قراءة نقدية في واقع -الادارة -..!
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6059
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لم تتوصل الادارة الذاتية بعد اربع سنوات من الحكم الى الهدف الذي وضعته نصب عينيها ، وهو ادارة المجتمع وتنظيم اموره بنفسه، وتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي واطلاق حرية التعبير والعمل السياسي ، واعادة الحقوق الى اصحابها وخاصة الكرد ، والتخلص من الاستبداد والقمع والمركزية ، وبناء انسان جديد متصالح مع ذاته ، ومتعايش مع الاخر في اطار الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، بعيدا عن التمييز القومي او الديني.
وقد ادى كبح جماح المجتمع المدني وعسكرة المجتمع ،وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وممارسة خطاب ايديولوجي اساسه كل من ليس معي فهو ضدي ، واغلاق الحيز السياسي امام كل من لا ينتمي او يعارض سلطة هذه الادارة الى عدم الوصول الى المبتغى !
لا تعتبر الادارة القائمة ادارة محايدة اقتصاديا كما يحلو للبعض وصفها ، من حيث نمط الانتاج وضبط الفائض واعادة توزيعه ، اذ لا توجد اصلا عملية توزيع ، بل تراكم لمصلحة جهة محددة ، وهي تلك التي تمسك بكل خيوط السلطة وتفاصيلها ، وتلعب الادارة دورا حاسما في عملية خلق طبقات جديدة والثأر لها ، والسيطرة اقتصاديا من خلال النخبة السياسية الحاكمة ومن يدور في فلكها من قاع المجتمع ، وتدفع في الوقت نفسه الطبقات والعائلات التقليدية الى مزيد من التدهور والانحدار المجتمعي ، فالعملية يمكن تشبيهها بقلب المجتمع ، والتبديل بين المراتب الاجتماعية ، وهذا سيؤدي في المستقبل الى مزيد من التناقضات الاجتماعية والاقتصادية، وتطور ملازم للوجدان المعارض ، والى رفض للنظام السياسي القائم وتحكم طبقة الاثرياء الجدد بمفاصل الادارة عبر الفساد والمحسوبية ، بعيدا عن تطوير المجتمع وتحديثه .
ومع كل ذلك يتوسع الجهاز البيروقراطي ليشكل قاعدة الادارة الاجتماعية ، والتي لا تنحصر في مناصريها و محازبيها فقط ، بل تضم اناساً جدد من خارجها ، لا توحدهم العقيدة ولا المبادئ بل المصالح المشتركة ، ويتم تأمين الرواتب لهذا الجهاز من خلال عمليات الاقتطاع والضرائب وتأمين المال بأساليب ووسائل متعددة...![1]