بمبادرة من المؤتمر الوطني الكوردستاني و بهدف اتخاذ موقف موحد لدعم مقاومة قوات حماية الشعب ونضالها ضد هجمات واحتلال الدولة التركية، تمت دعوة العشرات من الأحزاب والمنظمات والمئات من الشخصيات المستقلة من كتاب و مثقفين وفنانين وأكاديميين وصحفيين) وممثلين عن الأديان والمعتقدات الكوردستانية و من الذين يرون أنفسهم كممثلين عن صوت وضمير الأمة والوطن، لحضور مؤتمر موسع على شبكة الزووم حيث نتج عنه نداء موجه الى الرأي العام وهو كالآتي:
منذ الرابع والعشرون من شهر نيسان-ابريل الماضي بدأت الدولة التركية بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق في مناطق متين و زاب و آفاشين في جنوب كردستان. لا تزال هذه المناطق تشهد قتالا عنيفاً اذ تخوض قوات الگريلا بروح بطولية نضالا باسلاً. هذه الهجمات الكبرى ليست كما تدعي الدولة التركية بأن تكون فقط ضد قوات الدفاع الشعبي بل هي ضد كل مكاسب الشعب الكردي والهدف الأساسي هو احتلال جنوب كردستان. الرابع والعشرون من نيسان-أبريل هو ذكرى الإبادة الجماعية ضد الشعب الأرمني وبدء العملية العسكرية في مثل هذا اليوم ليس صدفة بل هي رسالة مفتوحة مفادها الإبادة الجماعية للشعب الكوردي.
إن أهداف الدولة التركية من هذه الهجمات مكشوفة امامنا، هي لا تريد للشعب الكوردي وكافة المكونات الأخرى في كوردستان كالاشوريين والسريان والكلدان وغيرهم أن يعيشوا على أرضهم بحرية وسلام. بل هي تريدهم اسرى وتسعى الى احتلال اراضيهم. الدولة التركية تعمل على تتريك المنطقة بالكامل من خلال القضاء على الشعوب الاخرى. الدولة التركية تعادي الوجود الكوردي وهي ضد كوردستان لا تخفي هذه النية ، بل تظهرها من خلال ممارساتها السياسية والعسكرية والثقافية. كما تقوم الدولة التركیة بتغیر التكیبة السكانیة في المناطق المحتلة و تدمیر بیئتها الطبیعیة.
في عام 2017 ساندت الدولة التركية الحكومة العراقية أثناء هجومها على المناطق المتنازع عليها في كركوك و خورماتو وشنكال وخانقين وغيرها من المناطق المتنازع عليها الاخرى.
في غزو مرتزقة داعش واحتلالها لكردستان وخاصة كوباني ، لعبت الدولة التركية دورًا رئيسيًا لمساندة داعش كما كانت الدولة التركية ولا تزال في موقف عدواني ضد كانتونات غرب كردستان (روجافا) ومنطقة الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا. كما أقامت عشرات القواعد العسكرية والاستخباراتية في جنوب كردستان ، لاستخدامها ضد مصالح شعبنا
في هذه الاثناء تشن الدولة التركية هجوما كبيرا على مناطق متين وزاب وآفاشين في جنوب كوردستان، أمام كل هذه الانتهاكات والهجمات التي تشنها الدولة التركية لم يصدر اي صوت او موقف كما هو مطلوب لا على المستوى الوطني ولا حتى على المستوى الدولي. . الوضع الحالي يتطلب كسر هذا الصمت واتخاذ موقف حاسم ضد الانتهاكات التركية وسعيها لاحتلال جنوب كردستان. القوات المناضلة والمقاومة للاحتلال تتطلع للمساندة والوقوف معها في مقاومتها ضد الاحتلال. بالوحدة الوطنية وبدعم ومساندة الأصدقاء نستطيع الوقوف أمام الهجمات وهزيمة الاحتلال. الدولة التركية تشهد ضعفا ولا قوة لها، والدليل على ذلك الانتصارات التي حققتها قوات الگريلا في جبل گارا والتي لا تزال تلوح في الأفق.
في المقام الأول ، يتوجب ظهور موقف وطني وقومي. ولكي يحدث هذا، على جميع القوى الكوردستانية وعلى اعلى المستويات اتخاذ موقف علني وموحد والوقوف ضد الاحتلال ودعم المقاومة الوطنية والقومية. هذا الموقف الموحد يمكن له ان يؤثر على الفاعلين السياسيين الدوليين ايضاً ويكسر صمتهم.
على هذا الاساس يقدم الاجتماع التشاوري بشكل عاجل هذا النداء الى الشعب الكوردي وشعوب كوردستان والعالم الديمقراطي والانسانية جمعاء:
1- يعد بدء هجوم الدولة التركية على جنوب كوردستان في الرابع والعشرين من شهر نيسان بالتزامن مع الذكرى السنوية لإبادة الأرمن رسالةً واضحة لتكرار عمليات الابادة ولكن هذه المرة ضد الشعب الكوردي. نحن المشاركون في هذا الاجتماع نتعامل بحساسية تجاه الموقف الوحشي للدولة التركية وسنقف بكافة إمكاناتنا ونساند قوات الدفاع للوقوف ضد هجمات الدولة التركية.
2- عدم التوافق الداخلي الكوردستاني يضعف جبهة الدفاع والمقاومة ويشكل خطرا على مكتسبات كوردستان كما يمهد الطريق أمام جبهة الاعداء لتحقيق مآربهم هذه الحقيقة تجلت مؤخرا عند احتلال مناطق خانقين وشنكال وخورماتو. لذا التوافق الداخلي يفتح الطريق أمام تحقيق المزيد من الانتصارات ويكسر شوكة الاعداء وما حصل في كوباني خير دليل على ذلك. الاجتماع يرى في التوافق الداخلي الكوردستاني ضرورة حياتية ملحة وتكرر في الاجتماع نداء الوحدة الوطنية.
3- بروح مقاومة كوباني يتوجب دعم مقاومة قوات الدفاع ضد احتلال الدولة التركية لجنوب كوردستان. وتحقيقا لهذه الغاية ، يجب بذل جهد دبلوماسي قوي وطني وقومي في الداخل والخارج.
4- يدعو الاجتماع الى النفير العام والتعبئة الوطنية والقومية ضد غزو واحتلال الدولة التركية، كما يدعو كافة أبناء الشعب الكوردي المشاكرة في الفعاليات المناهضة للاحتلا ل والى دعم ومستندة المقاومة والوقوف الى جانب المقاومين.
5- يدعو الاجتماع رئاسة برلمان وحكومة إقليم كوردستان إلى التصدي لهجمات واحتلال الدولة التركية والعمل على انسحاب القوات التركية من جنوب كردستان.
6- يدعو الاجتماع الحكومة الاتحادية العراقية إلى الغاء اتفاقية المعابر الحدودية التي وقعت في عهد صدام حسين بين النظام العراقي البائد والدولة التركية كما يطالب المجتمعون الدولة الاتحادية العرقية الى التعبير عن معارضتها للاحتلال التركي لجنوب كردستان، ومنع الطائرات الحربية التركية من خرق الأجواء العراقية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاخراج القوات التركية من الأراضي العراقية.
7- يدعو الاجتماع جامعة الدول العربية الى اتخاذ موقف لصد هجمات الدولة التركية على جنوب كوردستان وادانتها.
8- يدعو الاجتماع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجميع القوى ذات الصلة إلى عدم التزام الصمت تجاه اعتداء الدولة التركية على الشعب الكردي.
9- يدعو الاجتماع أصدقاء الشعب الكردي والعالم الديمقراطي وأصحاب الضمير الحي بشكل عام ونقول " لقد أظهرتم موقفا جيدا أثناء الهجمات والمعارك التي دارت في كوباني وعفرين وتل أبيض ورأس العين، نتمنى منكم إظهار مواقف مماثلة ضد الهجمات التركية على جنوب كوردستان. الشعب الكردي بحاجة إلى دعمكم.
10- نطالب من الكوردستانيين و اصدقاء كوردستان ايقاف التعاملات التجارية مع الدولة التركية ومقاطعة البضائع التركية.
11- لتنفيذ مقررات هذا الاجتماع و تنظيم عمل مشترك ضد الاحتلال التركي سيتم إنشاء طاولة أزمات وفريق إدارة أزمات يضم ممثلين عن تنظيمات سياسية ومدنية وعن كافة المكونات ومن اعلى المستويات.
12- نحن كأشخاص وممثلين عن الأحزاب والمنظمات المشاركين في هذا الاجتماع نعلن موقفنا ضد غزو واحتلال الدولة التركية و نكرر التزامنا بدعم ومساندة القوات المناضلة ضد الاحتلال ونقول: الدفاع عن متين وزاب وآفاشين هو دفاع عن كردستان كلها. ونقف بكل إمكاناتنا مع مقاومة الاحتلال. كما نطالب من جميع الاحزاب والمنظمات والمؤسسات والافراد في كوردستان اتخاذ موقف مماثل.
اجتماع الموقف الوطني والقومي من الهجمات الاحتلالیة للدولة التركية
15 مايو/ایار 2021