محمد عز الدين
يقول سيناتور فرنسي إن من الواجب حماية الإدارة الذاتية والتقدم الديمقراطي في كوردستان سوريا.
وقال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ريمي فيرو، أمس #04-01-2025 # لرووداو إن علينا أن نحترم ونحمي الإدارة الذاتية والتطورات الديمقراطية في كوردستان سوريا.
واجتمع وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق يوم الجمعة الماضي، ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، مع السلطات الجديدة في سوريا وطلبا وقف الهجمات على القوات الكوردية وإشراك الكورد في العملية السياسية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت أن الوزير جون نويل بارو تحدث هاتفياً مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قبل يوم من ذهابه إلى دمشق وناقش معهم الوضع في سوريا.
وقال فيرو لدى مشاركته في نشرة الرابعة عصراً لرووداو والتي يقدمها البرنامج محمد عزالدين، إن وزير الخارجية الفرنسي أكد (في المكالمة الهاتفية) على دعم فرنسا المستمر للكورد.
يأتي ذلك في حين كثفت فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المسلحة هجماتها على قسد منذ سقوط بشار الأسد في (#08-12-2024# )، وباتت تشكل تهديداً لكيان الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، الذي يشمل جزءاً من غرب كوردستان وشمال سوريا.
ويوم الجمعة، دعا وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى وقف الهجمات على قسد، وهي قوات يقودها الكورد وتعدها الدول الغربية شريكاً رئيساً في الحرب ضد داعش.
وقال فارو لرووداو هذا الدعم إلى جانب وجود القوات الأميركية كان مهماً في منع العدوان التركي، وبالتحديد في المناطق القريبة من كوباني.
يوجد نحو ألفي جندي أميركي في سوريا وكوردستان سورياي كوردستان، معظمهم متمركزون في المناطق الخاضعة لسيطرة قسد.
وتلعب واشنطن دور الوساطة في إيقاف هجمات تركيا والفصائل المسلحة على قسد، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت أن أميركا نقلت قوات إضافية من إقليم كوردستان إلى كوباني، بينما تواصل تركيا إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى منبج.
ومنذ سقوط الأسد، انسحبت قسد بموجب اتفاق حسب قولها من بعض المناطق، في حين يستمر القتال في مناطق أخرى، وتمكنت منذ ذلك الحين من منع تقدم القوات التركية، خاصة في محيط سد تشرين استراتيجي شرق منبج، وفي جنوب المدينة وحول كوباني.
وأشاد فيرو بنجاحات قسد العسكرية ودعا إلى السماح لهم بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا.
فرنسا عضو مؤثر في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب لمنع عودة ظهور داعش.
وترى الدول الغربية أن بقاء قسد ضروري لمنع عودة ظهور داعش، خاصة وأنها تحرس السجون والمخيمات التي تضم مقاتلي داعش وعائلاتهم.
لدى الإعلان سقوط خلافة داعش في 2019، أعلنت قسد اعتقال أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش، معظمهم من سوريا والعراق، وبينهم حوالى ألفين من دول أخرى؛ كما يوجد 45355 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال مقاتلي داعش، في مخيم الهول بالحسكة.
ويدعو مسؤولو الدول الغربية أنقرة إلى إيقاف هجمات الفصائل المسلحة على قسد لتجنب تعريض هذه السجون للخطر.
لكن تركيا، العضو في الناتو، تعد وحدات حماية الشعب، المكون الرئيس لقسد، فرعاً من PKK وتشترط نزع سلاح قسد وحلها لوقف إطلاق النار.
وأعلنت قسد أنه في حال تم إيقاف إطلاق النار، سيغادر جميع أعضاء PKK كوردستان سوريا وسوريا.
أحمد الشرع، حاكم الأمر الواقع لسوريا، أعلن الأحد الماضي لوسائل إعلام سعودية أن القوات الكوردية ستصبح جزءاً من وزارة الدفاع في سوريا.
ووصف الشرع الكورد بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري؛ وقال إنهم لن يسمحوا بأن تصبح سوريا منصة انطلاق لهجمات PKK.
وقال القائد العام لقسد مظلوم عبدي، في مقابلة حديثة مع جريدة الشرق الأوسط، إنهم مستعدون لجعل قسد جزءاً من الجيش السوري المستقبلي، شرط أن يتفق الطرفان على معادلة مناسبة من خلال مفاوضات.
ويوم الجمعة، أكد وزير الخارجية الفرنسي خلال اجتماعه مع عدد من منظمات المجتمع المدني في دمشق على ضرورة إيجاد حل سياسي لحلفاء فرنسا الكورد للمشاركة الكاملة في العملية السياسية التي بدأت الآن.
وفي نفس اليوم، قالت أنالينا بيربوك في مؤتمر صحفي من دمشق أمن الكورد مهم لسوريا مستقرة. هذا يتطلب إنهاء الحرب القائمة في الشمال وكذلك ضم القوات الكوردية والجيش الوطني السوري إلى الهيكل الأمني الجديد لسوريا.
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع السيناتور الفرنسي ريمي فيرو:
رووداو: ما رأيكم في زيارة وزير خارجية فرنسا إلى دمشق؟
ريمي فيرو: ذهاب وزيري خارجية فرنسا وألمانيا معاً إلى سوريا هو أولاً مبادرة إيجابية جداً تظهر وجود رغبة في إعادة العلاقات مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد. لكن يجب أن يتسم بالحيطة ويقوم على أساس المبادئ، خاصة مبادئ حماية الديمقراطية والتعددية في سوريا، والمساواة بين المرأة والرجل. الالتزام بهذه المبادئ مشجع لرغبة الأوروبيين، خاصة فرنسا وألمانيا، ومهم في التأثير إيجابياً على وضع سوريا الجديدة.
رووداو: لا يزال أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام مدرجين في قائمة الإرهاب. كيف أرسلت فرنسا وزير خارجيتها للقائهم؟
ريمي فيرو: أولاً، علينا أن نكون واقعيين. نحن سعداء بسقوط نظام الأسد ونريد إعادة بناء علاقاتنا مع سوريا وسلطاتها الجديدة. يجب أن يجري هذا بحذر، أو لنقل مشوباً بشيء من الشك؛ لكن من المهم القيام بذلك حتى نتمكن من إجراء هذا الحوار وطرح الشروط والمطالب، خاصة حماية الكورد في شمال شرق سوريا، وحماية مسيحيي سوريا، والرغبة في عدم حدوث أعمال انتقامية، والرغبة في مشاركة جميع مكونات سوريا في إعادة بنائها، والرغبة في حماية استقلال وسيادة لبنان أيضاً. هذه هي المطالب التي يجب أن تطرح.
هذا يعني أن زيارة دمشق كانت ضرورية، وقد فعل العديد من الدول الأخرى هذا، ومن المهم القيام بذلك معاً، كما فعلت فرنسا وألمانيا. هذا دليل على قرار ووحدة وقوة أوروبية، أعتقد أن هذا مهم جداً. ثم، إن لم يكن من باب السذاجة، أنا أعرف جيداً أن بعض من هم في السلطة الجديدة في سوريا، باركوا هجمات باريس قبل عشر سنوات.
أعرف جيداً أن داعش، من سوريا، هو الذي نفذ هجمات (#13-11-2015# ). أعرف جيداً أنه لا تزال لداعش مواقع على الأراضي السورية. شهدت الأيام الأخيرة، قصفاً وعمليات عسكرية نفذتها فرنسا والولايات المتحدة. لذلك، لا شك أن الوضع حساس ولا يجب تقديم شيك على بياض للسلطات الجديدة في سوريا، ومع ذلك يجب أن نتمكن من التحاور معهم لنخبرهم ما هي مطالبنا لدعم سوريا الغد.
رووداو: امتنع مسؤولو دمشق الحاليون وأحمد الشرع عن مصافحة وزيرة خارجية ألمانيا لأنها امرأة. ألا يثير هذا تساؤلات لدى المسؤولين الفرنسيين والأوروبيين بشكل عام؟
ريمي فيرو: تلك الصورة شوهدت كثيراً وكانت التعليقات عليها كثيرة. الصورة سلبية جداً وتظهر أن الإسلاميين في صميم هذه السلطة الجديدة في سوريا. لكن هل يجب أن نتوقف هنا؟
النساء اللواتي يشاركن في الوفود الرسمية في إيران يرتدين الحجاب بطلب من السلطات الإيرانية.
مؤكد أن عدم المصافحة هذا يقلقني. إنه إشارة؛ إشارة إلى أن الإسلاميين في صميم هذه السلطة الجديدة في سوريا، لكن لا ينبغي أن يضيع ذلك فرصة المحادثات. الحاكم الجديد لسوريا هو الذي أراد استقبال وزيرة خارجية ألمانيا ووزير خارجية فرنسا. هذه إشارة واضحة جداً و(لذلك فإن ما حدث) يجب ألا يعيق المحادثات.
رووداو: هل اتصل وزير خارجية فرنسا هاتفياً مع مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية؟
ريمي فيرو: لا يمكنني الإجابة نيابة عنه، لأنني لست من طاقم الوزير، لكنني رأيت أنه أعلن عن اتصالات مع قوات سوريا الديمقراطية قبل وصوله إلى دمشق، لكن لا أعرف كيف جرت الاتصالات. من المهم أن تكون فرنسا مع ألمانيا وأخيراً أوروبا معاً. فرنسا موجودة هناك وتريد أن تكون هناك أيضاً لدعم الكورد وقوات سوريا الديمقراطية في روجآفا. أنا أعرف أن هذا التواصل كان قائماً قبل زيارة دمشق، لأن وزير خارجية فرنسا أعلن ذلك بنفسه. لكن لا أعرف طريقة الاتصال.
رووداو: طلب وزير خارجية فرنسا من دمشق إيجاد حل سياسي للقضية الكوردية في سوريا. كيف تريد فرنسا ترجمة دعمها للكورد إلى دعم عملي في سوريا الجديدة؟
ريمي فيرو: الدعم الفرنسي ملموس ومعلوم من خلال وجودها الرسمي أو غير الرسمي في روجآفا.
هناك وجود عسكري أمريكي تم تعزيزه وكان فعالاً في منع تركيا من شن هجمات، خاصة على كوباني.
هناك أيضاً نجاح عسكري حققته قوات سوريا الديمقراطية يظهر براعتهم العسكري وأنهم يحظون بالدعم. يجب الإعلان عن هذا الدعم بوضوح، وقد تم الإعلان عنه اليوم.
يجب أن تشارك روجآفا سياسياً في سوريا. ليس لدينا الآن مفاتيح الكيفية والحلول، لكن يجب احترام الإدارة الذاتية وتجربة الديمقراطية التي تُطبق حالياً في روجآفا ويجب إشراك قوات سوريا الديمقراطية في المفاوضات السياسية السورية.
رووداو: العلاقات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، جيدة جداً. فهل سيحاول ماكرون إقناع ترمب بدعم حقوق الكورد في كوردستان سوريا؟
ريمي فيرو: آمل أن يكون كذلك. لا أعرف إن كانا قد ناقشا هذا خلال زيارة دونالد ترمب إلى باريس أم لا، لكنني أعتقد أنهما فعلا. الآن، للولايات المتحدة وجود كبير في ظل إدارة جو بايدن،. لكن كما تعرفون، عدم إمكانية التنبؤ به، واحد من الأمور التي تميز دونالد ترمب. لكنني آمل أن يؤدي عدم إمكانية التنبؤ هذا إلى الجانب الجيد، أي بقاء أمريكا في شمال شرق سوريا، هذا الوجود الذي يشكل منذ عدة سنوات ضماناً أساسياً للكورد. فقبل بضع سنوات، عندما كان رئيساً، أعلن دونالد ترمب الانسحاب، لكننا في النهاية رأينا بقاء الجنود الأمريكيين.
لذلك ومع هذه التجربة، آمل أن يحافظ دونالد ترمب على الوجود الأمريكي الذي هو ضروري تماماً. فهذا مع حضور الاتحاد الأوروبي، يشكل ضماناً مهماً ليس فقط للكورد، بل لبلداننا في أوروبا وللمنطقة بأكملها.
عودة ظهور داعش مع الضعف الكبير للكورد، يعني ظهور خطر التطهير العرقي، أن يُجبر الكورد على مغادرة المناطق التي يقيمون فيها منذ زمن طويل. أكرر، الخطر يتهدد العالم بأسره، لأن الخلايا النائمة لداعش لا تزال موجودة.
عندما لا يكون هناك وجود قوي للكورد، وعندما يكون هناك فراغ، وعندما تدعم تركيا المجموعات الجهادية، سيكون الخطر كبيراً جداً ولن يقتصر فقط على منطقة شمال شرق سوريا.
رووداو: لا يشارك الكورد، كثاني أكبر قومية في سوريا، في الحكومة الانتقالية السورية التي شكلها أحمد الشرع. هل هذا موضع انتقاد من جانب فرنسا والاتحاد الأوروبي؟
ريمي فيرو: أعتقد أن على فرنسا وأوروبا أولاً دعم ما تحقق في روجآفا في مجال الديمقراطية والإدارة والخدمات العامة وستكون هذه التجربة مفيدة لكل سوريا. لا ينبغي تدمير الأشياء الإيجابية التي تم بناؤها في السنوات الماضية؛ لا ينبغي إضعافها بسرعة. يجب أن يكون هناك حوار سياسي أولاً. الأمور تسير مرحلة فمرحلة. ما يجب أن يضمنه المجتمع الدولي هو، أولاً أمن الكورد واستمرار النموذج الذي يحترم جميع المكونات من عرب وكورد وسنة وشيعة ومسيحيين في منطقة مهمة جداً من سوريا.
رووداو: تقول السلطات الحالية في سوريا إنها غير مستعدة لتوزيع المناصب على أساس عرقي. لا تزال لا تقبل أي خطة لامركزية، ولن يكون هناك دستور ولا انتخابات حتى أربع سنوات. هل هذا مقبول لدى فرنسا والاتحاد الأوروبي؟
ريمي فيرو: هذه بداية. العملية ستكون طويلة الأمد. المهم في هذه العملية ألا يكون الكورد في موقف ضعيف وأن تكون روجآفا محمية. لاحقاً، في الواقع، هناك الكثير من الشك والحذر من جانبنا. لكن يجب أن تبدأ هذه المحادثات التي ستطول. رأيت أن وزير خارجية فرنسا عرض مساعدة فرنسا والاتحاد الأوروبي في مجال الحقوق الدستورية.
لكن الأمر متروك للسلطات السورية إذا أرادت قبول ذلك. على أي حال، إذا كانت هناك رغبة في إعادة بناء سوريا بالكامل مع جميع مكوناتها، فلا شك أنه يجب أن تكون هناك رؤية اتحادية تمنح الطمأنينة لجميع المكونات. في سوريا هناك الكثير من الأمل والكثير من القلق. نحن نعرف هذا. يجب أن نزرع هذا الأمل ونزيل ذاك القلق. هناك بعض التوقعات فيما يتعلق بالسلطات الجديدة في سوريا، وهذا طبيعي، فسقوط نظام الأسد ما زال حديثاً جداً. لذلك، أريد أن أعتمد مؤشرات الأمل أكثر من التصريحات الحدية التي تصدر الآن.[1]