تركيا.. وقصف مواقع وحدات حماية الشعب
بير رستم
تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية بأن “الجيش التركي استهدف من مواقعه على الحدود قرية منغ ومرعناز وقرية مزرعة التابعة لمقاطعة عفرين، ما أسفر عن وقوع خسائر في ممتلكات الأهالي”. كما “أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو اليوم السبت أن بلاده ستتحرك عسكريا عند الضرورة ضد مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا”. وكذلك فقد أضاف وفي كلمة متلفزة له من مدينة ايرزينكان ما يلي؛ “نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ نفس الإجراءات في سوريا التي قمنا بها في العراق وقنديل” وذلك في إشارة منه إلى حملة القصف للطيران التركي العام الماضي ضد حزب العمال الكوردستاني وأهدافه العسكرية في اقليم كوردستان بجبال قنديل.
لكن وكأي مراقب سياسي للأوضاع يمكننا القول: بأن تركيا تحاول ومن خلال هذا القصف المدفعي البعيد أن تصدر أزمتها الداخلية بإشعال حروب خارجية لتغطي على فشلها السياسي والعسكري في قمع الإنتفاضة الكوردية بالداخل كما إنها تريد أن تحقق من خلال مدفعيتها عدد من الأهداف وإيصال بعض الرسائل؛ وأولى تلك الأهداف والرسائل هو جس النبض الروسي وإيصال رسالة لها بأن هناك نوع من ضوء أخضر من حلف الناتو للرد على القصف الروسي والتي يمكن أن تكون بنفس الوقت توريطاً لتركيا في حرب مفتوحة مع الجميع؛ الروس والنظام والكورد “الإدارة الذاتية”.
كما إنها رسالة لكل من النظام السوري وكذلك للقوات الكوردية بعدم الإقتراب من الحدود التركية وإنها آخر الخطوط الحمر للدولة التركية؛ حيث إقتراب أي القوتين وسيطرتها على معبر السلامة مع تركيا يعني خنق المعارضة الموالية لتركيا والحلف الخليجي السعودي والأهم خنق المعارضة التركمانية، وقد تلحقها ربط كوباني بعفرين وبالتالي المزيد من اللاجئين في تركيا وهي التي تعاني أساساً من أزمة اللاجئين بحيث وصلت بها المشكلة لأن تغلق الحدود في وجههم رغم إدعاءاتها السابقة؛ بأنها لن تغلق حدودها في وجه السوريين وأزمتهم ومعاناتهم الإنسانية.
وأخيراً؛ فإن إدعاء رئيس الوزراء بالقول: “نستطيع إذا لزم الأمر أن نتخذ نفس الإجراءات في سوريا التي قمنا بها في العراق وقنديل”، أي الدخول في العمق السوري أو خرق الأجواء السورية من قبل الطيران التركي هو إدعاء إعلامي أجوف وإلا كانت قامت بها وذلك منذ أن طالبت تركيا بمنطقة عازلة بين جرابلس وأعزاز على حدودها ولذلك فإن تركيا ليس لها إلا ذاك القصف البعيد، لربما تورط القوات الكوردية بالرد لتأخذها حجة لها لدى الناتو للتدخل بحكم إتفاقية الدفاع المشترك للدول الأعضاء في الحلف وبالتالي توريط المنطقة عموماً في حرب شاملة والتي تحدث فيها سابقاً كل من تركيا وروسيا، لكن التفاهم الأمريكي الروسي يجعل هذا الإحتمال غير واقعياً، بل جاء الرد الأمريكي سلبياً حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيري في بيان “نحن قلقون ازاء الوضع في شمال حلب ونعمل على وقف التصعيد من كل الأطراف”.[1]