كرد(نا) والترويج لمقولات الاستخبارات التركية
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 8203
المحور: القضية الكردية
هناك شريحة واسعة من الكرد، ما زال، مصراً وللأسف على ترديد الكثير من المقولات المفبركة في دوائر الاستخبارات التركية، منها وعلى سبيل المثال؛ بأن شعبنا -وتحديداً الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية- وقفت مع النظام السابق في صراعها مع المعارضة ومشاريعها! ولهؤلاء نقول: بأن شعبنا لم يقف مع أو ضد أي مشروع، وإنما حاول الاستفادة من الظروف التي تبلورت مع الحراك السوري حيث نأى بنفسه، مثلهم مثل الإخوة الدروز، حيث حاول أن يحمي مناطقه من خلال تشكيل إدارته الخاصة. وهذا ما جعلت تركيا تحشد كل إمكانياتها لمحاربتنا، يعني ليست الإدارة وقسد هي التي تحارب تركيا ومشاريعها ولا حتى الآخرين ومشاريعهم، بل هم يحاربون الإدارة وقوات سوريا الديمقراطية.
لكن مشكلتنا نحن الكرد؛ هو أن المجلس الوطني الكردي، ولكي يبرر ذيليته لتركيا والإئتلاف الوطني السوري-وأأسف ع التعبير، كون علاقته بهم فعلاً ذيلية وليست مشاركة- نعم ولكي يبرّروا تبعيتهم لتركيا، روّجوا لكل الدعايات، التي أطلقتها تركيا ودوائر حربها الخاصة، بين مؤيديها في الشارع الكردي بحيث جعل الكثيرين يصدقون تلك المقولات المفبركة استخباراتياً، بالرغم من أن تركيا وعلى لسان أغلب قادتها؛ ومنهم أردوغان نفسه، قالوا: بأنهم لن يعيدوا الخطأ الذي وقعوا به في العراق وبأنهم لن يسمحوا بتشكيل كيان انفصالي آخر على حدودهم في سوريا.
بل وصلت بهم الوقاحة؛ تركيا، لأن يقولوا؛ بأنهم سيحاربون خيمة كردية ولو كانت في أفريقيا! وبالتالي هل يحتاج أحدنا، وبعد كل هذا وذاك، ليدرك؛ بأن تركيا هي من تحاربنا وليس نحن من نحاربها، وبأن القضية ليست قضية إن الإدارة وقفت مع أي من الأطراف في الصراع السوري، بالرغم من أن موقف الإدارة كان معروف من الجميع، وكما أسلفنا سابقاً، بأنها وقفت مع حماية مناطقها والمكونات التي تقطنها، نعم ربما استفاد منه النظام؛ بأن تم تحييد جزء من الشعب السوري، لكن بالمقابل المعارضة هي الأخرى استفادت من نفس المبدأ حيث لم تحاربها الإدارة وقسد حيث لم تطلق رصاصة واحدة ضد تركيا، إلا في إطار الدفاع عن أنفسهم ورداً على الاعتداءات التركية ومرتزقتها!
بالأخير نقول لأصحاب هذه المقولات التي تطبخ في دوائر الاستخبارات التركية، وبالأخص من أبناء شعبنا الكردي، بأن وللأسف تركيا هي من شيطنت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، ولها أسبابها طبعاً؛ بأن هؤلاء امتلكوا القوة والإرادة الوطنية على تشكيل كيان سياسي يمثلهم وهو الذي ترفضه تركيا بالمطلق، كما وضحنا في بداية المقال.. وبالتالي فإن تفهمنا موقف تركيا في معاداتها للإدارة وقوات قسد بسبب تهديد أمنها القومي ولذلك تدعوها لمحاربة المشروع السياسي والمتمثل بالإدارة الذاتية، طيب وبعد تفهمنا وإدراكنا للأسباب التي تدعو تركيا لمحاربة قسد، فهل تقولون لنا؛ أنتم الأكراد السيئين ما هي الدوافع والأسباب التي تجعلكم تروّجون لمقولات الاستخبارات التركية، إن لم تكن حماقة وغباء سياسي وللبعض خيانة وإرتزاق سياسي.[1]