حاورها/ غاندي إسكندر
روناهي/ كركي لكي: الشاعرة ماري بكر الفتاة التي ترى في الشعر ملجأً لها بعد نحر عفرين على أيدي طغاة العصر تؤكد بقولها: “الشعر عالمي الذي أتنفس منه، وأعبر به إلى ذاتي في رحلة الهروب عن العالم المرئي، وألوذ إليه كلما ضاقت بي الأقدار”، شاعرة مرهفة الإحساس تتميز كلماتها بمستواها الراقي، وأسلوبها الشفاف الذي يأخذ بشغاف القلب إلى مكامن الأحاسيس النابضة بالحياة، وبمناسبة قرب صدور مجموعتها الشعرية الأولى ارتأت صحيفتنا “روناهي” أن تجري معها هذا الحوار.
متى بدأت بممارسة الكتابة الأدبية، وكيف كانت البدايات، ومن أخذ بيدك للولوج إلى عوالم الشعر، والأدب؟
لقد كانت أولى محاولاتي في طرق أبواب الشعر عندما كنت في المرحلة الثانوية، فقد كان المدرسون، ولاسيما مدرسو اللغة العربية يشجعوننا على الكتابة في المواضيع الأدبية، وقد بدأت ببعض الخربشات الأدبية، وكانت لكتب كل من سليم بركات، ورياض الصالح الأثر الكبير في صقل شخصيتي الأدبية، وبعد انتقالي من عفرين إلى حلب في بداية عام 2017م، بحكم العمل ساعدني أحد زملاء العمل أن أدخل ميدان الشعر من باب المشاركة في الأمسيات الشعرية التي كانت تقام في المراكز الثقافية.
عندما تكتب ماري بكر هل تضع في حساباتها القارئ والناقد؟
الكتابة هي عالمي الخاص ألوذ إليها من عالم الأرض لأسبح في عبق الحروف بدون أن تكون هناك حسابات، فأنا رهينة لإلهامي، وعندما يأتي أسرح بخيالي بين طيات الكلمات، لكن هذا لا يعني إنني لا أفكر مطلقاً بالقارئ، فرأي القارئ بما أخطه من شعر يمنحني جرعات للاستمرارية في الكتابة، أما بالنسبة للنقاد فآراؤهم تهمني عندما يكون نقدهم موضوعياً بناءً.
ماهي المواضيع التي تعالجينها في كتاباتك الشعرية، وهل هناك لون خاص بكِ؟
إن أهم المواضيع التي تكون دائمة الحضور في قصائدي هي عفرين حيث مسقط الرأس، والهوى وكذلك يهمني كثيراً نبض المجتمع الذي أنا جزء منه، والمرأة وما تعانيه في المجتمع الشرقي لها سجلٌ حافل في كل ما أكتب، ولقد أخترت اللون الشعري النثري من النوع السريالي، فأنا أجد في هذا اللون الشعري انسيابية، وحرية أكثر من الشعر التقليدي، وشعر التفعيلة.
هل هناك من عوائق تمنعك من تقديم كل ما تريدين الخوض فيه من خلال الشعر؟
بالطبع هناك عوائق كثيرة كوننا مازلنا أسرى في هذا المجتمع المكبل بالعادات، والتقاليد الشرقية لذلك تبقى بعض الكتابات هي لك لنفسك فقط.
ما رأيك فيما يسمى بالأدب النسائي، وهل أنت مع مقولة شعر نسائي، وشعر ذكوري؟
من وجهة نظري لا يوجد هناك أدب نسائي، وأدب آخر رجالي أو ذكوري الأدب هو أدب، والشعر تعبير عن خلجات النفس، ومكنوناتها الداخلية، وأنا لست مع هذه المقولة أبدا ولست من أنصارها.
بماذا تحلم ماري بكر؟
إن حلم كل شاعر أن يسبح في أعماق الشعر، ويسبر أغواره، وأن تلامس كتاباته شغاف القراء، وتعالج همومهم.
ماري بكر ألم يحن الوقت لتزفي لقرائكِ بشرى ولادة مجموعتك الأولى؟
أنا حالياً بصدد التحضير لطباعة أول مجموعة شعرية لدي، وقريباً سترى النور بعد الانتهاء من بعض اللمسات النهائية.
حبذا لو نختم الحوار بمقطع شعري من مجموعتك الشعرية القادمة.
في زخم الميقات المبتعد
على المقعد تحت شجر الصفصاف
همست في جفنه
استلذت بدمعه الهارب من المقل
تنهد تنهيدة الشتاء المغبر
في سطوح عالمه الضبابي
سقط برعم
شكل مرهم
تداوي به مدركات انسدالاته
لا فائدة من كل ذاك
ما دام العالم تائه في مداراته
يستيقظ على خضم صحف
ذاك فلسطيني
نهش لحمه دود الجرائد
بدون اعتبار لترياق حية تداوي
والنيل في مجراه متعارك
والزيزفون شكّل طريقه
المرصع بالدبابيس
لا تدنس شطر الحرم …
فالسلعة بيدك غدا قطران
تنحى عن صوتك المدجج بالسموم
وهاتي بنور الإله من أرضك
تنحى عن شذوذك المدقع
وأرضي المرصعة بالزمرد
مني تنتظر
من دشدشة جمروك
ونبي هوري… هاوار
وليلون … وتسريحة القروية
في أرض الزيتون
والجد على أكوام أوراقها مدثر
بثنايا رائحة العناب
شريط متسلسل في زوبعة مخيلته
على المقعد الشتوي
تحت شجر الصفصاف
وما زال قابعاً” [1]