سياسات تركيا بين الشكل والمضمون
قانون الغاب
أمين عليكو
تتسارع الأحداث في الداخل التركي وخاصة بعد التصريحات التي أطلقها مسؤول حزب الحركة القومية “دولت بهتشلي” حليف أردوغان، مطلع الشهر الماضي حول الانفتاح على القضية الكردية العادلة في شمال كردستان وتركيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماهي الدوافع التي دعت أردوغان وبهجلي إلى هذه التصريحات؟
بالعودة إلى التطورات التي تشهدها الساحة الدولية وخاصة في الشرق الأوسط على المستويين العسكري والسياسي.
من الواضح منذ الحرب بين حركة حماس ومن ثم حزب الله اللبناني، بعد هجمات #07-10-2023#) على إسرائيل، كانت هذه الحرب بمثابة فرصة تاريخية لإسرائيل لتحقيق حلمها في الشرق الأوسط، فيما كان الهدف من هجمات 7 أكتوبر التي حصلت بدعم ومباركة تركية ما يلي:
1 إنهاء مشروع طريق الطاقة والذي كان من المفترض أن يكون لإسرائيل الدور المهم فيه.
2 ضرب أي تقارب بين العرب وإسرائيل وخاصة وفق الاتفاق الإبراهيمي.
3 إعادة دور تركيا في السيطرة على الدول العربية والاسلامية في الشرق الأوسط من موقعها الجيوسياسي.
فمن جانب، الخوف التركي من فقدان مكانتها المهمة على الخريطة الدولية والإقليمية وسياسات أردوغان وفريقه الفاشلة وحالات الابتزاز والتدخل في شؤون الدول جعلت من تركيا اليوم في حالة إفلاس على الصعيد الداخلي والخارجي.
ومن جانب آخر، حرب الإبادة على الشعب الكردي التي تنتهجها حكومة أردوغان التي تستغل جميع مفاصل الدولة لأجل سلطتها ومصالحها في عهد أردوغان وبهجلي ارتكاب الكثير من الجرائم ضد الكرد إضافة إلى عدم الاعتراف بهوية وثقافة ولغة أكثر من 25 مليون كردي في جميع أجزاء كردستان المحتلة، وهو ما لا يقل عن إرهاب النازيين، والهجمات اليومية على مناطق الدفاع المشروع وبناء قواعد عسكرية في باشور كردستان والتي تحولت إلى مزرعة تابعة للاحتلال التركي وعصاباته،
والإرهاب الموصوف الذي تمارسه تركيا في شمال وشرق سوريا، وحرب الإبادة الاقتصادية وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين والتهجير القسري لأبناء عفرين وتل أبيض وسري كانية ودعمها للفصائل الإرهابية التابعة للائتلاف الاخوانجي وباقي المسميات من مجالس وتنظيمات إرهابية التي تعمل على تنفيذ الأجندات التركية جعلت تركيا مهتزة المكانة وخصوصاً بعد التوجهات التي تقول بتغيير وجه الشرق الأوسط.
لقد ازداد الظلم كثيراً في عهد أردوغان المجرم، ومع ذلك ودون خجل يخرج إلى المنابر ويقول: إنه يُولي أهمية كبيرة للعدالة وأن الجمهورية التركية هي للشعب الكردي والتركي.
إن هذه السياسات الخبيثة لم تَعُد تنطلي على أحد، فهي في الظاهر شيء وما يبطنه أردوغان شيء آخر.
فإذا كانوا فعلاً صادقين في كلامهم، فهم يعلمون جيداً أن طريق الحل والاستقرار والسلام يقع باتجاه امرالي، والدليل تصريحات القائد أوجلان التي جاءت بحسب الرسالة التي نقلها عنه “عمر أوجلان”.
لقد قال القائد “عبد الله أوجلان”: إذا توفرت الظروف، لَدَيَّ القوة النظرية والعملية لنقل هذه العملية من أرضية الصراع والعنف إلى الأرضية القانونية والسياسية.
الرسالة واضحة لكافة الجهات الداخلية والخارجية، ولكن أردوغان وبهجلي يحاولون كسب الوقت ويستخدمون كل الحِيَل لأجل حماية نظامهم وسلطتهم، وهم يعلمون أنهم لن يفلحوا بذلك، فلا سبيل لديهم سوى الذهاب إلى إمرالي، حيث قوة الحل.
ولا يتحقق في الشرق الأوسط الاستقرار دون فكر وفلسفة القائد والمفكر والفيلسوف “عبد الله اوجلان” وتحقيق حريته الجسدية.[1]