رأى السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد أن على أميركا إقناع تركيا و #قوات سوريا الديمقراطية# بإجراء حوار، مؤكداً أن على الأطراف الكوردية في سوريا أن تتحد للحصول على حقوقها في مستقبل البلاد.
وقال روبرت فورد، خلال استضافته في برنامج رووداو اليوم إن المجتمع الكوردي في سوريا كبير ولديه عدة أقسام، حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب هما جزء منه، لكنهما ليسا الجزء الوحيد وهناك أحزاب سياسية كوردية أخرى في سوريا، كما توجد مجموعات من المجتمع المدني في تلك المنطقة من سوريا، وكلما أسرعوا في الاجتماع معاً واتخاذ موقف موحد للتفاوض مع تركيا ودمشق كان ذلك أفضل.
وأدناه نص مقابلة رووداو مع روبرت فورد:
رووداو: رأينا وفداً من وزارة الخارجية الأميركية في دمشق، اجتمعوا مع الجولاني الذي أصبح اسمه الآن أحمد الشرع وهو على قائمة الإرهاب الأميركية، كيف تنظر إلى هذا؟
روبرت فورد: لدي نقطتان في هذا الصدد، أولاً، هيئة تحرير الشام موجودة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية الأميركية منذ عام 2012، كنت أقود الجهود لوضعها على قائمة الإرهاب عندما كنت سفيراً أميركياً وأعمل في سوريا، لكن في السنوات السبع أو الثماني الماضية، من الصعب إيجاد مبرر قانوني لإبقاء هيئة تحرير الشام على تلك القائمة الآن، فما فعلته في 2012 وعلاقاتها بالقاعدة في العراق يختلف عما هو عليه الحال في 2024، أعتقد أن الاجتماع بين المسؤولين الأميركيين في دمشق مع أحمد الشرع هو اعتراف بأن شيئاً ما قد تغير في هيئة تحرير الشام وأن أحمد الشرع لاعب سياسي مهم في مستقبل سوريا.
رووداو: عندما قدت الجهود لوضع هيئة تحرير الشام وقائدها على قائمة الإرهاب، ما كانت النقاط الرئيسية والأدلة التي دفعتك لقيادة تلك الجهود؟
روبرت فورد: لقد استخدمت كلمة دليل وهي كلمة مهمة للمحامين الأميركيين، لأن هذا قرار قانوني داخل الحكومة الأميركية، الأدلة التي كانت لدينا كانت واضحة جداً بشأن علاقات أحمد الشرع المباشرة مع القاعدة في العراق، حيث عمل عن قرب مع أبو مصعب الزرقاوي، وأنا متأكد أن الكثير من الناس يعرفون من هو هذا الشخص. في ذلك الوقت كان لمنظمة هيئة تحرير الشام اسم مختلف، كان اسمها جبهة النصرة، وقد نفذوا العديد من الهجمات بالسيارات المفخخة التي قتلت العديد من المدنيين في سوريا، خاصة في الشمال في محيط حلب وتلك المنطقة، لذلك بسبب العلاقة المباشرة مع القاعدة في العراق وحقيقة أنهم كانوا يشنون هجمات بالسيارات المفخخة مثل القاعدة في العراق، وضعناهم على قائمة الإرهاب في كانون الأول 2012.
رووداو: كيف يتم رفع مجموعة إرهابية أو شخص من هذه القائمة في أميركا، ماذا يجب أن يحدث؟ من يتخذ هذا القرار، هل القضاة أم الرئيس؟ هل هي عملية سهلة؟
روبرت فورد: أحب هذا السؤال. إنه قرار قانوني، لكنه لا يذهب إلى المحكمة بل هو قرار قانوني داخل الحكومة الأميركية. لذلك، كما قلت، يجب استخدام الأدلة مرة أخرى. وزارة الخارجية والوزارات الأخرى في الحكومة الأميركية، وتحديداً وزارة الخزانة، وكذلك السي آي إيه، ومجتمع المخابرات، جميعهم يدرسون الأدلة معاً حول هيئة تحرير الشام، على سبيل المثال في السنوات السبع أو الثماني الماضية. ينظرون إلى سلوكهم الأخير وما فعلوه، ثم يرفعون اقتراحاً قانونياً إلى الرئيس الأميركي، وبعدها يقرر الرئيس والبيت الأبيض في النهاية ما إذا كانت المبررات القانونية قوية أم لا، وبعد ذلك يتم رفع تصنيفهم كإرهابيين.
رووداو: هل يعني تغير السلوك في السنوات الأخيرة من قبل الجولاني، الذي يُعرف الآن باسم أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام، أن التهم التي لدى أميركا ضدهم، على سبيل المثال ذكرتَ السيارات المفخخة وقتل المدنيين، هل يعني ذلك أن كل هذه التهم ستختفي؟
روبرت فورد: إذا قامت هيئة تحرير الشام على سبيل المثال اليوم أو غداً بالهجوم على المدنيين في سوريا بسيارة مفخخة، وآمل ألا يفعلوا ذلك، لكن إذا فعلوا فبالتأكيد سيكون لذلك تأثير على قدرة المحامين على إيجاد مبررات حول ما إذا كان ينبغي أن تبقى هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب أم لا. لكن يجب أن أشير هنا أيضاً إلى أن أميركا لن تفكر في أي ظرف من الظروف في رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب إذا قامت بأعمال إرهابية في بلد آخر، سواء كان ذلك البلد في المنطقة أو خارج المنطقة، خارج الشرق الأوسط، أو إذا سمحت لمنظمة إرهابية أخرى باستخدام الحدود السورية لتنفيذ هجمات إرهابية. لذلك حتى إذا لم تكن هيئة تحرير الشام نفسها هي من تنفذ الهجوم الإرهابي وكانت مجموعة أخرى، لكن بموافقة وإذن من هيئة تحرير الشام، فأعتقد أن هناك احتمالاً بعيداً أن تقوم واشنطن برفع المنظمة من قائمة الإرهاب.
رووداو: كيف سيكون مستقبل سوريا في السنوات القادمة؟ بعد بضعة أسابيع سيعود الرئيس ترمب إلى الرئاسة ويبدو أن تركيا الآن لاعب رئيسي في سوريا، وكما يبدو أن ترمب لديه علاقة جيدة مع أردوغان، وكما رأينا اجتمع مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية مع أحمد الشرع، وهناك أيضاً قلق، وهو ثنائي، من جانب يبدو أن الدبلوماسيين والدول الغربية سعداء نوعاً ما بالتصريحات والوعود التي تأتي من دمشق من قبل هيئة تحرير الشام حول الحقوق وحقوق الإنسان وحرية التعبير، والتي لا تزال على الورق فقط، ومن جانب آخر هناك قلق حول خلفية وأيديولوجية هذه المجموعة التي قد تكون هذه مجرد مرحلة انتقالية وبطريقة ما في المستقبل في عملية كتابة الدستور قد يضعون أفكارهم بخلفيتهم الإسلامية في الدستور ويضعون حدوداً للحريات، كيف ترى سوريا في هذا السياق؟
روبرت فورد: أنا لست ساحراً ولا أرى مستقبل سوريا لكن هناك عدة نقاط حول السياسة الأميركية تجاه سوريا أقسمها إلى قسمين، شرق وغرب سوريا. في الجزء الغربي من سوريا الذي يشمل الحكومة في دمشق ومستقبل الحكومة السورية، تحاول إدارة بايدن الآن التأثير على الحكومة وأحمد الشرع والمجموعات المسلحة للبدء في التشاور مع الجهات السياسية السورية الأخرى، مثل الأحزاب السياسية ومجموعات المجتمع المدني والمجموعات الدينية، والتي بالطبع يجب أن يكون المجتمع الكوردي في شرق سوريا جزءاً من هذا الحوار الذي يجب أن يتم الآن. أنا متأكد من أن الأميركيين في دمشق أكدوا على هذه النقطة وهذا جزء من السياسة الأميركية، لكنني لا أعرف ما إذا كانت إدارة ترمب ستستمر في المحادثات الدبلوماسية مع أحمد الشرع والسلطة السورية لأنهم مجموعة إرهابية، حقاً لا أعرف ذلك، أرى أن فريق ترمب لا يزال لا يعرف ذلك. ثم هناك سؤال مختلف وهو مستقبل شرق سوريا ومستقبل الإدارة الذاتية في شرق سوريا. أعتقد أننا هناك يمكن أن نتوقع أن إدارة ترمب قد ترغب في رؤية اتفاق بين تركيا من جانب والإدارة الذاتية من جانب آخر حول مستقبل قوات سوريا الديمقراطية والحكم في شمال شرق سوريا. سيكون من المدهش بالنسبة لي أن أرى ترمب يريد الإبقاء على ألفي جندي أميركي في سوريا لأربع سنوات أخرى، لكنني أعتقد أنه ليس متعجلاً لسحبهم.
رووداو: ذكرت الكورد، هناك بشكل رئيسي طرفان، قسد، وهناك أيضاً المجلس الوطني الكوردي ENKS، وهو مظلة تضم عدداً من الأحزاب السياسية التي لديها نوعاً ما علاقة جيدة مع تركيا والمعارضة في سوريا، وهناك أيضاً قسد وPYD الذين أعتقد أنك على دراية جيدة بهم ورؤيتهم السياسية. حتى الآن ما أعرفه هو أن هذين الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق للتوحد على الأقل كوفد كوردي واحد للذهاب إلى دمشق والحديث عن حقوق الكورد ومستقبل روجافا في سوريا، لكن في عهد إدارة بايدن اعتمد الكورد في سوريا على أميركا كضمانة ليكون لهم دور سياسي وليس عسكرياً فقط. هل تعتقد أنه في عهد إدارة ترمب يمكن للكورد أن يكون لديهم نفس الثقة تجاه أميركا بأنهم يمكن أن يعتمدوا عليها سياسياً؟ أنت تعلم في عام 2005 في العراق عندما تمت كتابة الدستور، كان لأميركا دور كبير وتأثير على العديد من الأطراف السياسية، هل تعتقد أن نفس الشيء سيحدث في سوريا في عهد ترمب؟
روبرت فورد: أعتقد أنك قلت شيئاً مهماً جداً أود التأكيد عليه وهو أن المجتمع الكوردي في سوريا كبير ولديه عدة أقسام،PYD و YPG هم جزء منه، لكنهم ليسوا الجزء الوحيد وهناك أحزاب سياسية كوردية أخرى في سوريا وقد أشرت إلى ENKS، وهناك أيضاً مجموعات المجتمع المدني في ذلك الجزء من سوريا. كلما اجتمعوا معاً مبكراً وكان لديهم موقف موحد للتفاوض مع تركيا ودمشق كان ذلك أفضل، كلما كان ذلك مبكراً كان أفضل. هذا ليس شيئاً يمكن لأميركا أن تتحكم فيه لكنني أعتقد أنه سيكون شيئاً جيداً للأميركيين أن يقدموا هذه النصيحة لأصدقائهم في المنطقة الكوردية السورية. النقطة الثانية، حول أن يكون لأميركا دور مماثل لما كان لديها في العراق، كنت شخصياً في العراق في عام 2005 خلال مناقشات كتابة الدستور، كنت أعمل في السفارة الأميركية في بغداد في ذلك الوقت. كان دور أميركا في العراق في ذلك الوقت مختلفاً جداً جداً عن دور أميركا اليوم في 2024 في سوريا. المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام هي التي استولت على دمشق وليس الجيش الأميركي، كما لا توجد قوة عسكرية أميركية كبيرة في دمشق أو بالقرب منها. يجب أن تكون هذه مفاوضات بين السوريين من جميع أجزاء البلاد المختلفة. أعتقد أن الدول الغربية بما فيها أميركا، وكذلك الدول العربية في المنطقة يمكن أن يكون لها دور مساعد في تشجيع السوريين على إجراء حوار جاد وعميق، وأن يكون لديهم مناقشات جادة وأن تكون جميع الأطراف مستعدة لتقديم خطوطها الحمراء ويجب أن تكون مستعدة للتنازلات أيضاً للتوصل إلى اتفاق نهائي بتوافق الآراء حول الدستور. أعتقد أن أحد الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها الأميركيون في العراق كان إصرارهم على أن يسرع العراقيون الذين كانوا يتفاوضون على الدستور ولم نمنح الوقت الكافي للمفاوضين العراقيين للتوصل إلى اتفاق بالإجماع، وهذا أحد الأسباب، رغم وجود أسباب كثيرة، لكنه أحد أسباب المشاكل بعد 2005 في العراق.
رووداو: فيما يتعلق بنصيحتك، خاصة الآن مع تركيا والرئيس أردوغان، على سبيل المثال كان الرئيس أردوغان في القاهرة وعندما عاد إلى تركيا تحدث للإعلام وقال إنه يجب القضاء على داعش وحزب العمال الكوردستاني في سوريا. عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، تصنف تركيا داعش وقوات سوريا الديمقراطية معاً. وبعد التطورات الأخيرة في سوريا تم الاستيلاء على مدينة منبج غرب الفرات من قبل الجيش الوطني السوري، وهي مجموعة معارضة مرتبطة بتركيا، معظمهم من هيئة تحرير الشام. الآن كوباني تحت التهديد وتحاول تركيا الإسراع وخلق واقع على الأرض قبل 20 كانون الثاني عندما يتولى ترمب الرئاسة. هل تعتقد أن هناك احتمالاً للمفاوضات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية؟ قبل بضعة أيام كنت في الدوحة، والتقيت هناك بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان وسألته إذا كانت تركيا ستتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية تحت أي ظرف؟ قال لا، لكنه قال أيضاً إلا إذا غيروا أنفسهم. لذا هل تعتقد أن هناك احتمالاً للمفاوضات؟ هل يمكن لأميركا أن تؤثر على تركيا بعد 20 كانون الثاني لإجراء مفاوضات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية؟
روبرت فورد: أعتقد أن على أميركا أن تحاول إقناع تركيا والإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بإجراء حوار، يجب عليهم فعل ذلك. لقد أعجبت كثيراً بما قاله مسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان قبل بضعة أيام عندما قال إن مشكلة تركيا مع كورد سوريا ليست مع الكورد بشكل عام، ولكن مع وجود ودور أعضاء حزب العمال الكوردستاني الذين جاؤوا من قنديل وهم في المناطق الكوردية في شمال سوريا. علينا أن نكون صريحين حول هذا، لديهم دور قيادي والأشخاص الذين أتحدث معهم في المنطقة الكوردية السورية يقولون إن أشخاص قنديل لديهم دور قوي جداً وغالباً ما يكونون وراء الأحداث مباشرة. أعتقد أن هذا يزعج الأتراك كثيراً، لذلك عندما نتحدث عن الحوار بين تركيا من جهة وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية من جهة أخرى، هناك نقطتان واضحتان: أولاً، لا يمكن لأشخاص قنديل أن يكون لهم دور في المحادثات، كما لا يجب أن يتوقعوا أن يكون لهم أي موقع سلطة، سواء كانت سلطة سياسية أو عسكرية، يجب أن ينتهي هذا. هذه مشكلة للمجتمع العربي السوري أيضاً في أماكن مثل الحسكة ودير الزور ومشكلة مع تركيا أيضاً. ثم نأتي إلى سؤال مع من تتفاوض تركيا؟ هنا يجب إيجاد أولئك الكورد السوريين في الإدارة الذاتية غير المرتبطين بأشخاص قنديل، قد يتطلب ذلك بعض البحث لكن يمكن إيجاد أشخاص، لأنها إدارة كبيرة ولا أعتقد أن جميع الأشخاص هناك أعضاء في حزب العمال الكوردستاني، لذلك سيستغرق هذا بعض الوقت وأعتقد أن على أميركا تشجيع الإدارة الذاتية على إعداد وفد للذهاب والتحدث مع تركيا. هناك سؤالان كبيران هنا، الأول هو من سيدير هذا الجزء من البلاد بالتنسيق والتعاون مع دمشق؟ ومن المثير للاهتمام بالنسبة لي أن دمشق قالت إنه يجب أن تبقى حكومة محلية في حلب وحكومة محلية في حماة وحكومة محلية في السويداء وحكومة محلية في دمشق، لا أفهم لماذا لا يمكن أن تبقى حكومة محلية في قامشلو أو الحسكة أيضاً، سيكون من الغريب إذا لم يكن الأمر كذلك. أعتقد أن على السوريين توضيح هذا الموقف للأتراك، لكنه شيء مختلف تماماً أن يكون الناس من قنديل في مواقع سياسية وعسكرية عليا. هذا سؤال مختلف. يجب على السوريين اتخاذ قرار ثم التفاوض عليه مع تركيا.[1]