صرح سلام عبد الله أن حركة الحرية هي حزب بديل، وقال نريد إحداث تغيير عقلي في جنوب كردستان من خلال مشروع بناء العقلية الديمقراطية، وأيضاً، تسييس المجتمع في جنوب كردستان.
تأسست حركة الحرية لمجتمع كردستان (حركة الحرية) في 17 تشرين الأول 2014 في وقت وصلت فيه هجمات مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة والعالم الى مستوى خطير جداً، كما أنها تأسست بتوعية ومشاريع جديدة في جنوب كردستان.
عقدت حركة الحرية مؤتمرها في 19 كانون الثاني 2018 بعد الموافقة عليها كحزب رسمي وفق القانون العراقي، في 4 كانون الأول 2017.
كما أنها عقدت مؤتمرها الثالث مؤخراً، في 15 تموز 2022، في ذلك الوقت الذي كان تتزايد فيه الأزمة وهجمات الاحتلال التركي على جنوب كردستان والعراق، بمشاركة ألف مندوب تحت شعار سنبني كردستان حرة والعراق الديمقراطي بتثقيف وتنظيم المجتمع.
وحول ذلك تحدث الرئيس المشترك لحركة الحرية لمجتمع كردستان (حركة الحرية)، سلام عبد الله، لوكالة فرات للأنباء (ANF) وعن أعمال ونشاط الحركة وكذلك المشاريع التي قررت تنفيذها خلال مؤتمرها الثالث، إضافة إلى نشاطات الحركة بين المجتمع.
الأزمة في العراق تعتمد على جذر تاريخي عميق
وسلط سلام عبد الله، الضوء في بداية حديثه، على الأزمة والصراع السياسي في العراق، وقال: هناك أزمة سياسية عميقة في العراق منذ فترة طويلة، وهذه الأزمة تعتمد أيضاً على جذر تاريخي عميق، فعندما نعود إلى السنوات 1920-1921، عندما تم إعادة هيكلية جديدة للعراق، بقدر ما يحلم العراق بالإمبريالية البريطانية، فإنه لا يميل للحلم العراقي، وهذا التأثير يستمر حتى يومنا هذا.
للأزمة الحالية تأثير كبير على المجتمع
كما تحدث عبد الله عن أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، وذكر أنه مضى أكثر من 7 أشهر على إجراء الانتخابات، لكن الحكومة لم تتشكل بعد، وأشار عبد الله إلى أن هذا أيضاً خلق تأثيراً كبيراً على المجتمع، ونوه أن السيادة العراقية لا تستطيع إدارة العراق بنفسها.
البرلمان يخدم الأحزاب السياسية
ولفت الرئيس المشترك لحركة الحرية، عبد الله، الأنظار حول الأزمة في إقليم جنوب كردستان، وتابع قائلاً: في الوقت نفسه هناك أزمة سياسية في جنوب كردستان، على الرغم من أن البرلمان هو مركز مهم لحكومة جنوب كردستان، وهو ممثل عن الشعب؛ إلا أنه أصبح البرلمان الحزبي، لأنه غالباً يمثل الأحزاب، فهو بعيد كل البعد عن تمثيل الشعب، عندما ننظر إلى الأمر بشكل عام وبتمعن، سنرى أن هذه السياسية تثير القلق لكل من الشعب العراقي وشعب جنوب كردستان، كما أن العلاقات السياسية بين جنوب كردستان والعراق في حالة سيئة للغاية.
لدينا مشروع ونعلم واجباتنا ومسؤوليتنا حيال الوضع الراهن
وأفاد سلام عبد الله بأنهم خرجوا في مثل هذا الوقت لإيجاد حل، وقيم الوضع على هذا النحو: لهذا السبب عرفت حركة الحرية أنه في هذه المرحلة يجب أن تلعب دورها وتقوم بدعاية جيدة، وأن تضع قوتها وصوتها تحت خدمة الشعب، وأن تعمل بخصوص الوضع الحالي في سبيل محاولة حله، لدينا مشروع بديل فيما يخص هذا الوضع الحالي ومشاكله، ولأجل تحسين هذا الوضع ، فالحركة تعرف واجبها ومسؤوليتها، سنحقق ذلك مع القوى الكردية والأحزاب التي تعتبر نفسها ديمقراطية ووطنية، سنقوم بواجبنا ومسؤوليتنا في سبيل تحسين هذا الوضع، تقود حركة الحرية هذا المشروع بعزيمة.
نريد بناء عقلية ديمقراطية
وذكر عبد الله، أنهم وفي خضم هذه المرحلة، يريدون إجراء بعض التغييرات والتحولات على أساس المجتمع، وأضاف قائلاً: نحن نريد إحداث تغيير عقلي وتوعية المجتمع في جنوب كردستان، وكذلك بناء عقلية ديمقراطية فيها، حتى نتمكن من تغيير النظام الحالي في جنوب كردستان، وكذلك تحقيق مشروع الديمقراطية في العراق، وعلى هذا الأساس، نريد تسييس المجتمع في جنوب كردستان، وبناء مجتمع سياسي أخلاقي، مجتمع واعي سياسي على مستوى عال، لأجل ممارسة المجتمع سياسته بنفسه، ويكون له دور في هكذا مرحلة صعبة.
حركة الحرية هي حركة بديلة
وتحدث عبد الله عن الاختلاف بين حركة الحرية والأحزاب الأخرى، وقال: أن حركة الحرية لمجتمع كردستان (حركة الحرية) هي نظام بديل، إنه نظام سياسي اجتماعي، هو حزب سياسي غير كلاسيكي، أن حركة الحرية هي حركة بديلة، نريد أن نلعب دوراً في مواجهة المشكلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع، أولاً؛ نريد تعزيز التوعية لإحداث التغيير في عقلية المجتمع، لأنه إذا لم تكن هناك عقلية ديمقراطية، فلن يكون هناك تغيير ديمقراطي، ولدينا أيضاً مشاريع بخصوص الطبيعة، كلما كانت الطبيعة جيدة، سيكون المرء جيداً مثل هذه الطبيعة، لدينا مشروع في هذا الشأن، نريد أن نجمع كل دعاة حماية البيئة وعلماء البيئة، وكذلك المنظمات والمؤسسات البيئية تحت مظلة واحدة، ويمكنهم تنظيم أنفسهم من خلال عقد مؤتمر، والعمل الذي سيقومون به في المستقبل سيكون في خدمة المجتمع في جنوب كردستان والعراق، وبالطريقة نفسها، العمل على الشؤون الاقتصادية، وبنفس الطريقة جمع الاقتصاديين وإنشاء تنظيمهم في هذا المجال الاقتصادي.
نريد أن نتعايش مع كافة المكونات والأديان
وذكر عبد الله أن إحدى القضايا الأخرى التي يحاولون حلها هي تنوع ووجود المكونات والأديان المختلفة في العراق وجنوب كردستان، التي أصبحت كمشكلة، وقال: أننا نريد خلق ثقافة التعايش المشترك في العراق وجنوب كردستان بكل الألوان، الأديان، المعتقدات، والمكونات، وهذا الأمر ممكن من خلال توعية الأفراد والمجتمع، إضافة إلى ذلك، لدينا مشاريع حول العديد من القضايا الأخرى.
إذا لم تقوم الأحزاب السياسية بمسؤوليتها تجاه المجتمع..عليها ألا تضع عقبات أمام الأطراف الأخرى
كما تحدث الرئيس المشترك لحركة الحرية، سلام عبد الله، عن العقبات التي تواجه حزبهم، وأكد أنه مهما كانت هناك عقبات أمامهم، فإنهم سيحاولون تطوير وتنفيذ مشاريعهم، وتابع عبد الله قائلاً: الهدف من مشروعنا، هو خدمة شعبنا ومجتمعنا، تطويره واستعداده لأجل التغييرات المستقبلية، فإذا لم نتمكن من بناء الوحدة داخل أنفسنا، فلن نتمكن من تطوير أنفسنا، ولا يمكننا إجراء تغييرات وفقاً للعقلية؛ بالطبع، ففي المستقبل، لن نكون قادرين في وسط هذه الأزمات، على تحقيق التغيير والتحول ولن يكون لنا مكان في العالم، وسيؤدي هذا أيضاً إلى إزالة الشعب الكردي من التاريخ وستحدث مرحلة صعبة جداً ضد شعبنا، تصبح سياسة الاستيعاب والإبادة قوية جداً، وفي هذا الإطار، علينا النظر بتمعن إلى هذه المسألة، هذا واجب الأحزاب السياسية، لكن في حال لم يقوموا بواجبهم، عليهم ألا يخلقوا العقبات أمام الأطراف الأخرى، علاقتنا ليست مقطوعة مع أية أحزاب سياسية، نحن دائماً على اتصال معهم، أننا نحاول أيضاً خلق علاقة تاريخية، ستزداد قوة علاقتنا مع المجتمع أكثر من علاقتنا بالحكومة.
أولاً على حكومة جنوب كردستان وثم على العراق اتخاذ موقفهما
وأعرب سلام عبد الله في نهاية حديثه، عن وجهة نظره حول الهجمات والاحتلال الممارس في المنطقة والتدخلات في العراق، وقال: لن نبقى أبداً دون موقف في مواجهة دولة الاحتلال التركي وجميع المحتلين الآخرين في المنطقة، الأكثر اهمية هنا هو أنه يجب على حكومة إقليم كردستان في البداية والعراق اتخاذ موقفهما ضد هجمات الاحتلال، تتعرض سيادة جنوب كردستان والعراق للانتهاك علناً أمام أنظار الجميع، هناك تدخلات خارجية في العراق، كما تم تخصيص فرص كبيرة لهم في مجال السياسة والاستخبارات، مثال؛ الوطنيون من أجزاء أخرى من كردستان يستشهدون في جنوب كردستان، كان يجب أن تكون جنوب كردستان المكان الأكثر أماناً لهؤلاء الكردستانيين ومساعدتهم، والأكثر أهمية في هذه المرحلة، كان يجب أن نتخلى عن عقلية التقسيم، وقتها توجهت الأطراف السياسية في جنوب كردستان إلى أجزاء أخرى، على شعبنا أن يدرك في هذه المرحلة، أن كردستان واحدة، معاهدة لوزان شارفت على الانتهاء، تخلوا عن عقلية التقسيم، لهذا نحن حركة الحرية نعمل على أساس الوطنية، وفي الوقت ذاته، يجب أن تدرك الحكومة العراقية أن سيادتها قد انتهكت وعليها اتخاذ موقف ضد هذه التدخلات والانتهاكات، وبنفس الموقف والمسؤولية سنقف في وجه الاحتلال.[1]