات المعارضة السورية والكردية منها على وجه الخصوص والبعض الآخر من قادة الأحزاب لم يكن في أجنداتهم مصلحة #الشعب الكردي# ، بل كانوا لاهثين وراء المال السياسي والمنافع الشخصية, جل حديثهم عن الكرد لم يكن إلا من باب المجاملات والفوز ببعض الأعضاء والأنصار والمكاسب والحفاظ على ما تبقى من أحزابهم، ولم تنقطع صداقاتهم مع الأنظمة القمعية والاستبدادية يوماً بما في ذلك تلك التي تناصب الكرد أشد درجات العداء، في هذا يؤكدون سقوطهم كقادة لأحزابهم أولاً وثانياً كقادة للشعب الكردي, وهو سقوط نهائي لا يمكن العودة عنه بتاتاً“
بكل أسف هذه حقيقة واقعة وهذا هو واقع بعض أحزابنا السياسية باقتضاب، تلك التي خمدت آمال الجماهير وجعلتها تحصد اليأس ومكبلة داخل أنفسها.
وبصراحة أكثر, لم يبق أمام شعبنا سوى الخطوة الوحيدة التي يعلق عليها كل آمالها “المؤتمر الوطني الكردستاني” والذي يحمل في ثناياه حلماً وإرادة وأملاً، وأيضاً يحمل في طياته مشروعاً تتشابك فيه إرادة المجتمع مع الواقع ويفتح باباً كان مغلقاً ولم يتجرأ أحد على فتحه. فاليوم أو غداً سيصبح بإمكان الصوت الجماهيري أن يجرُأ على الخروج وسيرفض البقاء مكبلاً داخل تنظيم ما ومرغماً على مسايرته والتقوقع داخله..[1]