#بدرخان علي#
27/8/2017
احتفلت تركيا هذه الأيام، كما في كل عام، رسمياً وشعبياً بمناسبة معركة (ملاذكرد) 1071 م التي انتصر فيها السلاجقة الأتراك علی البيزنطيين، وكان النصر في تلك المعركة بداية لانتشار القبائل التركية الغازية (التي دمرت في طريقها الكثير من بلاد الأكراد والأرمن) في الأناضول/ تركيا الحالية... وقد وجه الرئيس التركي أردوغان رسالة بهذه المناسبة وتوعد الذين يتربصون بتركيا. ! قائلاً : أقول لمن يريد أن يرانا ضعفاء: اعلموا أن تركيا وقفت علی قدميها، ومهما فعلتم لن تستطيعوا عرقلة هذا النهوض. وأضاف ما دفعه أجدادنا من ثمن كي يجعلوا هذا التراب(الأناضول) وطنًا، وما خاضته أمتنا من نضال، أكبر ضامنان لاستمرارية جمهوريتنا التي أسسناها علی قواعد متينة تتطور وتكبر يوما بعد يوم.وفي ختام رسالته، ترحم أردوغان علی كافة الشهداء علی رأسهم السلطان ألب أرسلان (قائد معركة ملاذكرد)، ومؤسس الجمهورية وقائد حرب الاستقلال أتاتورك.
وفي تصريح صحفي أوضح نجل الرئيس التركي بلال أردوغان، وهو رئيس اتحاد الرياضات التقليدية الدولي، أنهم جاؤوا إلی البلدة للمشاركة في فعاليات ذكری نصر الجيوش الإسلامية علی الجيوش الصليبية في ملاذكرد.
طبعا، الحكومة التركية ومعها الأوساط الاكاديمية والثقافية التركية، لن تذكر أنه لولا مشاركة 10 آلاف فارس كردي، شكلوا أضعاف عدد المقاتلين السلاجقة، في جيوش السلطان السلجوقي ألب أرسلان، في ملاذكرد / مناذكرد (حوالي منطقة موش-كردستان التركية) لما تمكن السلاجقة من النصر ولما ظهرت الامبراطورية العثمانية لاحقاً ولا تركيا المعاصرة بعدها! (المؤرخون الأتراك يصفون غزوات القبائل التركية لمنطقة الأناضول بالفتوحات)
و أقتبس هنا من الباحث الكردي د. أحمد خليل مايلي :
المؤلف ابن أبي الهيجاء يقول في الصفحة (118 - 119) ضمن أحداث سنة (463 ه): وفيها كانت وقعة عظيمة بين ألب أرسلان وملك الروم. ثم يفصّل القول فيقول:
... وورد الخبر بأن ملك الروم قاصدٌ بلادَ المسلمين بالجمع الكبير، وكان تفرقَ عسكر السلطان، فأنفذ نظامَ المُلك [ وزيره ] إلی هَمَذان ليجمع العساكر، وبقي السلطان في أربعة آلاف غلام جريدةً، مع كل غلام فرس يركبه وآخر يجنبه، وسار قاصداً ملك الروم. وقصد ملك الروم إلی مناذكرد فأخذها، وتواقف السلطان وملك الروم يوم الجمعة وقت الصلاة، وكان قد اجتمع إلی السلطان عشرة آلاف من الأكراد، وكان مع ملك الروم مائة ألف مقاتل، ومائة ألف جُرجي، فلما كان وقت الصلاة رمی السلطان القوس من يده، وأخذ الدبوس، وساقوا علی الروم فكسروهم، ولم ينج منهم إلا القليل، وأسر ملك الروم.