POiNT
www.pointnumber.com
منظمة بوينت لأستطلاعات الرأي والدراسات الأستراتيجية
(p00pss)
(NO. 26)
نيجيرفان بارزاني.. حکومة تنهض من الرماد
(أستطلاع رأي)
(june – 2013)
point@pointnumber.com
(00964) (07504479839) (07701629888)
المقدمة
لم تشهد کوردستان منذ قيام تجربتها مطلع عام (1991) حرکة عمرانية وحضارية واستثمارية کالتي شهدتها على مدى سنوات رئاسة نيجيرفان بارزاني الأولى لحکومتها (1999-2009).
يعتقد العديد من المراقبين بأن نيجيرفان بارزاني لم يکن يوما رئيسا اعتيادا، بل کان أکثر من ذلک بسبب طموحه الکبير لبناء تجربة سياسية وادارية تضاهي تجارب الدول المتقدمة وخصوصا بلدان الخليج وعلى راسها الأمارات العربية المتحدة (UAE) وتحديدا في مجالات الاستثمار وتشييد البنية التحتية لکوردستان عموما واربيل العاصمة تحديدا.
هناک رجال سياسة وهناک رجال دولة، ونيجيرفان بارزاني حسب المراقبين هو رجل دولة وليس مجرد رجل سياسة، فالسياسي يريد ادارة تجربة سياسية ناجحة، فيما يطمح رجل الدولة الى تشييد تجربة أستراتيجية تشمل جميع مناحي الحياة بما فيها السياسة.
فرضت الأتفاقية الاستراتيجية بين الحزبين الرئيسين في کوردستان الديمقراطي الکوردستاني والوطني الکوردستاني تسليم رئاسة الحکومة للاتحاد الوطني الکوردستاني في عامي (2009-2011) وحسب هذه الأتفاقية أنسحب نيجيرفان بارزاني من رئاسة الحکومة في تلک المرحلة، لکنه في عام (2011) وعقب مرور عامين على غيابه عاد رجل الدولة هذا الى واجهة الأحداث بعودته الى کرسي رئاسة الوزراء، ولکن وحسب المراقبين لم تجري الرياح بما تشتهي سفن نيجيرفان بارزانى هذه المرة، فطموحه الرامي الى بناء حکومة وطنية تشارک فيها جميع الأحزاب السياسية في کوردستان لم يتحقق بشکل کبير، وعملية النمو والتطور المحمومة التي بدأها خلال فترة رئاسته السابقة لم تجري بنفس الوتيرة بسبب تأزم الوضع بين بغداد وأربيل من جهة وتأزم العلاقات الوطنية بين أحزاب المعارضة والسلطة من جهة أخرى.
في هذا الأستطلاع الذي أجريناه بحيادية تامة وبعلمية دقيقة؛ والذي شمل (500) شخص من کافة الأعمار والطبقات والأديان والمذاهب والطوائف والقوميات (الکوردية، الترکمانية، الکلدوآشورية، العربية وغيرها) ومن کلا الجنسين في (5) محافظات هي (أربيل، السليمانية، کرکوک، دهوک، الموصل) حاولنا أن نقرأ رأي الشارع الکوردستاني أزاء فترة رئاسة نيجيرفان بارزاني الحالية لحکومة کوردستان ومدى الآمال التي کان يعلقها هذا الشارع على هذه الحکومة التي أعتقد البعض قبل عامين بأنها ستکون بقوة نهوض العنقاء من رمادها الأزلي، في محاولة جادة منا لفهم طبيعة هذا الرأي والأسباب التي تقف وراءه، مساهمة منا في بلورة فهم واضح لتلک العودة التي أعتقد الکثيرون بأنها ستشکل أنعطافة في مسار حکم الدولة في کوردستان.
النتائج
01- هل تعتقد بأن نيجيرفان بارزاني حقق مکاسب وانجازات حقيقية خلال رئاسته الحالية للوزراء؟
نعم: 34.5%
لا: 56.8%
لا أعرف: 08.7%
02- هل تعتقد بأن نيجيرفان بارزاني تمکن من أنقاذ حکومته الحالية من طوق التحزب؟
نعم: 22.4%
لا: 71.1%
لا أعرف: 06.5%
03- هل تعتقد بأن نيجيرفان بارزاني تمکن خلال رئاسته الحالية للحکومة من تحقيق تقدم على صعيد حلحلة الخلافات القائمة بين أربيل وبغداد؟
نعم: 44.5%
لا: 52.6%
لا أعرف: 2.90%
الخلاصة
لقد أظهرت نتائج هذا الأستطلاع بأن نسبة کبيرة من الشارع الکوردستاني وصلت الى (56.8%) تعتقد بأن حکومة نيجيرفان بارزاني لم تتمکن خلال العامين المنصرمين من تحقيق أنجازات کبيرة وحقيقية، وربما کان سبب هذا الأعتقاد هو ان الشارع الکوردستاني يقارن بين ما حققه الرجل خلال سنوات حکمه السابقة وتلک المکاسب التي حققها في ولايته الحالية؛ والتي يبدو بأن المقارنة بينهما تظهر مدى تراجع قوة أداء هذه الحکومة، فالشارع الکوردستاني ما زال يتذکر أنجازات نيجيرفان بارزاني التي تحققت أبان رئاسته السابقة للحکومة والتي يبدو بأنها ستظل مقياسا حتميا لکل ما يمکن لهذا الرجل أن يحققه اليوم أو في المستقبل.
ويبدو بأن أحد أسباب تراجع أداء هذه الحکومة عن مستوى أدائها السابق يعود الى عجز نيجيرفان بارزاني عن أنقاذ حکومته الحالية من طوق الحزبين الرئيسين في کوردستان وظلال الأتفاقية الاستراتيجية بينهما والتي تقضي بمناصفة المقاعد والمناصب الحساسة في هيکلية الدولة، فالشارع الکوردستاني يدرک جيدا قوة هذين الحزبين وأصرارهما على السيطرة على مقاليد الحکومة، ومن هنا فقد أکد (71.1%) من المشارکين في هذا الاستطلاع بأن نيجيرفان بارزاني لم يتمکن من أنقاذ حکومته الحالية من طوق التحزب، وربما کان هذا هو السبب وراء تخوف احزاب المعارضة من المشارکة في هذه الحکومة، فعلى الرغم من ثقة الشارع الکوردستاني وعدد کبير من الأحزاب المعارضة بقدرات نيجيرفان بارزاني وتوجهاته القريبة من الليبرالية؛ ألا أنهم يدرکون أيضا مدى قوة وسيطرة المکتبين لسياسيين للحزبين الحاکمين على أية حکومة يتم تشکيلها في کوردستان.
لقد أظهرت نتائج هذا الأستطلاع بأن الشارع الکوردستاني غير متفق على بشأن قوة وتأثير ما أنجزه نيجيرفان بارزاني خلال العامين المنصرمين على صعيد حلحلة المشاکل والمعوقات والخلافات التي ما زالت تعصف الى حد کبير بالعلاقة بين أربيل وبغداد، فقد أکد (44.5%) من المشارکين في هذا الاستطلاع بأن نيجيرفان بارزاني تمکن من تحقيق تقدم على هذا الصعيد، فيما أکدت النسبة الأعظم (52.6%) من المشارکين بأنه لم يتمکن من تحقيق هکذا أنجاز، في اشارة واضحة الى وجود خلاف في أوساط الشارع الکوردستاني أزاء هذا الموضوع الذي بات يمثل منذ سنوات عديدة أرقا للطرفين اللذين يحرصان على عدم تفويت أية فرصة لأظهار عدم ألتزام الطرف المقابل بالقواعد الدولية التي تنص عليها القوانين والمواثيق الدولية التي تختص بتنظيم العلاقة بين المرکز والأقليم في الدول الأتحادية.
لقد أظهرت نتائج هذا الأستطلاع بشکل عام بأن حکومة نيجيرفان بارزاني الحالية والتي أعتقد الکثيرون بأنها ستنهض من الرماد بشکل مؤثر وملفت للنظر قد خيبت الى حد کبير آمال معظم هؤلاء، حتى صار العديد من المراقبين يعتقدون في وصفهم وتقييمهم لأداء الحکومة الحالية بأنها ربما حاولت ان تکون مثل تلک العنقاء الناهضة من الرماد لکنها لم تتمکن من نفض الرماد عن کاهلها والتحليق في کبد السماء کما کان يأمل الکثيرون!!.