=KTML_Bold=مصطفى عبدو : الأديب ديار بوهتي الغائر في أعماق الجزيري=KTML_End=
#مصطفى عبدو#
يغوص الشاعر الكلاسيكي ملايي جزيري في ثنايا المشاعر و حنايا الروح و في العقل السحيق العميق.
على الرغم من هجرته فلا يزال الشاعر يقطن في كل مكان لا يبرحه فهو الذي برع في هندسة القصيدة وأحيا مشاعر العشق بشعره ووجدانه لقد عاشها في ذاكرته على مدى سنوات طويلة.
حرّر الشاعر (ملايي جزيري) انسانيته في قصائده وصور أحداث لامست القلب.
اسلوبه السلاسة في الكلمة ، فهو يبحر على تسهيلات الشعر الممتنع الذي يعتمد على قلب القارئ.
و اذا ما بحثنا في أغوار خطابه الشعري وفي أحاسيسه التي طغت عليها أبياته نجد الوجدانية والصدق والأمانة تجاه إنسانيته ولوجدنا قضايا تستحق التأمل.
وقد اختير الشاعر الكلاسيكي ملايي جزيري ، الشخصية الثقافية لعام 2023 من قبل اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان (HRRK) كونه أحدث نقلة نوعية في الشعر الكردي الكلاسيكي. فقد كان مدرسة شعرية أنتجت فكرا مغايرا للسائد ونصوصا متفردة، وشكل الجزيري حالة خاصة في الشعر الكردي، لن تجد له شبيها في قدرته الاستثنائية على الإحاطة بالمعاني التي يطرقها وإبرازها في أسلوب هو نسيجه وحده، ولن تجد له مثيلا في سلاسة عبارته وعذوبة معجمه الشعري.
كثيراً ما يفاجئنا الأديب ديار بوهتي بمواضيعه المتميزة، ذلك أنه من الكتاب الجادين الذين يقتنصون المعلومة ويسلطون عليها الضوء بفضل ما يملكونه من ثقافة عالية وفكر متوقد وجهد متواصل ليخدموا بذلك التراث والثقافة الكردية.
بين الفينة والاخرى يتحفنا الكاتب ديار بوهتي بما يجود به فكره وثقافته من متابعات، وقراءات ، وعرض موجز، ودراسة سريعة وشرح لقصائد الشاعر الكلاسيكي (ملايي جزيري)، ويدل ذلك على عنايته واهتمامه بمتابعة مسيرة الحركة الثقافية الكردية، وإلقاء الضوء على ما يصدر في محيطها من نتاج أدبي هو بحاجة الى من يكشف النقاب عنه، او يلفت الانظار اليه ، في وقت تشكو الساحة الثقافية الكردية من قلة الاقلام التي تقوم بمثل هذا الصنيع .
والكاتب ديار بوهتي من الكتاب الذين لهم قدم راسخة في البحث التاريخي والاستقصاء ، وهو الى جانب ذلك كاتب له حضوره في الميادين الثقافية ولعل هذه الموهبة هي التي دفعته للغوص في قصائد الشاعر الكلاسيكي (ملايي جزيري).[1]