القائد عبد الله أوجلان، إرادة لا تنكسر وشعلة لا تنطفئ
كلنا قنديل… كلنا كردستاني
محمد أمين عليكو
في التاسع من أكتوبر (تشرين أول) القادم، يمر 26 عاماً على المؤامرة الدولية التي تم تدبيرها ضد الشعب الكردي ممثلا في القائد والمفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان.
القائد التاريخي لأكبر حركة تحرر كردستانية مؤسس حزب العمال الكردستاني PKK خلال السبعينيات في شمال كردستان المحتلة بهدف إقامة الهوية الوطنية الكردية المستقلة، والذي خاض صراعاً مسلحاً طويلاً منذ الثمانينيات، وردت الذهنية الفاشية التركية، بتدمير آلاف القرى الكردية، وطاردت القائد أوجلان في كل مكان لمدة عشرين عاماً، وكادت قوات جيش الاحتلال التركي أن تكتسح سوريا عام 1998 والهدف إنهاء الفكر الثوري للقائد أوجلان.
وفي عام 1998، كان متنقلا بين عدة دول حتى نجحت خيوط المؤامرة الدولية في اختطافه من مطار نيروبي في #15-02-1999# ، بمساعدة المخابرات الاسرائيلية «الموساد» ومعلومات من الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني، ومنذ ذلك الوقت يقبع أوجلان في سجن إمرالي التركي في ظروف سيئة للغاية، بعد أن حُكم عليه بالإعدام ثم خُفف الحكم إلى السجن المؤبد تحت ضغوط أوروبية.
إن القائد والمفكر عبد الله أوجلان، أيقونة ورمزاً إنسانياً للكفاح الوطني من أجل التحرر والعدالة، ليس فقط بالنسبة للكُرد، بل لشعوب الشرق الأوسط برمتها.
سأتناول بعضاً من ملامح السيرة الفكرية والثقافية للقائد عبد الله اوجلان، والتي شكلت القاعدة والركيزة الاساسية للإطار الفكري الجامع والشامل الذي تمتع به القائد اوجلان. وفيما تحدث عنه وتناوله في عديد مؤلفاته والتي استطاع بصبره ونضاله ان يحول حالة اختطافه القاسية والمريرة الى شعلة وضاءة فكراً وثقافة وعطاءً متجدد… لقد قدم لنا مانفيستو بأجزائه الخمس، وكانت هذه المجلدات عبارة عن منهاج عمل كامل متكامل بل هو دستور تحدث فيها عن السياسة والاقتصاد والمرأة والديمقراطية والغاية الحقيقية من المطالبة بالحرية التي يسعى اليها الانسان في كل زمان ومكان.
نكتب هذا ونحن نشعر بعظيم القهر والأسى النفسي مع دخول العام السادس والعشرون على استمرار حجز حرية القائد المناضل عبد الله اوجلان في ظل ظروف التجريد والعزلة القاسية والبشعة وبعيدة عن الانسانية وعن الاخلاق وعن حقوقه كمفكر مناضل يحمل فكراً نيراً وضاءً.
ربع قرن من الزمان والمؤامرة الدولية على القائد اوجلان لازالت مستمرة “مُنتهكة الاعراف الدولية والاممية” ربع قرن من الزمان وهم يفرضون عليه حصاراً برياً وبحرياً وجوياً في جزيرة وسط مرمرة… وهو لازال صامداً مقاوماً شديد البأس رغم تقدم السن، ورغم الظروف الفظيعة التي يعيشها محروماً من رؤية اسرته وأصدقائه ورفاقه، وممنوع عليه حتى لقاء محاميه (مع أن هذا الإجراء هو مخالف لكل قوانين العالم)… بل ويعد منعه من لقاء أعز الناس اليه هو تحد صارخ لأبسط حقوق الانسان والتي تتيحها القوانين والشرائع والاعراف الاخلاقية والانسانية الدولية، وبعد مرور ربع قرن بات القريب والبعيد يعرف تماماً من هم شركاء الجريمة والتي تم تدبيرها والتخطيط لها، ومن هم منفذو هذه الجريمة البشعة… وأيضا وبالمقابل بات العالم كله يعرف من هو “عبد الله اوجلان” ويعرف عن فكره النضالي والذي تخطى الحدود واصبح علماً من أعلام القادة المناضلين العظام… فقد بات فكر القائد اوجلان يلقى عقولاً متنورة ومنفتحة، ويلقى مكاناً واسعاً رحباً في كل الاوساط الفكرية والثقافية، وفي منتديات الاحرار في اغلب بقاع الارض. ونلمس ذلك من خلال المبادرات التي انطلقت في أكثر من مكان نُشر فيه فكر وثقافة القائد المناضل عبد الله اوجلان. لقد آن الأوان لكي يتنبه أحرار العالم والقوى المحبة للحرية والعدالة والسلام، وحان الوقت لكي نرفع جميعاً الصوت عالياً، ونطالب منظمات حقوق الانسان “العربية والاسلامية والدولية ومنظمات العدالة لمعتقلي الفكر” بضرورة الضغط الدبلوماسي والسياسي السلمي على الدولة التركية من أجل الافراج الفوري عن القائد والمفكر الرمز أوجلان.
الحالة الانسانية والاخلاقية التي يتمتع بها احرار العالم في كل مكان هي (الحرية الجسدية للقائد أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية)، وباسم الإنسانية نخاطب كافة الاحزاب والمجتمعات المدنية والانسانية والمنظمات الدينية في داخل منظومة الامم المتحدة وخارجها ونقولها بكل صراحة بأننا لم نعد ننتظر خلاص وفك أسر القائد اوجلان من خلال خطابات التضامن والنداءات المفعمة بالحماس، فكلها كلمات وخطب جوفاء ومع التكرار أصبحت بلا أصداء، وهي مع الاسف باتت موشحات حفظناها عن ظهر قلب دون عناء، والتاريخ خير شاهد على ذلك. نريد مواقف قوية وجريئة بوجه الدولة التركية مخاطبة تلك الحكومة واستدعاء سفراؤها حول العالم وابلاغها بأن الغضب العالمي قد بلغ حده وضرورة المساهمة والمساعدة بفك العزلة بشكل حقيقي عن المفكر والفيلسوف عبد الله اوجلان… وليعلم الجميع بأن السجن قهراً سيقودنا الى النصر مهما كانت الظروف والشروط. [1]