رأى رئيس هودابار وجوب تغيير الدستور التركي، مشيراً إلى ضرورة حل المسائل في سوريا من خلال الحوار ويجب أن ينال الجميع حقوقهم.
وتحدث رئيس حزب هودابار التركي، زكريا يايبجي أوغلو، خلال استضافته في نشرة رووداو الساعة الخامسة من مساء أمس الثلاثاء التي تقدمها شهيان تحسين، عن القضية الكوردية في كل من تركيا وسوريا.
وقال رئيس حزب هودابار التركي: يجب تغيير الدستور التركي، ويجب تغيير ديباجته أيضاً. كما يجب إزالة العوائق أمام اللغة الكوردية، وتغيير تعريف المواطنة الذي يصف الجميع بأنهم أتراك.
وأشار زكريا يايبجي أوغلو إلى أنه يجب إزالة اسم تركي من هوية مواطني تركيا، أو كتابة أسماء جميع المكونات.
وعن سوريا، أشار رئيس هودابار إلى أنه يجب على شعوب سوريا أن تجلس معاً وتحل مشاكلها من خلال الحوار وبطريقة سياسية.
وأضاف زكريا يايبجي أوغلو: نحن نقول إن الكورد الذين هاجروا من هناك، سواء جاؤوا إلى تركيا أو ذهبوا إلى كوردستان (إقليم كوردستان العراق)، يجب أن يعودوا إلى ديارهم. المكونات في سوريا، يجب أن يعود كل منهم إلى أملاكه وأرضه وقريته، وينال حقوقه وأن يتم تأسيس نظام بهذا الشكل.
أدناه نص الحوار:
رووداو: أتعني أن الخطوة الأولى لتغيير الدستور هي تغيير الديباجة؟
زكريا يايبجي أوغلو: أجل، يجب تغيير الديباجة، ويجب رفع العوائق عن طريق اللغة الكوردية، ويجب تغيير تعريف المواطنة الذي يصف الجميع بأنهم أتراك.
رووداو: هل لديكم بديل ليحل محله؟ هل يجب فقط حذف كلمة تركي أم ذكر أسماء جميع المكونات؟
زكريا يايبجي أوغلو: لا، نحن نقول إنه ليس ضرورياً ذكر اسم أي مكون، نحن نقول إن كل من يعيش على هذه الأرض مواطنون متساوون أمام القانون، لا أحد أفضل أو أقل من الآخر. إذا كانوا يصرون على كتابة أسماء بعض المكونات، وإذا كان اسم المكون التركي سيكتب، فيجب كتابة اسم المكون الكوردي أيضاً. نعم، هناك شعوب أخرى ومكونات أخرى، هناك 26 منهم.
رووداو: هل ترون أن هذه طريقة جيدة لحل هذه القضية أم لديكم آراء أخرى، كيف يمكن حل القضية الكوردية؟
زكريا يايبجي أوغلو: هناك خطوات يجب أن تتخذ عند تغيير الدستور، ويجب تغيير بعض القوانين. هناك خطوات إدارية، إن اتخذت، فلن تكون هناك حاجة لتغيير الدستور، مثل ماذا؟ على سبيل المثال، بقرار واحد يمكن للوزارة أن تتخذه، مثلاً هناك مناطق تم تغيير أسمائها، وشخصيات مثل الشيخ سعيد الذي يوصف بالخائن، لكنه يحظى باحترام كبير عند الشعب الكوردي. حدثت انتفاضة في العام 1925 وبعدها تم إعدام الشيخ سعيد ورفاقه في دياربكر. نحن نقول إنه يجب تقديم الاعتذار لعائلته وللشعب الكوردي ورد الاعتبار إليه.
صحيح أن قانوناً صدر في عام 1938 ألغى الأحكام التي أصدرتها محاكم الاستقلال بإعدام البعض وأعدموا، لكن لا تزال مذكورة في الكتب التي تتحدث عن تاريخ تركيا والجمهورية الجديدة، هذه يجب تغييرها. أي يجب حذف الكلمات التي تؤذي مشاعر الكورد. هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها تدريجياً في حال وجود الإرادة والصدق، يمكن حل هذه القضية خطوة بخطوة.
رووداو: حسناً، أريد أن أسألكم عن كوردستان سوريا، تواصل فصائل الجيش الوطني السوري التي تدعمها تركيا الهجوم على سد تشرين وأطراف كوباني. برأيكم، هل يجب التوقف عن هذه الهجمات؟
زكريا يايبجي أوغلو: في الحقيقة نقول إن هناك حرباً أهلية في سوريا منذ 13 عاماً، ربما شارك فيها العديد من الدول القريبة والبعيدة المجاورة وتلك التي جاءت من بعيد مثل أمريكا وروسيا وبعض الدول الأوروبية، نحن نقول إن هذه الحرب الدائرة منذ نحو 14 عاماً، ففي آذار القادم ستكمل 14 عاماً، نحن نقول إن شعوب سوريا سواء كانوا كورداً أو عرباً أو تركماناً أو غيرهم، مسلمين وغير مسلمين، علويين وشيعة، جميعهم نال حصته من المعاناة وخسارة الدماء.
يجب على شعوب سوريا جميعاً أن يجلسوا معاً، بالحوار، الجلوس إلى طاولة واحدة ليناقشوا بطريقة سياسية كيفية تأسيس دولة سوريا المستقبلية، وما هي حقوق وواجبات الجميع، وأن يتم تنفيذ ذلك وحل ملفاتهم بطريقة سلمية من خلال الحوار والمناقشة ووضع دستور جديد يجد فيه كل شخص نفسه.
لكن قبل هذا الاجتماع، وقبل كتابة الدستور، تسعى الأطراف التي تحمل السلاح اليوم للحصول على موقع أقوى على الأرض السورية. لكن يجب أن تكون القوة الأكبر قوة صاحب الحق، أي أن من لديه الحق هو القوي، ويجب أن تكون هناك مساواة على الأرض السورية. في عهد نظام البعث حتى قبل سنوات من الآن، كان بعض الكورد لا يملك حتى بطاقة هوية ولم يكن يعترف بهم كمواطنين. لم يكن لديهم حق التملك، ولا حق التعليم، وكانوا محرومين من حقوق كثيرة.
لكن بعد بدء الحرب الأهلية السورية، هاجم حزب الاتحاد الديمقراطي وPKK الكورد الآخرين مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأطرافاً أخرى في المجلس الوطني الكوردي السوري، وطردوا بعضهم من سوريا واعتدوا عليهم. اليوم، وحتى عندما هجم داعش على كوباني، طلبوا المساعدة من جميع الكورد. قالوا تعالوا ساعدونا، داعش يحاصر كوباني ويريد القضاء على الكورد، ستحدث إبادة جماعية كبيرة. لكن بعد أن جاء البيشمركة وساعدوا كورد كوباني، وبعد تحرير كوباني من داعش، عادوا إلى طريقهم السابق. عادوا إلى أصلهم ومرة أخرى لم يقبلوا بالكورد الآخرين، الذين لم ينصاعوا لهم.
بعد ذلك كان بإمكان كورد سوريا، معاً بجميع أطرافهم السياسية، أن يؤسسوا إدارة على أرض كوردستان سوريا، وحينها لم يكن الوضع في كوردستان سوريا سيكون كما هو اليوم. لكن PKK وحزب الاتحاد الديمقراطي قالا دعه يكون صغيراً على أن يكون لي أنا، واليوم يدفعون ثمن ذلك.
نحن نقول إن الكورد الذين هاجروا من هناك، سواء جاؤوا إلى تركيا أو ذهبوا إلى كوردستان (إقليم كوردستان العراق)، يجب أن يعودوا إلى ديارهم. المكونات في سوريا مهما كانت، يجب أن تعود كلها إلى أملاكها وأراضيه وقراها، وأن يحصل كل على حقوقه وأن يتم تأسيس نظام بهذا الشكل.
من الذي يتخذ القرارات؟ ليس من حقنا أن نقرر عن سوريا، لكننا سنساعدهم إذا استطعنا ونمد لهم يد العون، لكن أي نوع من الدولة يؤسسون وكيف يديرون أنفسهم، هذا قرار الشعب السوري وهم الذين سيؤسسون نظامهم.
رووداو: كيف يجب أن تتعامل تركيا مع كوردستان سوريا؟
زكريا يايبجي أوغلو: في الحقيقة ليس تركيا فقط، نحن نقول إن نظام البعث سقط، وتعرضت شعوب سوريا جميعاً للظلم وانتهى هذا الظلم، نحن شاكرون لهذا ونقول إن شاء الله لن يحل ظلم كذلك الظلم على أحد مرة أخرى. في الحقيقة، نظام البعث كان يظلم كل الشعب السوري في سوريا كما مارس نظام البعث في العراق الظلم. على الدول المحيطة بسوريا التي هي جارة لسوريا، سواء تركيا أو العراق أو الأردن وغيرها، أن تساعد الشعب السوري.
ليس فقط، على سبيل المثال، أن تدعم تركيا التركمان فقط أو أن تدعم حكومة بغداد العرب فقط أو أن تتبنى حكومة إقليم كوردستان الكورد فقط. نحن جميعاً بشر ومتساوون، يجب على كل شخص أن يساعد كل المظلومين. إذا مدت تركيا يد الأخوة والصداقة لجميع مكونات سوريا، فإن هذا سيصب في مصلحة تركيا على المدى البعيد.
لا توجد في المنطقة أي دولة تتكون من مكون واحد فقط، من شعب واحد، من أمة واحدة، أو من دين واحد، من مذهب واحد. فما هو موجود هناك، موجود في هذا الجانب من الحدود أيضاً، ما هو موجود تحت الخط موجود فوقه أيضاً، على الدولة أن لا تنسى أن الناس المتواجدة هناك، مهما كانت فإنه يوجد من أبناء قوميتها أو عقيدتها أو قرابتها أو أهلها أو أصدقاؤها وحتى إخوتها في هذا الجانب من الحدود، يجب أن ننظر إليهم جميعاً نفس النظرة، ونمد لهم يد الأخوة، يد الصداقة، يد الرحمة والعطف.[1]