أكد قيادي كوردي سوري، اليوم السبت، أن ما صرحت به تركيا عن توطين مليون سوري أمر يبعث الخوف والريبة من تغيير ديموغرافي للمناطق الكوردية في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) مشيرا أن توطينهم قرب الحدود السورية التركية سوف يتم الفصل بين الكورد بمستوطنات عربية، ويعد ذلك من أخطر السياسيات إن تم تنفيذه.
وقال نافع عبد الله، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا (أحد أحزاب ENKS) ل (باسنيوز): «تتجه الأوضاع في غرب كوردستان نحو مستنقع مرعب، وهذا ما يظهر للعيان عن الأساليب والممارسات اليومية، البعيد عن المسؤولية، كل ذلك يخدم أعداء الكورد، هذا كله وإضافة إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر به الشعب الكوردي».
وأضاف أن «الكورد منذ البداية لملموا شتاتهم في إطار موحد تحت يافطة المجلس الوطني الكوردي، وكان وقوف المجلس في الصف المعارض من البديهيات، لأن الحركة الكوردية ومنذ نشأتها كانت معارضة للنظام وممارساته العنصرية والتمييزية، ولكن هذا الإطار الموحد لم يرضِ الجهات المعادية وخاصة الدول الغاصبة لكوردستان، لذلك عملوا على إدخال الخلل، ونجحوا منذ الأشهر الأولى وعدم رضوخ المجلس لمطاليب النظام، فكان حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الطرف الآخر للكورد، لذلك انقسمت الحركة الكوردية إلى إطار وهو المجلس ويشمل كافة احزاب الحركة الكوردية والطرف الآخر كان فقط PYD».
وأوضح عبدالله أنه «لإضعاف المجلس بدأ النظام إلى توجيه إعاز لتشتيت الحركة الكوردية، وبدأت تشكيل أحزاب وأطر لا يمثل الكورد فقط بعض الشخصيات الكوردية غير المرغوبة في المجتمع الكوردي، ومع مرور الأشهر والسنوات دبت الخلافات داخل المجلس لأسباب معظمها مصالح شخصية واتهامات، وهذا أدى إلى حصول إنشقاق في عدد من الأحزاب العريقة، مما أدى إلى ظهور طرفين كورديين، المجلس الوطني الكوردي وهو معروف للجميع والطرف الآخر ما يسمى الأحزاب الوحدة الوطنية».
قيادي كوردي: أمريكا لن تتعاون سياسياً مع PYD إلا بعد الاتفاق مع ENKS
وأشار إلى أن «ما كان من الخيرين في البحث عن طريقة ل لملمة الحركة الكوردية، فكانت مبادرات عدة، آخرها المبادرة الأمريكية حيث تمكنت واشنطن من النجاح في تحقيق رؤية سياسية مشتركة وأيضا التوافق على المرجعية الكوردية، ولكن لعدم التزام الطرف الآخر وبسبب ظروف الطرف الضامن توقفت الحوارات بين الطرفين».
وتابع عبد الله «بعد مرور تقريبا عامين على توقف المفاوضات بين الطرفين وأهم أسبابها هو عدم وصول إلى حلول سياسية للوضع السوري العام، إضافة إلى عدم جدية الإدارة الأمريكية، الآن نتيجة ما يحصل من تناقضات وصراعات على مستوى الإقليمي والعالمي بين أمريكا والغرب من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى».
ولفت إلى أن «هذا لا يعني أن المفاوضات فشلت، بل أن الإدارة الأمريكية لا تريد الآن، ولكن الملف الكوردي والحوارات الكوردية ملف مهم لأمريكا والحلفاء، لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن باعتقادي الوقت لم يحن، وسيأتي يوم وتبدأ الحوارات وأعتقد لن يكون هذا اليوم بعيداً».
وقال عبد الله: «منذ أن استلم PYD زمام الأمور في الإدارة الذاتية وإخضاع جميع الأحزاب المنضوية تحت راية هذه الإدارة تحت إرادته بالقوة والغطرسة، والمنطقة تتجه نحو إفراغ من الكورد، وخاصة ما يتم تنفيذ من أساليب غير المجدية فقط تخدم أعداء الشعب الكوردي من القضاء على التعليم وخطف القاصرين والقاصرات وكم الأفواه وتجويع الشعب الكوردي، إضافة إلى أساليب الترهيبية بحق المجلس من حرق مكاتبه وخطف واعتقال أعضائه».
ونوه أن «كل ذلك يحصل أمام مرآى أمريكا والحلفاء، ولكن كما قلت سابقا، مازالت أمريكا تدير الأزمة فقط في مناطقنا ولم تبدأ بالحل، لذلك PYD يستغل هذه الفرصة لفعل كل ذلك».
وشدد عبد الله أن «الشعب الكوردي الذي لا حول له ولا قوة فقط يحاول أن يتشبث بأرضه ووطنه، ولكن إن استمر الوضع على ما هو عليه فالعواقب وخيمة، سيأتي يوم وسيصبح الكورد الأقلية في وطنهم بغربي كوردستان».
وبشأن توطين مليون سوري في شمال البلاد، قال عبد الله: «منذ الستينات ونحن نعارض الحزام العربي الذي طبقه النظام السوري، لأن ذلك يؤدي إلى تغيير الديمغرافي للمنطقة، ومازال هذا الهدف من ضمن ما يناديه المجلس».
وأشار إلى أن «ما صرحت به تركيا عن توطين مليون سوري أمر يبعث الخوف والريبة من تغيير ديموغرافي للمناطق الكوردية وخاصة ما يتم الحديث عنه، أنه سوف يتم توطينهم قرب الحدود السورية التركية بذلك يتم الفصل بين الكورد بمستوطنات عربية، ويعد ذلك من أخطر السياسيات إن تم تنفيذه».
كما أكد أن «تصريحات توطين مليون سوري مرتبط بالانتخابات التركية، ولكن من الممكن تنفيذه لبعث الثقة والمصداقية لدى ناخبيه، ونحن نتخوف من ذلك».
وختم نافع عبد الله حديثه قائلا: «إن ما يحصل ليس صدفة ولا عن عبث، الكورد ومنذ التاريخ مستهدفين من الدول الغاصبة، حاولوا ويحاولون طمس القضية الكوردية، هنا أوجه نداء إلى الحركة الكوردية الأصيلة نحن على أبواب إنزلاق خطير، يتطلب من الجميع إدراك ما يحوم حولنا، وأن نبحث عن سبل لملمتنا، وأن نكون على قدر المسؤولية، التاريخ لا يرحم، فلنكن ممن يرسمون تاريخنا وتاريخ أجيالنا».[1]