كولبهار، Gulbihar
ولدت الفنانة الكردية كولبهار ” فاطمة محمد أحمد علي” في عام 1932م، تنحدر أصولها إلى قضاء أميدية ” العمادية ” بمحافظة دهوك حيث هاجرت عائلتها إلى قرية كوجانز في كردستان تركيا وأقامت هناك فترة معينة لتعود إلى كردستان العراق في عام 1949م.
الفتاة اليافعة التفتت إلى موهبتها وصوتها الجميل الذي يلامس أوتار القلوب في سن مبكرة لتتوجّه إلى بغداد في السابعة عشر من عمرها وتلتحق بفرقة كورال “الإذاعة العراقية” كمطربة وفنانة مسرحية فتكون هذه الخطوة نافذة عبور لها إلى عالم المجد والشهرة، ولكن الطريق لم يكن سهلاً ولا مفروشاً بالورود بل كان عليها أن تواجه المجتمع المحافظ وتقف في وجه العادات والتقاليد بكل قوة لتستطيع التحليق في سماء الفن.
في ستينات القرن العشرين تعرفت كولبهار على فنانين كرد في إذاعة بغداد الذين أعجبوا بصوتها الرائع لتبدأ مرحلة جديدة وأكثر وضوحاً في مسيرتها والذي تبلور في عام 1963 بتسجيل أول أغنية لها باللغة الكردية لتتألق ويمتد صوتها في وجدان المجتمع الكردي ويحفر عميقاً، صوتها النابع من أعماق روحها التوّاقة للحب والخير والجمال.
كولبهار من المغنيات الكبيرات اللواتي أضفن للأغنية الكردية الكثير ويعتبرها الكثيرون رائدة الحداثة في الفن الكردي حيث كانت تؤدّي الأغاني الشبابية ذات الإيقاع السريع وهي أول مطربة كردية سافرت إلى عدد من دول العالم حيث غنّت على أكبر مسارح لبنان ثم سافرت إلى بريطانيا وفرنسا والنمسا وأمريكا لتوصل صوتها ورسالتها الفنية للجالية الكردية هناك.
.خاضت كولبهار تجربة الثنائيات الغنائية مع عدد من الفنانين الكرد منهم:
عيسى برواري “Zembîl Firoş“
سمير زاخوي “Ez Keçim Keça Kurdanim“
تحسين طه ““Xalxalokê
اعتزلت كولبهار الفن في عام 1985وكانت أخر أغنية أدتها قبل اعتزالها هي أغنية”Dilo Te Ez Hêlam”لتقفل مسيرتها الفنية بعد أن نضج مشوارها الفني ووضعت بصمة مختلفة وحضور مختلف وراقي في تاريخ الأغنية الكردية وبلغ عدد أغنياتها حوالي 272 أغنية.
توفيت كولبهار في احدى مشافي بغداد في23-02- 2010 عن عمرٍ ناهز 78 عام ولكنها بقيت خالدة بالإرث الفنّي الجميل وصوتها الذي سيظل ينثر الفرح والحب وألوان الحياة أينما حل.[1]