بيتر غالبريت، أول سفير أمريكي في كرواتيا بعد انفصالها عن يوغسلافيا عام 1991، وقضى سنوات طويلة من حياته في البحث بالقضية الكوردية، ويؤكد أنه إذا لم يعلن الكورد استقلالهم فإنه لن يقوم أحد بحمايتهم، مشيراً إلى عدم تخلي الكورد عن إجراء الاستفتاء في أي حال من الأحوال. رووداو: هل حان الوقت لإعلان الكورد استقلالهم؟بيتر غالبريت: هذا القرار بيد شعب كوردستان العراق، وهذا حق لهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة. حيث يمكن للشعوب إعلان استقلالها. وقد تعقب المباحثاتُ عمليةَ الاستفتاء، لأنه يجب تسوية كل الخلافات، كما في حال انفصال زوجين عن بعضهما البعض، والأهم هو تحديد حدود كوردستان. ومن الضروري وجود اتفاق حول بعض المسائل المهمة، مثل القروض والإيرادات، إضافة إلى مواضيع أخرى مثل المواطنة والملكية والأنابيب النفطية ,,
بيتر غالبريت، أول سفير أمريكي في كرواتيا بعد انفصالها عن يوغسلافيا عام 1991، وقضى سنوات طويلة من حياته في البحث بالقضية الكوردية، ويؤكد أنه إذا لم يعلن الكورد استقلالهم فإنه لن يقوم أحد بحمايتهم، مشيراً إلى عدم تخلي الكورد عن إجراء الاستفتاء في أي حال من الأحوال.
رووداو: هل حان الوقت لإعلان الكورد استقلالهم؟
بيتر غالبريت: هذا القرار بيد شعب كوردستان العراق، وهذا حق لهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة. حيث يمكن للشعوب إعلان استقلالها. وقد تعقب المباحثاتُ عمليةَ الاستفتاء، لأنه يجب تسوية كل الخلافات، كما في حال انفصال زوجين عن بعضهما البعض، والأهم هو تحديد حدود كوردستان. ومن الضروري وجود اتفاق حول بعض المسائل المهمة، مثل القروض والإيرادات، إضافة إلى مواضيع أخرى مثل المواطنة والملكية والأنابيب النفطية.
رووداو: هل تعتقد أن الوقت الحالي هو الأنسب لإجراء الاستفتاء؟
غالبريت: لقد خصصت نصف حياتي لكوردستان، وإلى الآن لم أر أي كوردي يفضل أن يكون عراقياً على أن يكون مواطناً في كوردستان مستقلة، هذه أمنية تاريخية لشعب كوردستان. أعتقد أن الوقت مناسب لذلك، فالعراق الذي كان قائماً في 2003 لم يعد له وجود الآن، والدولة التي أراد الأمريكيون إنشاءها لم تنجح أبداً.
انظر ماذا حصل خلال سنة 2014 وحدها، لقد سيطر آلاف الإرهابيين الذين كان يستقلون سيارات مدنية على ثاني أكبر المدن في العراق التي كان من المفترض أن تكون محمية من قبل 30 ألف جندي عراقي بأسلحة أمريكية، لقد أخذوا تلك الأسلحة وهاجموا بها كوردستان، ماذا فعلت الحكومة العراقية؟ لقد رفضت حتى إرسال رواتب البيشمركة، ومنعت وصول الأسلحة إليها، من يريد أن يكون جزءاً من هذه الدولة؟!.
رووداو: يقول مراقبون أنه لا توجد دولة مستعدة للاعتراف باستقلال كوردستان، إذا كان ذلك صحيحاً؛ لماذا يعلن الكورد استقلالهم؟
غالبريت: بدايةً لا أعتقد أن هذا التوجه صائب، مؤخراً أجرت اسكتلندا استفتاءً للانفصال عن بريطانيا، إذا ما صوت الاسكتلنديون بنعم فإنها كانت ستعلن استقلالها، كما نُظم في بريطانيا استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي وتم القبول بالنتيجة، وفي الحالتين تم إجراء مباحثاتٌ بعد عملية الاستفتاء. النقطة المهمة هي أن الوضع سيتغير بعد إجراء الاستفتاء. وسينشأ واقع جديد بالنسبة لبغداد ودول الجوار، وكذلك للولايات المتحدة والعالم. ومعارضة أمريكا لاستقلال كوردستان لا تقارن بأي شكل من الأشكال بمعارضتها لاستقلال سلوفينيا وكرواتيا. حينما استقلت يوغسلافيا كنتُ أول سفير أمريكي في كرواتيا الناشئة حديثاً. كانت أمريكا ضد تقسيم يوغسلافيا، وبعد 9 أشهر من حدوث ذلك، قبلت الولايات المتحدة بالواقع، واعترفت باستقلال كرواتيا وسلوفينيا وبوسنيا وهيرزوكوفينا. لقد ارتكبت الولايات المتحدة خطأ كبيراً حينما حاولت الحفاظ على وحدة الأراضي اليوغسلافية الأمر الذي كان مستحيلاً، لقد أجرى مواطنو كرواتيا وسلوفينيا استفتاء الاستقلال، لنأمل أن لا تكرر الولايات المتحدة ذات الخطأ وأن لا تبذل المزيد من الجهود لإبقاء العراق موحداً، فهذا لن يتحقق، سيصوت أهالي كوردستان في 25 أيلول للاستقلال، وبعد ذلك لن يبقى العراق وكوردستان معاً، لذا يجب العمل على انفصال سلمي، الأهم من كل ذلك هو الاتفاق على المناطق ستنضم لكوردستان والمناطق التي ستبقى جزءاً من العراق، لقد قال البارزاني أمراً بناءً جداً، قال إن كوردستان تريد فقط المناطق التي يريد سكانها أن يكونوا جزءاً من كوردستان، هذا موقف منطقي، أي أن كوردستان لن تخلق مشاكل لها بضم المناطق التي لا تريد أن تكون جزءاً منها.
رووداو: هل تعتقد أنه من الممكن أن يلغي الكورد إجراء الاستفتاء؟
غالبريت: لا يمكن إلغاء الاستفتاء. تصور ماذا ستكون انعكاسات إلغاء الاستفتاء من قبل القيادة الكوردية على الشعب الكوردي، بالطبع سيفقدون الثقة، هذا هدف بذل الكثير من القادة ومنهم البارزاني كل حياتهم لتحقيقه. هم لا يريدون إلغاءه ولا ينوون ذلك. يمكننا القول إنه لا توجد أي فرصة للتراجع عن الاستفتاء. اعتقد أنه من الغباء الحديث عن تأجيل الاستفتاء لأنه غير ممكن. نحن الآن في وضع ننتظر فيه الاستفتاء، ونعلم نتيجته، والسؤال هو ما الذي سيحصل بعد ذلك؟
رووداو: الانتقاد الآخر الذي يوجه لمشروع استقلال كوردستان هو عدم توحد الكورد، مع ظهور حراك للتصويت ب لا، ولا يزال التغيير غير مؤيد للعملية، على الرغم من أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وافق على تفعيل غير مشروط للبرلمان، هل سيتحول هذا إلى عائق أمام الاستفتاء؟
غالبريت: الناس سيصوتون، ما يعني أن هناك أصوات رافضة، أعتقد أن نسبة الأصوات الرافضة ستكون قليلة جداً، لأن الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني والتغيير تدعم الاستقلال والاستفتاء. ويرغب الاتحاد والتغيير بتفعيل البرلمان، وهناك الآن اتفاق على تفعيل البرلمان بدون شروط، هذه هي الديمقراطية، إذا ما أراد المواطنون التصويت بلا، فهذا حق ديمقراطي لهم. أقول أن كوردستان أكثر وحدة من جميع الدول التي سعت للاستقلال، حينما أعلنت الولايات المتحدة استقلالها في 1776 كان ثلث المواطنين فقط مع الاستقلال، وكان البعض يريدون البقاء مع بريطانيا والآخرون محايدين، والذين يريدون البقاء مع العراق عددهم قليل جداً.
رووداو: قلت مؤخراً أن الخطر يكمن في بقاء الكورد مع العراق، هل يمكنك تفسير ذلك؟
غالبريت: البقاء جزءاً من العراق، يعني البقاء في دولة غير فاعلة أبداً، وغارق في النزاعات المذهبية، هناك صراعات بين السنة والشيعة وتاريخ من الإبادة الجماعية. والسلطة الحاكمة تعمل لمصلحة مكون واحد ألا وهو الشيعة، العراق هو أقرب حلفاء إيران في العالم. أي أنه توجد في بغداد حكومة حليفة لإيران، في حين أن حكومة أربيل حليفة للولايات المتحدة، وهناك اختلاف في المواقف بشأن الحرب السورية. المهم هو أنه إذا لم تعلنوا الاستقلال وبقيتم جزءاً من العراق؛ لن يقوم أحد بحمايتكم، لكن إذا أصبحتم دولة مستقلة فإن المجتمع الدولي سيقوم بحمايتكم. أنظر إلى الكويت، حينما احتل صدام حسين الكويت عام 1990، قام العالم بحمايتها. لكن حينما استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب لم يحرك العالم ساكناً. في الوقت الذي كانت إدارة رونالد ريغان لم تكن مع قطع المساعدات عن العراق، أي أنه إذا كنتم جزءاً من دولة أخرى ليس لكم أي حامٍ، لكن إذا كنتم مستقلين فأنتم محميون.[1]