إن المتابع للوضع السوري عموماً، يُلاحظ بوضوح أن المناطق التي تُسيطر عليها فصائل مسلحة وهي تحت الاشراف أو الاحتلال التركي فعلياً (إدلب، منطقة عفرين، مناطق اعزاز والباب وجرابلس)، هي الأكثر خطورة وفقداناً للأمن والأمان، يسودها الفوضى والفلتان، وتُعاني أسوأ الأوضاع الإدارية والاقتصادية والخدمية وغيرها.
وفي ظل تلك الحالة المزرية، وبعد دخول مجموعات من قوات خاصة تركية إلى عفرين، تم فرض حظر التجوال في المدينة يومي الأحد والاثنين الماضيين 18-19/11/2018، وأعلنت ما تسمى بهيئة الأركان العامة – الجيش الوطني إن الاستنفار الحاصل هو لملاحقة مجموعات من العصابات الخارجة عن القانون، وأغلقت المدارس إلى الآن. فوقعت اشتباكات عنيفة داخل المدينة وفي تلة قرية كفرشيل، على مدار يومين تقريباً، أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، واحتراق منزل من طابقين بجانب مقهى شو كافي، وأُلحقت أضرار مادية بممتلكات مواطنين، وفي تلك الأجواء، قام مسلحون بسرقة سيارات في شارع الفيلات وقرب دوار نوروز، وسرقة محتويات محلات تجارية وما يقارب /160/ تنكة زيت من إحداها.
كما أعلن اليوم حظر التجوال في مدينتي عفرين وجنديرس، حيث يدرك المواطن جيداً أن مثل هذه العمليات ليست لفرض الأمن وخلق الاستقرار وملاحقة اللصوص، بل هي تصفية حسابات وإعادة لضبط وتنظيم تلك الفصائل ضمن سياسات وأجندات الاحتلال التركي، ربما تكليفها بمهام أخرى.
هذا وتم اعتقال كل من (حسن شكري سيدو، سامي خليل جمو، أيوب حيدر معمو) في قرية إيسكا، وقام مسلحو الفصيل المسلح في قرية كوكان فوقاني بمداهمة منزل المواطن عزيز جمال (أبو فهمي) وسرقة حوالي /50/ تنكة زيت.
وتواردت أنباء عن مقتل الطفل حسن خلو /15/ عاماً من قرية باخجة -ناحية بلبل والمقيم مع أهله في حي الزيدية بمدينة عفرين، على يد أحد المسلحين، لدى زيارة المغدور له في منزله.
بخصوص شبكات الهاتف الأرضي والكهرباء ومراكزها ومرافقها في عفرين عموماً، فإنها تعرضت للتخريب والعبث والسرقة، حيث كانت محمية وقائمة بالكامل أثناء الإدارة الذاتية السابقة، فالهاتف الأرضي كان يعمل بشكل طبيعي، وإذ كانت الشبكتان مقطوعتان عن شبكات محافظة حلب بسبب التخريب في المناطق المجاورة. وقد أفاد مصدر مسؤول أن 80% من كوابل شبكتي الهاتف والكهرباء قد تمت سرقتها لأجل بيع النحاس الموجود فيها، كما تم سرقة /10/ مجموعات توليد كهرباء عائدة لمراكز الهاتف، منها ثلاثة في المدينة، وتم تحويل مركزي هاتف راجو و بعدينا إلى مقرّات عسكرية.
بخصوص موسم الزيتون، فالاستيلاء على أملاك مواطنين وفرض أتاوات والسرقات متواصلة، وحصار المنطقة ومنع نقل الزيت قائم، حيث بإمكان الجانب التركي لوحده شراء الزيت بسعر متدني يفرضه هو، وقد أفاد وزير الزراعة والغابات التركي، بكر باكدميرلي، إن (الحكومة التركية لا ترغب في أن يسيطر حزب العمال الكردستاني على موارد عفرين مشيراً إلى رغبة أنقرة في الحصول على موارد عفرين بطريقة ما)- حسب صحيفة الزمان التركية 18/11/2018، وتحدثت الصحيفة أن الوزير خلال جلسات مناقشة ميزانية وزارته بالبرلمان، اعترف باستيلاء تركيا على منتجات عفرين وقال نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي، إنه تم القضاء على مزارع الزيتون في عفرين، مفيداً أن هذا الأمر يعكس سياسة العداء للأكراد في المجال الاقتصادي، كما طالب بضرورة التراجع عن سياسة الغنيمة والنهب هذه، ونقلت الصحيفة إشاعات متداولة حول نقل /50/ ألف طن زيت زيتون إلى تركيا من معبر (غصن الزيتون الحدودي).
ما يشغل بال المواطن بشكل أساس هو الأمان والاستقرار وتوفر مقومات الحياة، وما قصص تمرّد فصيل ما أو هروب قائده، وحلّ فصيل وتأسيس آخر باسم ما، وحكايات الفساد واللصوص، واقتتال فصائل بين بعضها بعضاً هنا وهناك، إلا حلقات من مسلسل الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عموماً.
#24-11-2018#
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)