يقول برلماني من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن الجميع يأملون أن تحقق خطوات السلام في تركيا نتائج إيجابية، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان قرر مد يد الأخوة للجميع دون شروط، فيما يرى زريان روجهلاتي، مدير مركز رووداو للدراسات أن إشارة البرلمان لحل المشاكل هي أهم نقطة في رسالة أوجلان.
وأوضح فاروق كيليتش، النائب عن حزب العدالة والتنمية (AKP) عن ماردين في البرلمان التركي لبرنامج (رووداو اليوم) الذي يقدمه نوينر فاتح أن الحرب وإراقة الدماء دمرت البلاد، ونأمل الآن أن تؤتي هذه الجهود المبذولة من أجل السلام ثمارها في وقت قصير، مضيفاً أن أردوغان يسعى إلى تعزيز الأخوة بين الأتراك والكورد ويحاول حل المشاكل بعقلية رجل الدولة.
تأتي تصريحات كيليتش في وقت تتواصل فيه الاجتماعات والمفاوضات في البرلمان التركي بعد لقاء وفد حزب الشعوب الديمقراطي مع عبد الله أوجلان بشأن حل القضية الكوردية.
يجتمع وفد حزب الشعوب الديمقراطي، المكون من بروين بولدان وسري ثريا أوندر، مع أحمد تورك، السياسي الكوردي، بناءً على طلب عبد الله أوجلان، مع الأطراف والمنظمات التركية.
واجتمع وفد حزب الشعوب الديمقراطي مع نعمان كورتولموش، رئيس البرلمان، ودولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية.
وحول موقف الأطراف في البرلمان التركي من رسالة عبد الله أوجلان الأخيرة ونظرتهم لاستئناف محادثات السلام، قال النائب عن حزب العدالة والتنمية إن المهم هنا ما يقوله أوجلان؛ وبقناعتي أن أوجلان أراد في السابق أيضاً وقف إراقة الدماء، وكان موقفه هو نفسه في عملية الحل السابقة، لكنهم لم يستمعوا إليه.
واستردك أنه في الوضع الحالي أقول إن الشعب الكوردي لن يترك رسائل أوجلان على الأرض وسيؤدي ذلك إلى وقف إراقة الدماء. جميع الأطراف تدعم حل المشاكل بالطرق السلمية ولا يريد أي طرف استمرار الخلافات والحرب والتوتر.
بخصوص موقف تركيا من كوردستان سوريا، قال البرلماني عن حزب العدالة والتنمية: لا يمكننا فصل قضية كورد العراق وسوريا وتركيا عن بعضها البعض، عندما يتم الحديث يتم الحديث عن الجميع.
وأشار الى أن وجهة نظر تركيا والرئيس أردوغان وبهتشلي هي أن يحصل كل شخص على بعض الحقوق في بلده. يجب أن تتم هذه الأمور بروح الأخوة، مضيفاً أن تصريحات أردوغان وبهتشلي تعني أنهم يقولون لحزب الاتحاد الديمقراطي، ها قد تشكلت حكومة جديدة هناك، مخاطبكم هو الحكومة الجديدة، عليكم أن تأخذوا مكانكم في الحكومة الجديدة وتتعايشوا معاً.
فيما قال فاروق كيليتش، النائب عن ماردين في البرلمان التركي: تعتبر تركيا حل القضية الكوردية مسؤوليتها، والجميع متفقون على أن حقوق الجميع يجب أن تكون محمية ومحترمة في إطار الدولة التركية.
وأضاف: لايزال من المبكر الحديث عن عفو عام في تركيا، ويجب أن نرى كيف تسير خطوات السلام والمحادثات، لكن تركيا كدولة والرئيس بعقلية رجل الدولة سيتخذان كل السبل للتوافق وحل المشاكل.
بعد اجتماع وفد حزب الشعوب الديمقراطي مع عبد الله أوجلان في إمرالي يوم 28 كانون الأول 2024، يريدون الاجتماع مع جميع الأطراف في البرلمان التركي، وفي هذا الإطار اجتمع الوفد مع رئيس البرلمان التركي ودولت بهتشلي رئيس حزب الحركة القومية وسيجتمعون مع الأطراف الأخرى يوم الاثنين.
رغم عدم صدور أي بيان بعد اجتماعي وفد حزب الشعوب الديمقراطي حول مضمون الاجتماعات، لكن يقال إن مطالب واستعداد عبد الله أوجلان للحل تتم مناقشتها مع الأحزاب السياسية في البرلمان خلال هذه الاجتماعات.
في اجتماعه مع وفد حزب الشعوب الديمقراطي في سجن إمرالي، وجه أوجلان عدة رسائل إلى الأطراف السياسية في تركيا عبر الوفد وأبدى استعداده لأي خطوة إيجابية وأي نداء ضروري في هذا الصدد.
إحدى نقاط رسالة أوجلان كانت أنه لنجاح هذه العملية الحالية، يجب على جميع الأطراف السياسية أن تأخذ المبادرة دون النظر إلى المعاملات الضيقة والمؤقتة، وأن تتصرف بشكل بناء وتقدم الدعم الإيجابي، وبالتأكيد فإن أحد أهم مجالات هذا الدعم هو البرلمان.
حول الإشارة إلى البرلمان، قال زريان روجهلاتي، مدير مركز رووداو للدراسات إن الإشارة إلى البرلمان لحل المشاكل هي أهم نقطة في رسالة أوجلان. إنه يريد أن يكون هناك أساس قانوني لحل المشاكل في البرلمان.
ودعا دولت بهتشلي العام الماضي مرتين إلى أن يأتي عبد الله أوجلان إلى البرلمان ويدعو إلى نزع السلاح وحل حزب العمال الكوردستاني.
بحسب زريان روجهلاتي، فإن الوضع الحالي في كردستان سوريا هو أحد دوافع التطورات في كوردستان تركيا، مردفاً أنه في عام 2015 تم تعليق عملية الحل في تركيا بسبب تطورات كوردستان سوريا، والآن وبنفس الطريقة بسبب الوضع في سوريا وكوردستان سوريا بدأت مرحلة جديدة من الحوار ومحاولات السلام في تركيا وكوردستان تركيا.
وبيّن زريان روجهلاتي، الخبير في شؤون كوردستان تركيا أنه لا يبدو أنه سيتم مناقشة حقوق الكورد في الدستور التركي في هذه المرحلة، لكن من المتوقع أن تبدي تركيا موافقتها على زيادة سلطات البلديات وتطبيق نوع من اللامركزية غير المعلنة كجزء من اتفاق الدولة مع حزب العمال الكوردستاني وأوجلان.
وأضاف أن حزب العمال الكوردستاني وأوجلان يسعيان الآن إلى حل ديمقراطي داخل الدولة التركية والأطراف التركية الأخرى لن يكون لديها مشكلة مع هذا النوع من الحل.
يوم أمس الجمعة، قال وزير العدل التركي يلماز تونج، إن الحرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكوردستاني قد سببت لهم صعوبات كبيرة، مشيراً إلى أنهم في بداية تركيا خالية من الإرهاب. كما تحدث عن الوضع في الشرق الأوسط وسوريا وقال: نمر بمرحلة تاريخية.[1]