الكتابة عن العقدة العراقية سبيلا والنجاة من الجنون
اريان علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 7887
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
العقدة.المعضلة.المشكلة.المصيبة كلمات ومرادفات لوصف الوضع العراقي سابقا وحاضرا وبالتأكيد في المستقبل أيضا وعند العودة بالزمن الى العشرينات من القرن الماضي نرى أن العراق قد بدأت بالدخول في سباق الماراثون مع باقي الدول المنطقة لأجل البروز في إظهار ملامح عقدتها البدائية منذ الزمن الغابر أصبحت العقدة العراقية يحيرنا وحير المفكرون من الخارج والداخل ولدى التمعن النظر نرى أن الدول الجيران والمنطقة لا بئسا بها أيضا من وجود المشاكل والمصائب ابتداء من بطش الأنظمة القسرية الحاكمة في المنطقة ابتداء من الشرق الوطن الى مغربها من تونس الى العراق كافة القاطنين عانوا كما عان العراقي الحالم من الشدة والقسوة ونرى هناك سابق في كيفية اظهار مصائبهم للعلن وبدون أحساس الأنظمة بأنهم جزء لا يتجرؤون من كيان الجغرافي . وبعيدا عن ذلك التسابق الدولة العراقية بعد ما حدث من مأسي و بالاخص فترة ما قبل الانقلاب وبعد الانقلاب على النظام الملكي وما وقع من البطش وأراقته الدماء في الأيام الأولى ونرى ذلك بوضوح في مقالات التيار اليساري والتيار اليمني والليبراليين والاشتراكين الديمقراطيين وباقي التيارات عن هذه الفترة ومن المؤيدين والمعارضين وبدأت بروز رسم الدم بتطور متجانسا و متناغما مع بروز التطور العلمي و سرعة نشر الأخبار وظهور الصحافة وبقية المبرزات التطور . هناك صعوبة في الوحدة بين الشعب العراقي. إنهم يمدحون بعضهم البعض ويطلقون على بعضهم البعض أعداءهم؛ السنة يرفضون الشيعة والعرب يرفضون الأكراد. هذه الأرض كما ورد من قبل أهل القمة من المفكرين هي أرض الفتنة والنفاق والقتال بالسيف؛ المصيبة الكبرى للعراقيين، إضافة إلى ما سبق، هي جغرافيتهم، التي شملت أسوأ جيرانهم، وهي عالقة في صراعات إقليمية تعود إلى تشكيل العراق عام 1920. دول المنطقة محرمة وتمنع هذا البلد من المضي قدما والوصول إلى شاطئ السلام. لاحظ أنه في أوقات الأزمات لا تعود مصالح الجماعات إلى العاصمة بغداد. ولا تزال البلاد في أيدي الميليشيات، وتغرق في حرب الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وقصف قواها. وقد يكون هذا هو مصير العراقيين، خطوة إلى الأمام وعشر خطوات إلى الوراء العراق هو البلد الذي أصبح السلام فيه حلم كل من يعيش فيه. تحلم جميع المجتمعات بمستقبل أفضل وتريد أن يعود السلام إلى بلادها وأن يسود حكم القانون؛ الشعب العراقي هو الشعب الوحيد في العالم الذي تخلى عن المستقبل وحلم بالماضي الملكي؛ أو كما يقولون يحلمون بعصر ذهبي وهم عالقون في ماضيهم ولا يتحركون نحو المستقبل؛ إنهم يعلمون أن اليوم أفضل من الغد، وغداً سيكون العراقيون أكثر من مجرد دائرة من عدم الاستقرار والحرب والدمار والمنفى. وحتى الآن، كل يوم، يعاني هذا الشعب من وباء جديد ويتم خداعه وسقوطه في أيدي المجموعات السياسية والميليشيات التي لا تسعى إلا إلى سرقة ثروات هذا البلد. لقد كانت البلاد دائماً في صراع تاريخي عميق وتدور في حلقة مفرغة. أين الحل أين المفر مازلنا نحن أنا وأنت نكتب ونقراء ونسمع ونشاهد كل مايتعلق بنا في العراق لحين كتابة هذه المقالة أنا اقف مع الكل الكتبة لا يوجد أمل في الإصلاح , لا نرى شعاع الشمس في الأفق البعيد لقد عاش جيل أجدادي وأعينهم في الانتظار الفرج والإصلاح لقد عاش جيل والدي وأعينهم في الانتظار والفرج والإصلاح وحااليا يعيش جيل الاولاد وأعينهم في الانتظار والفرج والإصلاح . لنعترف نحن الكتبة بأن الكتابة عن العقدة سبيل الوحيد من الوقاية من المرض الجنون فلتعش كل من له القدرة على المضي بالكتابة سبيلا للنجاة من العقدة العراقية ...[1]