ايام الثورة - الحلقة الثالثة
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7020
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
هذه اليوميات وثقها الكاتب لقمان سليمان باللغة الكردية وسأقوم كلما سنحت لي الفرصة بترجمتها بتصرف شديد ونشرها ..
ايام الثورة – الحلقة الثالثة
يوم الجمعة ، الاول من الشهر الرابع لسنة 2021 ...1-4-2021 توجه كل منا من جهة ما الى جامع قاسمو .
اتصلت مع اخي محمد شريف وابو عباس قلت لهم : كم عددكم ومن اين ستذهبون الى الجامع ؟ قالوا نحن اربعة ، سنذهب بتكاسي الهلالية لأننا في السوق ولا يظهر أي شيء غير طبيعي من جهة الحكومة ؟اتصلت مع احمد بافي الان قلت له اين انت ؟ قال انا في البيت ، بيته في جرنك .
ذهبت الى عنده ، اخذته معي ، ذهبنا في طريق حزام المدينة الى دوار الهلالية ، بدا الوضع طبيعياً ، ذهبنا ، وضعت سيارتي عند بيت نصر الدين احمه ، كان في دمشق ذهبنا من هناك ، قبل ان نصل الجامع ، اتصل بي نصر الدين ابراهيم سكرتير البارتي وقال : اين انت ؟ قلت له انا ذاهب الى عند جامع قاسمو ، سنخرج .
فهمت انه كان يريد ان يعرف هل سنخرج ام لا أو انا بشكل شخصي هل سأخرج ام لا....قلت له : لماذا لا تأتي انت ايضاً يا ابو كاوا ؟ هو قال : انا لا اتي ، ذلك المكان ليس مكاني ...قبل الجامع رأيت عدداً من الشباب قادمين من الهلالية وهم كانوا : عبد المجيد تمر ، خالد محمد ، عبد السلام عثمان ، كرم يوسف واخرون لم اعد اتذكر اسمائهم وبعضهم لم اكن اعرفهم ، فلا يسجلوها علي .
وصلنا الى باب جامع قاسمو ، والخوف باد على وجوهنا جميعاً ، دقات قلوبنا تخفق بشدة ، كل واحد منا كان يسأل نفسه ، ماذا ستفعل الحكومة في مواجهتنا عندما يخرج المصلون وبصوت واحد ينادون ازادي ؟
ننظر حولنا فاذا بها مليئة بالشرطة ، ينظرون الى عيوننا ، وكأنهم يقولون لنا ما الذي يدفعكم الى هذا ، لكنا لم نكن نبالي بهم .وقفنا لبعض الوقت ، من الواضح بأن الشرطة ورجالهم منتشرون بكثرة حوالينا ، ننظر اليهم وهم ينظرون الينا .
حتى انهى المصلون صلاتهم وخرجوا من الجامع ونادوا لأول مرة بذلك الصوت الجميل ازادي ازادي ، خرجوا واصواتهم تتعالى وتقول ازادي ازادي احيانا بالعربي واحياناً بالكردي ينادون نحن معاك يا درعا ، لم تتحرك الشرطة رغم انهم من الممكن كانوا اكثر منا عدداً ؟
رامان كان عضواً في حركة الشباب الكرد ، ردد الشعارات بصوت عال ، حمله بعض الشباب ووضعوه على اكتافهم ، اصبح لدينا نوع من الهيجان ، نتيجة الخوف ، كيف يستطيع فمنا ان يقول كلمة ازادي امام الشرطة ؟السلطة الغاشمة ، ان يصيح ازادي ، ما هي هذه القوة التي استطاعت ان تخرج هذا الصوت؟
كنا قد قلنا لبعضنا بعد ان نصل الى دوار الهلالية ، سنعتصم هناك ونجلس بحدود الساعة ، كنا مخطئين في ذلك لان هذا الكلام لم نقله للجماهير ، وهذه هي المرة الاولى وقد خرجنا بدون تنظيم .
الصحيح ان رغبتنا كانت في الخروج وتحطيم الخوف باي شكل لا يهم المهم ان نخرج .
وصلنا الى مفرق منير حبيب رأيت الاستاذ خالد محمد يردد الشعارات بالعربي ، كلماته كانت تشبه بياناً سياسياً تقليدياً ، تحمس الشباب ، حمله البعض ووضعوه على اكتافهم كي يظهر ويصل صوته الى كل الحضور .
قبل يومين او ثلاثة ذهبت الى مكتب د. كسرى حرسان وجدت خمسة او ستة شباب هناك جالسين ، يتحدثون عن الخروج وعدم الخروج ، سلمت عليهم وجلست بدون صوت ، استمعت اليهم من الجالسين عرفت د.كسرى والاستاذ خالد محمد والاستاذ عبد الكريم الكاتب لكني لم اعرف الاخرين كان يقول لهم خالد : يوجد 400 شاب وانا معهم يريدون الخروج بعد ان تحدثوا فترة من الزمن توجه الي الدكتور كسرى قائلاً: ابو اري ماذا تقول ؟قلت له : انا مع الخروج ونحن نجهز انفسنا كي نخرج يوم الجمعة .
كان الكثيرون يسيرون معنا من بعيد من الواضح بان البعض منهم كان في قلبه يريد ان ينضم الينا لكن العدد الكبير للشرطة لم يدعهم يجرؤن على الانضمام الينا والبعض الاخر قد جاء ايضاً كي يعرف من خرج ومن لم يخرج ؟
اعتقد اننا كنا حوالي 2000 شخص، وصلنا الى دوار الهلالية ، وجدنا الاستاذ خالد محمد لازال على اكتاف الشباب ويتكلم ، هناك انهى كلامه قائلا للمتظاهرين : يعمر بيتكم ، علينا ان نتفرق لاننا اوصلنا رسالتنا ، ليذهب كل منكم الى بيته ؟ تذمر الشباب وبدأوا بالدوران حول بعضهم ، البعض قال لم نات كي نتفرق بهذه السرعة ، تلاسنوا بالكلمات ، لم احداً يستمع لاحد ، الاستاذ نواف خليل احد قادة حزب يكيتي والاستاذ كرم اليوسف وايضاً الاستاذ خالد محمد هؤلاء الذين رأيتهم تحدثوا بشدة مع الشباب وطلبوا منهم التفرق ، حصلت مشاكل بينهم وبين الشباب ، البعض كان يتحضر لمشاجرة ؟لم نعد نعرف نوقف من منهم ، تفرق الشباب بالقوة لكنهم انزعجوا كثيراً واعتقد لازال ذلك الفيديو موجود عند الشباب وقد كان حتى وقت قصير موجود لدي ايضاً .
عدنا الى بيوتنا ، من جهة انكسر ذلك الخوف ومن جهة اخرى لم يكن ذلك الخروج مخططاً ومحسوبا بدقة ، عندما عدنا الى بيوتنا علمنا بان الاستاذ فؤاد لم يذهب الى القرية كما قال لي ولجوان ليلة الجمعة وقد تحدث مع قناة اورينت ايضاً حول المظاهرة وكأنه اراد القول نحن من صنعناها ، هكذا قيل لي لاني لم اراها شخصياً؟
حتى الان لم يؤسس احد منا تنسيقيات ، كل واحد منا كان يشتغل بطريقته ، لم نطلق على انفسنا اية تسميات مجموعات او تنسيقيات .
يوم الثلاثاء الخامس من الشهر الرابع قبل المساء جاء الى منزلي كلا من شيركوه محمد ، ودلشير ، وولات احمه ، وكان لدي من قبل ايمن خليل قالوا لي: ماذا تقولون نريد ان يكون لنا ناطق ؟ قلت لهم حسناً نحن ايضاً وقفنا عند هذه النقطة ؟قال شيركوه : لقد اخترنا اسمين- انتم ماذا تقولون –كي يتحدثوا باسمنا كناطقين لمن يخرج في المظاهرات ، قلت لهم من هم واين هم ؟ قالوا لي: احدهم هو دليار ديركي مقيم في هولندا والاخر هو لافا مقيم في سويسرا قلت لهم : نحن نرى بان من ينطق باسمنا يفترض ان يكون في الوطن لا في الخارج وان يتحدث باسمه الصريح ، نحن لا نوافق على تعيين اشخاص من اوربا كناطقين ، قالوا لي : من ترشح كي يصبح ناطقاً لنا ؟ قلت لهم انا اقترح جوان يوسف لانه ناشط في المجتمع المدني وقد سجن جوان ست او سبع سنوات وله علاقات مع معظم لجان حقوق الانسان .اعتقد بانه سيكون افضل ؟قالوا لي هل سيوافق جوان على هذه المهمة لانه ليس بالامر السهل ، فيه خوف وسجن ولن يوافق على ان يتحدث باسمه الصريح ؟ قلت لهم اعتقد بان جوان سيوافق على هذا العمل ، لكني ساقول له ، بيته قريب من بيتي ، سأدعوه الى هنا وسنطرح الموضوع عليه معاً؟
تحدثت الى جوان ، جاء ولازال الشباب موجودون قلت له : لقد جلب الشباب اسمين كي نختار منهم واحدا كناطق باسم المتظاهرين ، احدهما في هولندا والاخر في سويسرا لكني قلت لهم لن نجعل من في الخارج ناطقاً باسمنا ، الناطق يجب ان يكون بيننا وان يتحدث باسمه العلني وقلت لهم بان جوان سيقوم بهذه المهمة ، انت ماذا تقول ؟ قال لي جوان : لا مشكلة ، ما دمت قد قلت ذلك سأصبح ناطقاً ، ضحك وقال : اعلم انك ستعيدني الى السجن مرة اخرى لكني لن اتراجع الى الوراء؟ تحدث الشباب بما فيه الكفاية وعلى ذلك قاموا وذهبوا الوا لنا الان لا نستطيع الموافقة على جوان سنذهب ونعلم رفاقنا ونرى ماذا سيقولون لكن في كل الاحوال سنوافيكم بالجواب قبل المساء سواء بالموافقة او الرفض؟ ذهبوا وبعد حوالي الساعة اعلمونا بموافقتهم على ان يكون جوان ناطقاً باسمنا جميعاً.
قلنا لرفاقنا ، هذا ما حصل ، سيكون جوان ناطقاً باسم الشباب ، لكن من سيكون المقدم ، الا يجب ان يكون هناك من يقوم بهذا العمل ايضاً قال جوان: دع احمد بافي الان ان يكون المقدم لانه كان يقوم بالتقديم في جمعية بربروج وفرقة قامشلو وهذا مجال عمله ؟ قلنا جيد
قلت لاحمد بافي الان في المظاهرات ستقوم بتقديم كل من يريد التحدث ، أي ستصبح عريف المظاهرات .
ابقوا بخير حتى الحلقة القادمة.[1]