ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء الشعب السوري
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 3447 - #04-08-2011# - 00:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بعدما دخلت الانتهاكات و الاعتداءات الفاضحة للنظام السوري ضد الشعب المرحلة المخزية لتاريخه و الخطيرة لمستقبل المنطقة، و التي اصبحت اكثر خطرا من الحرب الدائرة في ليبيا، وما نلمسه من الازدواجية الواضحة في مواقف الدول، فانه لم يبق لنا الا ان نقول ان ضمير العالم بات تحت المسائلة و هو في ادنى مستوى له حسب المقياس الانساني منذ حقبة طويلة من التاريخ، و تزهق دماء المئات من المواطنين الابرياء على مراى و مسمع العالم، و لم نتلمس لحد اليوم موقفا انسانيا حتى من قبل القوى العالمية الكبيرة، لا بل تلوح كل من روسيا و صين عن انهما تستخدمان حق النقض ضد اي قرار يمكن ان يصدر من قبل مجلس الامن بهذا الخصوص ، كل هذا يحدث بعد التدخلات المشينة لايران في هذا الشان و تقديمها لكل المساعدات المالية لهذا النظام من اجل بقاءه، مع ضغوطاته المستمرةعلى مواليه و اصدقاءه من اجل مساعدة هذا النظام الدموي، و كما تتطلبه المعادلة التي تقع لصالح النظام الايراني، و في الوقت الذي تدعي كافة دول التزامها و احترامها لحقوق الانسان و الحريات العامة .
لذا استغل النظام السوري الصمت المطبق ازاء ما يقترفه من الجرائم ضد الشعب السوري الاعزلو ازداد من همجيته، و لم يسمع اي منا الرد الوافي او حتى موقفا يعيد له رشده و هو مستمر في قمعه . ما تمر به القوى العظمى من الظروف الداخلية لبلدانها و الوضع الاقتصادي العام الذي تحسب له القيادات اكثر من اي شيء اخر خلال الازمات العالمية المتلاحقة اكثر من الحقوق او المصلحة الانسانية، ومن ثم مستوجبات الصراع المتعدد الاوجه و الاقطاب الدائر اليوم على الساحة العالمية، و هذا ما فسح المجال امام النظام السوري الدموي للاقدام على فعلته دون اي رادع يذكر من جهة، ومن جهة اخرة موقف النظام الايراني و موقعه المعلوم في هذه المنطقة و قوته و ثقله و ما يمارسه من الضغوط المختلفة على القوى العالمية و الاقليمية المؤثرة من اجل ما يجب ان يتخذوها ازاء ما يقوم به النظام السوري، و يعتبر هذا النظام المشارك القوي فيما يحدث في سوريا و هو من الموانع القوية امام اسناد و دعم الشعب السوري من قبل الخيرين في العالم، و هذا ما اجبر وصول الحال الى ما نحن فيه، و ابقى الشعب السوري وحيدا على الساحة معتمدا على ساعده فقط، و هذا ما يكتبه التاريخ له بعد نجاحه ثورته و تحقيق اهدافه النبيلة في الحرية و الديموقراطية و الاستقلال، و حق تقرير المصير لكافة مكوناته .
ما اتعجب منه حقا في قضية سوريا المنتفضة الثائرة في هذه المرحلة ، هو عدم انسجام التحركات و الافعال و الفعاليات و النضالات التي من الواجب ان يقدم عليها كافة مكونات الشعب خارج البلد في الشتات مع ما يقدمه الشعب الفدائي في الداخل و ما يقدمه من التضحيات الجسام و هو يلقن الشعب السوري كل يوم درس لم ينساه ابدا، و ما يفعله المعارضون في خارج البلاد لا يتناسب مع ما مطلوب منهم من التنظيم و التنسيق خلال التحركات والفعاليات العديدة المنتظرة منهم والتي من المفروض ان يقوموا بها وهو اسهل مما يقدم عليه الشعب في الداخل من الفداء و التضحية بشكل كبير، و هذا ما يحتسب عليهم و يمكن ان ينعتوا باللامبالاة او الاهمال غير المقصود في هذه المرحلة .
المطلوب منهم اليوم بعدما اثقل كاهلهم المواقف المشينة لبعض الدول و ابقتهم لوحدهم لاداء الواجبات الواقعة على عاتقهم، هو التنسيق و التعاون و تنظيم المؤتمرات و الاحتجاجات المختلفة على الساحات الدولية و في كافة بقاع العالم و على كافة الاصعدة، مع الزيارات المطلوبة منهم لمراكز القوى و ايجاد الطرق العديدة لبناء الضغوط على الحكومات العالمية، و هذا ما يتطلب حض كافة المواطنين على الاشتراك باي شيء من اجل ايصال اصواتهم العالية من خلال تنظيم المظاهرات و الاعتصامات و الاحتجاجات امام السفارات للدول المانعة لادانة النظام السوري وبالاخص الانظمة الروسية و الصينية و الايرانية، و تكثيف جهودهم و تركيز زخم افعالهم وفعالياتهم و استغلال كل الطرق المتاحة امامهم للتعاون و التفاهم لايصال ما يعيشه الشعب و استغلال اية فرصة امامهم مهما كانت صغيرة ، و بيان احترامهم للدول الساندة لهم ولو بلفظ او كلمة طيبة او قول كريم .
اذن على كل من يتمكن من الاسهام في هذه المهمة الوطنية و الواجب الوطني الذي يفرض نفسه على الجميع القيام ولو بخطوة بسيطة من الجانب الاقتصادي الاعلامي و السياسي بشكل عام، و كما هو حال الوضع الداخلي من استمرار الاحتجاجات و التضحيات رغم اعلان الحرب عليهم، على من خارج الحدود الاستمرار في تحركاته دون يأس و تقديم ما يتمكن منه و اختيار ما يتوفر امامه من السبل المتاحة في دعم ثور تهم . استمرار الاحتجاجات و الاعتصامات اليومية في اكثر من بلد و امام سفارات الدول ذات المواقف المشينة تكون لها صداها و تاثيراتها و هي اقل ما يمكن فعلها في هذه المرحلة.[1]