السياسة التركية في ظل الأوضاع الراهنة
القضايا الخلافية بين تركيا وسوريا ومسار التطبيع
محمد إيبش
على ما يبدو أن الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا وروسيا، جعلت من القيادة التركية في دوَّامة؛ نتيجة فشلها على كافة المستويات داخلياً ودولياً وإقليمياً، لذلك لم تجد أمامها سوى محاربة الشعب الكردي بعدما فَشِلَ أردوغان في تسويق تصريحاته بخصوص السلام مع الشعب الكردي، وأسلوبه في المراوغة بات معروفاً لدى القاصي والداني، وهنا؛ يمكن الإشارة إلى الثقافة التركية ومسؤوليها، فعندما يتحدثون عن السلام؛ يعني على شعوب المنطقة أن تستعد للحرب، فتصريحات أردوغان وشريكه “دولت بخجلي” ودعواتهم إلى السلام إلا أن نتائج هذه التصريحات كانت مهاجمة إقليم شمال شرق سوريا وإقليم جنوب كردستان، أضف إلى ذلك عمليات السطو والاستيلاء على البلديات المنتخبة في #شمال كردستان#، وتعين أوصياء عليها، وبذلك تهاجم إرادة الشعب الكردي ظناً من هذه الحكومة أنه بهذه السياسات الفاشية ستتمكن من كسر إرادة الشعب، ومن هنا بات من الواضح أن الائتلاف الحكومي الإخواني والقومي الفاشي ليس لديه أي مشروع سلام، فلقد كان حديث القائد أوجلان واضحاً خلال لقاءه بالسيد عمر أوجلان حينما قال: لدي القدرة النظرية والعملية لنقل الوضع الحالي من حالة الصراع إلى الحالة القانونية والسياسية والحقوقية0
ولكن الدولة التركية لاتمتلك ثقافة السلام بل تسعى لتمرير سياساتها بخُبثٍ ومكرٍ ليس مع الشعب الكردي فقط ولكن مع بقية شعوب منطقة أيضاً، فسعي أردوغان لإعادة العلاقات مع النظام السوري الذي كان ينعته بالمستبد وقاتل شعبه مصوِّراً نفسه داعية سلام وكأنه لم يَقُم بقتل الشعب من الاطفال والنساء، بل أصبحت جرائمه غير خافية على العالم أجمع، وهو مستعد لبيع كرامته من أجل البقاء في السلطة، لأنه يُدرك تماماً أن مصيره ومكانه هو مزبلة التاريخ، وأن مقاومة شعبنا كفيلة بأن النصر على الفاشي متزعم الإرهاب العالمي، وهنا لابد أن نذكر مقولة رئيس حزب الشعب الجمهوري “أوزغور أوزيل” حينما قال لأردوغان: إذا نأتي إلى تعريف الإرهاب؛ فستكون تهمتك تَزَعُّم الإرهاب، وإن ما يقوم به الائتلاف الحاكم في تركيا يندرج تحت قانون إرهاب الدولة ضد الشعب وتجاوز كل المعايير الدولية في التعامل مع من انتخابات جَرَت بإرادة الشعب.[1]