هل سيقبل قادة باشور بالعمل المشترك ضد الكريلا؟
كرديار دريعي
في تاريخ الاحتلال الأوروبي للقارة الامريكية وعندما كانوا يعتبرون أمريكا وكأنها أرض مكتشفة من قبلهم، ومن حقهم السيطرة عليها، وجدوا في الشعب الأصلي هناك (الهنود الحمر) غرباء ومتوحشين، وجعلوا من مسألة القضاء عليهم والاستقرار في بلادهم بدلاً عنهم هدفاً مشروعاً ولا بد منه، لذلك بدأوا ( الاوربيين البيض) في الحملات العسكرية الممنهجة ضد القبائل الهندية، ولكي يقللوا من خسائرهم الى جانب التخلص الأمثل من الهنود الحمر؛ اتبعوا سياسة قتل الهندي على يد الهندي نفسه، خاصة وأن أهل المنطقة أدرى ببعضهم البعض، لذلك كان هناك الهنود المتمردين السيئين والهنود الجيدين المدجنين عندهم والمتعاونين مع البيض المستعمرين في محاربة بني جلدتهم، وقد قتل من الهنود خلال هذه الحملات المستمرة أكثر من 40 مليون هندي ولم يبقَ منهم إلا أقلية لا يرون اليوم بالعين المجردة، ولكن مصيرأصدقاء المحتلين أيضاً لم يكن أفضل من مصير إخوتهم المُبادين، فاغلبهم بعد أن ساعدوا المستعمر في احتلال بلادهم وإبادة إخوتهم قتلوا أو أسكنوا في محميات تحت مراقبة البيض في حياة أشبه بحياة العبيد.
نعم لقد عاشوا ولكن كالاموات – الاحياء، وما أشبه وضع الكورد اليوم بأوضاعهم، فتركيا أيضا لديها الكورد الجيدين والكورد السيئين، وتجد في نفسها صاحبة الملك والشرعية في إبادة الكُرد وتجد في الإبادة حقا لها وضمانة لاستمرارية وجودها، ولكن ولكي تقوم بالابادة والسيطرة فليس هناك وسيلة أفضل من توظيف الكوردي في قتل الكوردي ومنح الكوردي المتعاون معه محمية يحق له أن يعيش فيها لا كما يرغب وإنما كما يرغب التركي.
وزير الدفاع التركي يشار غولر، رفقة رئيس أركان الجيش متين جوراك التقى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني خلال زيارته لأربيل في #05-02-2024# وأبلغة تحيات قاتل الحياة في عفرين وسري كاني وكري سبي وعراب مغتصبي ومستعبدي 4000 من نساء شنكال المهووس بقتل الكورد، سلطان الإرهاب أردوغان، وبحسب المراقبين فأن الهدف التركي الأول من الزيارة هو بحث كيفية الحصول على رأس العمال الكوردستاني ونوعية التعاون الذي يمكن أن يقدمه الكوردي في أربيل لقطع رأس الكردي في قنديل، سواء بالتهديد أو بالترغيب، خاصة وبعد أن فشلت تركيا بكل وسائلها وقدراتها من تحقيق هدفها في إنهاء العمال الكردستاني وخاصة في جبال قنديل، فقد طالب وزير الدفاع التركي من رئيس الوزراء العراقي ووزير دفاعه والرئيس العراقي وقادة أربيل، خطوات ملموسة لوقف نشاط عناصر «العمال الكردستاني»، ومنع الدعم المقدم لهم من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ووعدَ بتقديم كل المساعدة لهم لتحقيق هدف القضاء على العمال الكوردستاني بعد أن فشلت تركيا في ذلك وتلقت مؤخراَ صفعات متتالية من قوات الكريلا وفي ظروف الشتاء القاسية حيث قتل العشرات من الجنود الاتراك داخل مخابئهم. فهل سيكون هناك هنود حمر كورد جيدين في مواجهة هنود حمركورد سيئين في باشور كوردستان أيضا؟ ففي تصريحات له في بداية الشهر اعتبر وزير خارجية تركيا ذاك الكوردي الجيد (تركيا) هاكان فيدان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عدواً لتركيا، في الوقت الذي أبدى رضاه عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مؤكداً وجود تعاون كامل معه في الحرب ضد العمال الكردستاني، أي أن الاتحاد الوطني لم يقبل بالمطالبات التركية التي يناقشها الديمقراطي الكردستاني، وهنا نذكِّر قادة أربيل وخاصة البيشمركة الذي طالما افتخر بكونه أصبح بيشمركة في ربيعه الرابع عشر السيد مسعود البرزاني بمواقف السلطان أردوغان اثناء استفتاء الاستقلال 2017 الذي أرسل تحياته له مع وزير دفاعه (تحيات الإذعان) ( برزاني سيرى بشكل واضح مدى حساسية انقرة تجاه الاستفتاء، إن كل الخيارات الاقتصادية الى الخطوات العسكرية البرية والجوية متاحة لنا إذا أجري الاستفتاء، رئيس إقليم كردستان خائن لإجرائه الاستفتاء، سيدفعون ثمناً باهظاً لتصرفاتهم العدوانية، ستموتون جوعاً)، فهل تغيرت ذهنية تركيا تجاه الكورد أم أن الوقاحة التركية بلغت حداً يطالب الكردي بشرعنة قتل الكردي والمشاركة في القتل؟ هل يدرك قادة باشور أن إرضاء تركيا اليوم بإباحة دم الكريلا سوف تكون المكافئة التركية لهم غدا، محميات كمحميات الهنود الحمر التي كانت بمثابة مفارخ للعبيد، وغير ذلك الكثير، حيث ذكر أردوغان أكثر من مرة باشور كردستان واصفة إياها بالمستنقع الذي ما كان يجب أن يقبله، فهل سيقبل أردوغان بما سماه بالمستنقع إذا ما حقق هدفه في القضاء على الكريلا أو شمال شرق سوريا؟ طبعا الكل يعلم حقيقة تركيا وأهدافها وعداءها لكل ما هو كردي، لذلك فإن كان وزير الدفاع التركي يستعد لجعل الكريلا غداء مع قادة باشور، فإن العشاء التركي سيكون قادة باشور والتجربة الكردية هناك.[1]